«بريكست» في قلب مناظرة حامية بين ماي وكوربن

• رئيسة الحكومة المحافظة تهدد بالانفصال عن أوروبا من دون اتفاق... ومنافسها يحذر من التبعات
• «FBI» حذر بريطانيا في يناير من تخطيط عبيدي لهجوم... والشرطة تبحث عن «حقيبة زرقاء» مفقودة

نشر في 30-05-2017
آخر تحديث 30-05-2017 | 16:33
ماي تصل الى استوديو المناظرة مساء أمس الأول (أ ف ب)
ماي تصل الى استوديو المناظرة مساء أمس الأول (أ ف ب)
تبادلت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي المحافظة الاتهامات مع منافسها اليساري جيرمي كوربن، في مواجهة تلفزيونية غير مباشرة، عكست سخونة المنافسة في الانتخابات المبكرة التي تتمحور حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
قبل 10 أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة في بريطانيا، تلقى زعيما حزبي المحافظين والعمال أسئلة الجمهور ثم الصحافي جيريمي باكسمان على مرحلتين منفصلتين في مناظرة حامية أمام ملايين المشاهدين.

وشكلت مسألة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) محور أول مواجهة تلفزيونية بين رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي التي أكدت استعدادها للخروج من الاتحاد الأوروبي حتى دون توقيع اتفاق مع المفوضية الأوروبية، وزعيم المعارضة العمالية اليسارية جيرمي كوربن المصمم على إيجاد حل والرافض لـ "تهديد أوروبا".

ورفضت ماي أي مناظرة مباشرة مع خصمها العمالي، بينما نجح أكبر حزب معارض في بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة في التعويض عن الفارق الكبير الذي كان يفصله عن المحافظين في استطلاعات الرأي قبل تعليق الحملة لأربعة أيام على إثر اعتداء مانشستر الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلا، وأدى إلى تعليق الحملة الانتخابية. وبينما أكد كوربن أنه سيعمل على التوصل الى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل أن تخرج بريطانيا منه، قالت ماي إنها مستعدة للانسحاب "من دون اتفاق".

وقالت ماي إن "عدم إبرام اتفاق أفضل من التوصل الى اتفاق سيئ" للمملكة المتحدة، ووعدت بالحزم خلال المفاوضات التي ستبدأ بعد أيام من الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من يونيو.

من جهته، أكد خصمها الذي ينتمي الى التيار اليساري المتشدد أن واقع نتيجة الاستفتاء حول بريكست "يجب أن يحترم"، مؤكدا: "سنعمل على أن يكون هناك اتفاق". وقال كوربن "لن نبدأ المفاوضات بدبلوماسية الصوت العالي عبر تهديد اوروبا بنوع من الملاذات الضريبية مقابل سواحلها"، في انتقاد مبطن لجهود ماي في معالجة قضية بريكست.

وبعد أن أكد قبوله بحكم الشعب، قال إنه يؤيد أيضا "هجرة مضبوطة". إلا أنه حرص على التذكير "بالمساهمة الهائلة للعمال المهاجرين في النظام الصحي او النقل".

وشكل الأمن أحد المحاور الرئيسية لهذه المواجهة. وتعرضت ماي لانتقادات حادة بسبب اقتطاعات الميزانية التي فرضتها الحكومة المحافظة على الخدمات العامة منذ 2010. وسألت شرطية حول الخفض المدمر في عدد افراد الشرطة خلال توليها وزارة الداخلية لست سنوات. لكن ماي ردت بالقول أنه على الحكومة التأكد من أن بريطانيا "تعيش بحدود امكانياتها نظرا للوضع الاقتصادي الذي ورثناه".

ولم ينج كوربن من الانتقادات حول الأمن. لكن الهجوم الأكبر تناول علاقته المثيرة للجدل مع الجيش الجمهوري الأيرلندي وخفض الاعتماد على الطاقة النووية، وما اذا كان يفكر في الغاء الملكية، نظرا لطروحاته الجمهورية، إلا أنه أنكر كل ذلك، وأوضح أنه تحدث مع الملكة. كما سئل حول تصريحات سابقة له حول زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث وصف قتله سابقا بالمأساة. وقال إنه استخدم هذا المصطلح لأنه كان يجب القبض عليه حيا.

وحقق كوربن نجاحا في هذه المقابلة، حتى في نظر احد اشد معارضيه، الزعيم السابق لحزب يوكيب الاستقلالي نايجل فاراج الذي قال أنه بدا صادقا بالكامل ولو أنه يخالفه الرأي.

على صعيد آخر، وفي متابعة للتحقيقات بشأن تفجير مانشستر الذي تبناه تنظيم "داعش، نشرت الشرطة البريطانية صورة لمنفذ تفجير مانشستر البريطاني الليبي سلمان عبيدي يظهر فيها ومعه حقيبة زرقاء اللون في يوم الهجوم الأسبوع الماضي، وطلبت من كل من لديه معلومات عن الحقيبة الإبلاغ عنها.

جاء ذلك بعد أن فتح جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية (MI5) تحقيقا في تجاهله 3 تحذيرات من عبيدي.

ونشرت مساء أمس الأول معلومات تؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) ذر السلطات البريطانية في يناير من خطورة عبيدي وأنه كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي داخل البلاد وبأن عبيدي عضوا في تنظيم "داعش".

back to top