أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس ، أن قوات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مدعومة من إيران تحتشد مرة ثانية بالقرب من قاعدة التنف، على حدود الأردن، وتحاول إقامة موقع مدفعي.

وقال المتحدث باسم "البنتاغون" كابتن البحرية جيف ديفيز: "نواصل رؤية تحشيد، ونحن قلقون بهذا الشأن"، مشيراً إلى أن "مئات" من الجنود يتواجدون في المنطقة، رغم أن أعداداً أقل توجد فعلياً في منطقة عدم التصادم.

Ad

وأضاف ديفيز: "لقد رأيناهم يقومون بدوريات بالقرب من منطقة عدم التصادم حول موقع التنف التدريبي"، مشيراً إلى أنه من غير المعروف ما إذا كانت تتواجد على الأرض أي قوات إيرانية، إلا أنه أكد أن هذه القوات "تحظى بدعم إيران على أقل تقدير".

وبعد ضربة وجهها الجيش الأميركي في 18 مايو لقافلة موالية للنظام كانت متّجهة إلى قاعدة التنف على المثلث الحدودي مع العراق والأردن التي تستخدمها واشنطن لتدريب فصائل معارضة، ألقت طائرات التحالف منشورات خلال الأيام الماضية تحذر القوات الموالية للنظام من الوجود في المنطقة.

ووقع الهجوم في منطقة متفق عليها بين روسيا والتحالف لمنع التصادم بين قوات الطرفين شمال غرب الموقع العسكري.

معركة البادية

ووسط التوتر المتزايد في منطقة البادية السورية في المثلث الحدودي العراقي-السوري-الأردني، أكد مقاتلون معارضون عاملون في المنطقة أن المساعدات العسكرية زادت عبر قناتين منفصلتين هما برنامج تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) ودول بالمنطقة منها الأردن والسعودية، ويعرف باسم غرفة "عمليات الموك"، وآخر تديره "البنتاغون" للتصدي لخطط الميلشيات المدعومة من إيران لفتح طريق إمداد بري بين العراق وسورية.

وقال طلاس السلامة قائد "جيش أسود الشرقية"، وهو واحد من الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش الحر المدعومة من البرنامج التابع لوكالة "سي.آي.إيه": "صار فيه زيادة للدعم، ومستحيل نخليهم يفتحوا الطريق" بين بغداد ودمشق.

وقال قائد كبير في جماعة "مغاوير الثورة" المدعومة من "البنتاغون" إن الأسلحة تتدفق بانتظام على قاعدة التنف منذ أن بدأت القوات الموالية للأسد الانتشار هذا الشهر، مضيفاً أن جهود تجنيد وتدريب مقاتلين محليين من دير الزور تسارعت في التنف.

ومضى القائد في "مغاوير الثورة"، الذي طلب عدم نشر اسمه، قائلا إن العتاد والتعزيزات تأتي يوميا لكن في الأسابيع القليلة الماضية جاء المزيد من المركبات العسكرية الثقيلة وصواريخ تاو والعربات المدرعة.

وظهرت مركبتان مدرعتان وصلتا حديثا إلى التنف في صور أرسلها مصدر من المعارضة المسلحة لرويترز. وأظهر مقطع فيديو مقاتلين يفكون تغليف قذائف مورتر.

وفي رد مكتوب، لم يذكر المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون ما إذا كان دعم "مغاوير الثورة" قد زاد. لكنه شدد على أن قوات التحالف "مستعدة للدفاع عن نفسها إذا رفضت القوات الموالية للنظام إخلاء منطقة عدم اشتباك حول التنف".

في المقابل، قال قائد غير سوري في التحالف العسكري الداعم للأسد إن نشر القوات الحكومية والمقاتلين العراقيين الموالين لدمشق في البادية "يعرقل كل مخططات الموك والأردن والأميركي". وأضاف: "يسمونه الهلال، والآن محورنا يصر على هذا الموضوع وسيتحقق".

مضت واشنطن في خطتها الحربية، التي أثارت غضب تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وباشرت أمس بتوزيع أسلحة على "وحدات حماية الشعب" الكردية (يي بي جي) و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) للمساعدة في استرداد مدينة الرقة من "داعش".

وقال المتحدث باسم "البنتاغون" أدريان رانكين-غالواي، في تصريح صحافي، "بدأنا تسليم أسلحة خفيفة وآليات إلى العناصر الكردية"، موضحاً أن العملية تمت قبل الهجوم الجاري التحضير له على مدينة الرقة وشملت مدرعات وبنادق كلاشنيكوف ورشاشات من أعيرة صغيرة.

وفي إطار العد العكسي لمعركة الرقة، تمكنت "قوات النخبة السورية" التابعة لتيار الغد بقيادة الرئيس السابق لائتلاف المعارضة أحمد الجربا من الاقتراب من جهة الشرقية للمدينة بعد غارات كثيفة للتحالف الدولي على مواقع "داعش".

ووفق المتحدث الرسمي باسم "قوات النخبة" محمد خالد شاكر، فإن "قواتنا باتت على مشارف حي المشلب، أول أحياء الرقة من الجهة الشرقية"، مبيناً أنها تعمل "بالتعاون والتنسيق مع قسد في إطار عملية غضب الفرات بقيادة التحالف الدولي".

وفي عملية جديدة لوقف هروب عناصر تنظيم "داعش" من الشمال إلى وسط سورية، قامت الفرقاطة أميرال إيسين والغواصة كراسنودار التابعتان للأسطول البحري الروسي ليل الثلاثاء- الأربعاء بإطلاق 4 صواريخ مجنحة من نوع كاليبر على مواقع التنظيم في منطقة تدمر الأثرية من القسم الشرقي للبحر المتوسط.

وإذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها حذرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ، أفاد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، بأن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بنجاح عملية إطلاق صواريخ "كاليبر" من مياه البحر المتوسط وإصابة جميع الأهداف.