أثار نائب رئيس الجمهورية، زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، زوبعة سياسية، بعد شنه هجوماً لاذعاً على زميله في حزب "الدعوة" رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على صفحات جريدة لبنانية ممولة من طهران.

وحول تقييمه أداء الحكومة، قال المالكي في المقابلة مع الصحيفة اللبنانية: "على صعيد مكافحة الإرهاب، فإنّ الأداء الحكومي جيّد، رغم المخالفات التي حصلت وإدخال قوات دولية دون قرار برلماني. لكن هذا لا يكفي، فالدولة لا تعني حصراً مكافحة الإرهاب".

Ad

وأوضح أن "الدولة تنشغل في قتال داعش، وتنسى البصرة. ما يحدث في البصرة، وبغداد، وسامراء يشير إلى إمكانية خسارة تلك المناطق. هل نربح الموصل ونخسر البصرة، وكربلاء، والنجف؟ بالأمس، احتلوا مطار النجف وأسواقها، هذا الجانب خطيرٌ جدّاً، وإذا لم تتم معالجة الوضع فسينهار ويتدهور، وسيكون هناك فرصة للميليشيات والعصابات والخارجين عن القانون كي يتمردوا".

وكان مسلحون موالون للتيار الصدري حاصروا قبل أسابيع مطار النجف، لاعتقال أحد قادة التيار الذي يشغل منصباً رفيعاً في المطار والمتهم بالفساد.

وقال رئيس الحكومة السابق إن "الوضع الاقتصادي مرتبك جدّاً، وصل إلى حد قطع الرواتب عن موظفي الدولة، وتوقف المستشفيات عن تقديم العلاج. أنا لا أفهم سبب سحب الحكومة من احتياط البنك المركزي 40 ملياراً. لقد سلّمت الخزينة باحتياط يبلغ 83 ملياراً، والآن بات 40 ملياراً، هذا خطر".

وأضاف: "يقولون إن هناك ديوناً متراكمة، يقولون إن الحرب قائمة، ويشترون السلاح، لكن في الحقيقة أنا اشتريت كل السلاح، هم اشتروا العتاد والأدوات الاحتياطية. لقد اشتريت السلاح من إيران أثناء هجوم داعش، وقبله اشتريت طائرات من أميركا، وكوريا، ودبابات من روسيا".

وعن كردستان، قال المالكي إن "السياسة الداخلية لـرئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تتسم بالعنف، والتفرد، وتفتقر إلى أي غطاء شرعي"، لافتا إلى أن "البارزاني يحكم كردستان على طريقة شيوخ العشائر الكردية سابقاً والآغا".

أربيل ترد

وردت رئاسة إقليم كردستان بقوة على تصريحات المالكي، متهمة إياه بأنه "مصدر للفشل والمصائب" التي تعرض لها العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الإقليم اوميد صباح إن "هذا الشخص هو من وضع العراق على رأس قائمة أكثر دول العالم فساداً، ودعم السرقة وانعدام الشفافية، ورمى العراق إلى أتون نيران الطائفية، وفي عهده تعرض المئات من المثقفين والنخب للاغتيال، فكيف يمكن أن يتم منحه فرصة أخرى ليحكم؟".

وختم قائلا: "هذا الرجل استخدم في لقائه الصحافي لغة التهديد ضد شعب كردستان، ولذلك نقول له إن كنت شجاعاً فعلا فهذه ساحة المعركة وتستطيع أن تختبر نفسك، كما جرب الكثيرون من قبلك ممن كانوا أقوى وأكثر جبروتاً منك ولم ينالوا سوى الفشل والانكسار أمام إرادة شعب كردستان".

تفجير في هيت

ميدانياً، غداة التفجيرين اللذين ضربا العاصمة العراقية بغداد ليل الاثنين ـ الثلاثاء وأسفرا عن مقتل 27 شخصاً، قتل 15 شخصاً بينهم صحافي وأربعة عسكرييين أحدهم آمر فوج، وأصيب 23 آخرون، في تفجير انتحاري، استهدف فيه التنظيم الإرهابي حاجزاً عسكرياً في هيت، بمحافظة الأنبار غرب البلاد.

ويأتي هذا التفجير في الأنبار كسابقيه في العاصمة بغداد، في محاولة من التنظيم لتشتيت الانتباه عن انهياره المتوقع في مدينة الموصل، أكبر حاضرة سنية في العراق وأكبر مدينة من حيث عددد السكان التي تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة عليها، لكنه يؤشر أيضاً الى ما ستؤول إليه الأمور بعد انهيار دولة "الخلافة الإسلامية" المزعومة، حيث سيرتد مقاتلو التنظيم الى العمل السري وإلى تنفيذ هجمات إرهابية في محافظات عدة.

وتواصلت المعارك، أمس، في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، للسيطرة على الاحياء التاريخية وسط المدينة، انطلاقاً من أحياء الشفاء والصحة والزنجيلي في الطرف الشمالي من المدينة القديمة، حيث تجري المعارك حالياً.

وقال العميد شاكر كاظم محسن، أمس، إن القوات الأمنية تتقدم ببطء في حي الشفاء لحماية البنى التحتية، موضحا أن "المشكلة أن الحي يضم اربعة أو خمسة مستشفيات".

ولفت إلى أن "هناك 50 الى 100 مسلح يتنقلون من بناية الى أخرى في حي الشفاء". وأعلنت الشرطة الاتحادية ان "داعش" خسر 80 في المئة من الانتحاريين في الموصل.