المغرب: توقيف زعيم احتجاجات الحسيمة
تظاهرات ليلية في عدد من المدن... وإغلاق طرقات بالرباط
تمكنت السلطات المغربية، اليوم ، من توقيف ناصر زفزافي، زعيم الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ 7 أشهر في إقليم الحسيمة بمنطقة الريف، شمال البلاد.وبات زفزافي منذ مساء الجمعة مطلوبا من قوات الأمن، بعد تهجمه على إمام مسجد أثناء القائه خطبة الجمعة، وارتجاله خطبة انتقد فيها السلطة، ورفع تظلمات المحتجين. وحاصرت الشرطة منزل الزفزافي، الجمعة، الذي تمكن من مخاطبة أنصاره من فوق سطح المنزل، فيما كان المتظاهرون يرشقون الشرطة بالحجارة، وتمكن بعد ذلك من الإفلات من الشرطة. وفي آخر تسجيل فيديو نشره الجمعة، دعا إلى «المحافظة على الطابع السلمي للمسيرات».
تظاهرات مستمرة
ومساء اليوم الأول تظاهر بضع مئات من الأشخاص في الحسيمة لليلة الثالثة على التوالي، لكن دون وقوع حوادث. وتجمع شبان في حيين على الأقل، على أمل التظاهر في الساحة الكبرى بوسط الحسيمة وهم يهتفون «دولة فاسدة» و»كرامة» و»كلنا زفزافي».لكن قوات الأمن التي فرضت طوقا في المدينة منعتهم من التقدم، وبعد التجمع لمدة ساعة تقريبا في جادة طارق بن زياد تفرق عناصر الشرطة والحشد المكون من 200 إلى 300 شاب دون صدامات.وقال ناشط إن تظاهرة تضم بضع مئات من الأشخاص نظمت دون حوادث أيضا في مدينة امزورين (18 كلم عن الحسيمة).كما نظمت تظاهرات «تضامنية» في مدينتي الناظور وطنجة (كلاهما في الشمال) والدار البيضاء وفاس (وسط) وقلعة السراغنة (جنوب).إغلاق طرقات
وفي العاصمة، الرباط، أغلق نحو 300 متظاهر بعض الشوارع الرئيسة، تضامنا مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها الحسيمة.اعتقالات
وأوقفت الشرطة 22 شخصا، واتهمتهم بـ»التعدي على الأمن الداخلي، والتحريض على ارتكاب جنح وجرائم وإهانة موظفين حكوميين والعدائية ضد الرموز».وقال المحامي عبدالصادق البشتاوي إن الشرطة أوقفت 70 شخصا منذ الجمعة، مضيفا أن «هناك 37 عملية توقيف يوم السبت وحده».ويشهد إقليم الحسيمة في منطقة الريف، التي تسكنها غالبية أمازيغية، والتي جرت فيها في الماضي حركات تمرد، تظاهرات منذ أن قتل في نهاية أكتوبر 2016 بائع سمك سحقا داخل شاحنة نفايات عندما حاول منع الشرطة المحلية من إتلاف سلعته. وتسعى الحكومة منذ سنوات إلى احتواء الاستياء في هذه المنطقة. وبادرت إلى عدد من الإعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفودا وزارية في الأشهر الستة الأخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات.وأحيت الحكومة في الأسابيع الأخيرة سلسلة من المشاريع التنموية للمنطقة، معتبرة أنها «أولوية استراتيجية»، وأكدت أنها «تشجع ثقافة الحوار».