إمام المركز الإسلامي في كندا د. عويس النجار لـ الجريدة.: الداعية في الغرب لابد أن يكون إماماً للجميع ولا ينتمي لفصيل
«أصحاب الفكر المتطرف وراء تشويه صورة الإسلام في الخارج»
حذر إمام المركز الإسلامي الكندي، رئيس "مجلس أئمة كيبيك" في كندا، الدكتور عويس النجار، من ردود الفعل الغاضبة للمسلمين إزاء الاعتداء على المراكز الإسلامية في الغرب والذي يتكرر بين حين وآخر، مؤكداً أن أعداء الإنسانية ينتظرون تلك الردود. وقال في حوار أجرته معه "الجريدة" إن أصحاب الفكر المتطرف ممن لا يجيدون إلا خطابات الكراهية والتعصب مسؤولون عن تشويه صورة الإسلام في الخارج... وإلى نص الحوار:
• ماذا عن استهداف المراكز الإسلامية في الغرب الذي يتكرر بين حين وآخر؟- تعد اعتداءات إرهابية غاشمة ومن بينها الاعتداء على المركز الإسلامي في مدينة كيبيك الكندية، الذي راح ضحيته 6 شهداء وعدد من المصابين، والعمل الإرهابي يدمي قلوبنا ولا نتوقعه في مجتمع يتصف بالتعددية والتعايش السلمي.• ما السبب المباشر وراء الإرهاب في الغرب، ولاسيما في ظل الاتهامات التي تمسّ المسلمين؟
- الإسلام هو دين الرحمة والعدل والسماحة والإيجابية والمشاركة والتعاون وقبول الآخر، وأكدنا أن السبب المباشر وراء الإرهاب هو الإعلام التحريضي غير المسؤول من بعض المغرضين وتحديداً في الغرب، وركزنا على ضرورة ضبط ردود الأفعال الغاضبة لأنها تفقدنا تعاطف الآخر وفي نفس الوقت ينتظرها أعداء الإنسانية، ونعبر عن استيائنا ورفضنا لما حدث.• بمَ نصحت الجاليات المسلمة عقب تلك الأحداث؟- وضحنا للجالية المسلمة وتحديداً الشباب أن يضعوا نصب أعينهم قول الله عز وجل: "وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (الأنعام: 164)، ويجب استثمار تلك الأحداث في حياتنا المستقبلية للجالية المسلمة ورب ضارة نافعة، كما كشفت تلك الحوادث أن الإرهاب لا دين له ولا جنس ولا مكان ولا قبلة.• ما المطلوب إزاء المجتمعات الغربية؟- في هذه المجتمعات لابد من ضرورة التقارب والتعارف ونشر الإسلام العملي والتطبيقي في حياتنا وبهذا نغير الصورة النمطية لدى الغير والتي علقت في أذهانهم وهي بعيدة كل البعد عن حقيقة الإسلام، أيضاً وجدنا تعاطف المجتمع الكندي على النطاقين الرسمي والشعبي مع الجالية المسلمة وعبروا عن رفضهم لما حدث إزاء الاعتداء على المركز الإسلامي في "كيبيك".• ما أخطر المشكلات التي تواجه الجاليات المسلمة؟- الجاليات المسلمة في الغرب عموما تواجه "الإسلاموفوبيا" من بعض الذين لا يقبلون الإسلام ويصفونه بالإرهاب على طول الخط، وفي الأشهر القليلة الماضية دان مجلس الشيوخ الكندي بالإجماع "الإسلاموفوبيا". • كيف يمكن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟- يمكن مواجهتها من خلال التعريف بسماحة الإسلام ونشر الإسلام الوسطي السمح وبيان عدالة الإسلام مع أهل الأديان جميعاً وأنه دين السلام، أيضاً تكثيف الجانب الإعلامي في التوعية الصحيحة باللغات الأجنبية كالإنكليزية والفرنسية والألمانية، وكذلك التواجد السياسي وتوصيل صوت الإسلام المعتدل إلى برلمانات العالم الغربي عن طريق الأعضاء المنفتحين على الثقافة الإسلامية.• من المسؤول عن تشويه صورة الإسلام في الغرب؟- أصحاب الفكر المتطرف الذين لا يجيدون إلا خطابات الكراهية والتعصب ورفض الآخر وهؤلاء منتشرون شرقاً وغرباً.• حدثني عن رحلتك مع العمل الدعوي ومتى بدأت؟- تخرجت في كلية الدعوة الإسلامية في القاهرة عام 1996م وحصلت على الدراسات العليا عام 1999م، ثم حصلت على الماجستير بتقدير ممتاز والدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى عام 2006 وقد بدأت رحلتي الدعوية في وقت مبكّر حيث كنت أؤم المصلين وأخطب الجمعة وأنا مازلت طالبا بالكلية، وهذه الفترة هي من أهم الفترات في حياتي الدعوية، حيث كانت بمنزلة التأسيس والتدريب، وبمجرد تخرجي في كلية الدعوة الإسلامية عينت بأحد المساجد بمدينة القضاة في مدينة نصر، وهو أول مسجد عملت فيه، واستمر العمل فيه من عام 1999 حتى بداية عام 2000 ، وكانت الفترة فيه هي البداية الحقيقية في العمل الدعوي، حيث المسؤولية من حيث الإمامة والخطابة والدروس، خاصة أن جمهور هذا المسجد كان من كبار القضاة والمستشارين ورؤساء المحاكم، ما دفعني لمزيد من القراءة والبحث والاطلاع، ثم انتقلت لعدد من المساجد الكبرى، كما درّست في معاهد إعداد الدعاة، وفي عام 2003 انتُخبت أميناً عاماً لاتحاد أئمة مصر.• وكيف بدأت رحلتك الدعوية إلى كندا؟- في عام 2007م سافرت إلى كندا للعمل بالمركز الإسلامي الكندي في مونتريال، ومازلت أعمل به حتى الآن، وهذه الفترة اكتسبت فيها خبرات كثيرة سواء في الحياة العامة أو الدعوة، لأن الدعوة في الغرب تختلف عن الدعوة في الشرق حيث طبيعة المعاملات واختلاف الجنسيات والطبائع والأعراف واللغات، وبالتالي فإن الداعية يحتاج إلى خبرة وحكمة وحنكة، لأنه يتعامل مع أكثر من ثلاثين جنسية في وقت واحد، ولذلك لابد أن يكون الداعية إماما للجميع ويستوعب الجميع ويتحلى بالصبر والحكمة والموعظة الحسنة يجمع ولا يفرق ولا ينتمي لفصيل ما.• كيف يكون المسلم سفيرا لدينه في الخارج؟- بفضل الله أسلم العشرات من الرجال والنساء والشباب والفتيات على يدي في المركز الإسلامي، ونحن بين الحين والآخر نعقد الندوات التي تركز على بناء الأسرة المسلمة وحسن معاملة الآخر والعلاقات الإنسانية وتصحيح الشبهات التي تثار حول الإسلام وكيف يكون المسلم سفيراً بعمله قبل قوله، ونعلمهم أن الدعوة بالحال أبلغ وأقوى من الدعوة بالمقال.• بمَ تنصح العاملين في حقل الدعوة؟- أنصحهم بالتحلي بالسماحة واللين وسعة الأفق وأن تكون دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأن ييسروا ولا يعسروا وأن يركزوا على الجوانب الإنسانية التي تحترم الإنسان كونه إنسانًا بغض النظر عن دينه، وأن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يُخلصوا في أقوالهم وأعمالهم.
الإعلام التحريضي وراء الاعتداء على المراكز الإسلامية