أغلق نظام الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات الموالية له جميع الطرق العسكرية التي تربط حلب مع ريفها الشمالي، عقب معلومات تحدثت عن اعتزام قوات سورية الديمقراطية (قسد) إفساح المجال لمقاتلي تنظيم «داعش» للانسحاب من محافظة الرقة.وشهدت الطرق الواصلة بين مدينتي عفرين وحلب خلال اليومين الماضيين توترات عقب هذه الأنباء التي تحدثت عن نية ميليشيات سورية الديمقراطية السماح لمقاتلي تنظيم داعش بالانسحاب من محافظة الرقة دون قتال، الأمر الذي أثار غضب الجانب الروسي واستياءه، وهو الذي فرض على الميليشيات المنتشرة على طريق حلب – عفرين منع مرور أي سيارة عسكرية كردية على تلك الطرق.
ويوجد العديد من الشخصيات السياسية والحزبية التابعة للإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي التابعين لمؤسسات حي الشيخ مقصود في مدينة عفرين، ولا يستطيعون العودة بسبب قطع الطريق.
معركة مسكنة
وفي ريف حلب الشرقي، واصلت قوات النظام تقدمها وسيطرت على 17 قرية انسحب «داعش» منها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 2000 عنصر من التنظيم.وأفادت صفحة «مسكنة نيوز» على «فيسبوك» بأن جهاز الحسبة التابع للتنظيم أعلن مدينة مسكنة وجميع القرى المحيطة بها منطقة عسكرية يُمنع وجود أي مدني فيها مهما كانت الأسباب، مشيرة إلى قصف جوي عنيف على محيطها.وفي دير الزور، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 مدنياً على الأقل، مساء أمس الأول، من جراء سقوط قذائف هاون أطلقها «داعش» على مناطق في شارع الوادي الواقع بحي الجورة الذي يسيطر عليه النظام.المنطقة الآمنة
ومع اقتراب انتهاء مهلة وضع خرائط مناطق وقف التصعيد، كشفت مصادر رسمية أردنية عن مفاوضات أميركية- روسية جرت في عمان أخيراً، ويُتوقع استئنافها قريباً، بشأن إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، على الحدود مع المملكة.ونقلت صحيفة «الغد» عن المصادر أن «الأردن منخرط في المباحثات مع مختلف الأطراف لتحديد طبيعة المنطقة الآمنة وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها لضمان وقف إطلاق النار فيها».ودعا وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، واشنطن للمشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر، التي وقعت بلاده على اتفاق إنشائها مع تركيا وايران في أستانة مطلع مايو.خط أحمر
دولياً، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال أول لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فرساي، أمس الأول، أن «أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سورية خط أحمر، وسيكون موضع رد فوري من قبل الفرنسيين».وقال الرئيس الفرنسي إن «أولويتنا المطلقة هي مكافحة الارهاب واستئصال المجموعات الارهابية، وخاصة (داعش) وليس لإعادة فتح سفارة دمشق بباريس»، معلناً الاتفاق مع بوتين على إنشاء (مجموعة عمل) فرنسية- روسية لمكافحة الإرهاب».وأوضح ماكرون أنه يؤيد «الانتقال الديمقراطي، مع الحفاظ على الدولة السورية»، مشدداً على أنه لابد من «النقاش مع مجمل الأطراف ومن بينهم ممثلون عن بشار الأسد». وتابع: «أريد بعيداً عن العمل الذي نقوم به في سياق الائتلاف الدولي أن نتمكن من تعزيز شراكتنا مع روسيا». ومع جرأة ماكرون لم يمكن لبوتين إلا أن مقاطعته بقوله: «فرنسا تساهم في مكافحة الإرهاب ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولا نعرف مدى استقلال فرنسا في اتخاذ القرارات».