السؤال: ما الحكم الشرعي في التسمي بالأسماء التالية: (الله، اللهم، كليم الله، هاشم النبي، رسول الله، نبي الله، اللهم صلِّ على، المسيح عيسى، الرحيم، رحمن، المهيمن، الجبار)، وكذا التسمي بأسماء الحيوانات مثل: (حمار، خروف، بقرة)؟

Ad

المفتي: مفتي الديار المصرية، شوقي علام.

الفتوى: روى الإمام أحمد مِن حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إِنَّكُم تُدْعَون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء آبائكم، فَأحْسِنُوا أسماءكم"، فأرشدنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إحسان التسمية، ومِن أجل ذلك فهناك عدة معانٍ ينبغي مراعاتها عند التسمي بأيِّ اسمٍ.

ومِن تلك المعاني ألا يكون فيه تعبيدٌ لغير الله بمعنى الخضوع والتذلُّل، وذلك تحرزًا مِن العبودية بمعنى الطاعة أو الخدمة أو الرق، إذ العبد يطلق في اللغة على "المخلوق" وعلى "المملوك"، فمن الأول: عبد الله، وعبد الرحمن، ومن الثاني: عبد المطلب، ومثله ما درج عليه المسلمون من التسمية بعبد النبي وعبد الرسول، فإن ذلك جائز لا حرج فيه شرعًا، واستعمال العبودية وإضافتها إلى المخلوق بالمعنى الأخير واردٌ في نص الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ فمِن الكتاب قوله تعالى: "وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ " (النور:32).

ومِن السنة النبوية الشريفة ما رواه الشيخان وغيرهما مِن حديث البَرَاء بن عازِبٍ رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال يوم حُنَيْن: "أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ"، ولو كان في النسبة لغير الله محظورٌ لَمَا استعملها النبي (صلى الله عليه وسلم) ولاستبدل بها غيرها.

ومِن تلك المعاني ألا يكون الِاسمُ مختَصًّا بأسماء الله تعالى، بحيث لا يطلق إلا عليه، مثل (الله، واللهم، والرحيم، ورحمن، والمهيمن، والجبار)، ودليل ذلك قوله تعالى: "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" (مريم: 65).

فمثل هذه الأسماء السابقة لا يُسَمَّى بها إلَّا اللهُ سبحانه وتعالى، بحيث إذا أُطْلِقَت انصرف الإطلاق إليه لا يشاركه في ذلك أحدٌ مِن المخلوقين.

ومن الممنوع أيضًا التسمية بما يوهم نبوة غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل: "هاشم النبي".

ويقول الإمام الطبري: لا تنبغي التسمية باسمٍ قبيحِ المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له ولا باسمٍ معناه السبُّ.. وإن كانت هذه الأسماء مجرد أعلام للأشخاص لا يقصد بها حقيقة الصفة، لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم فيظن أنه صفة للمسمى، فلذلك كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يحول الاسم إلى ما إذا دُعِيَ به صاحبه كان صدقًا.

وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم مِن حديث أبي وهب الجُشَمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ".

وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه تُمنَع الأسماء المنسوبة لله تعالى، وهي: (الله)، (اللهم)، (الرحيم)، (الرحمن)، (المهيمن)، (الجبار)، وتُمنَع الأسماء التي صارت أعلاماً على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهي: (رسول الله)، و(نبي الله)، و(كليم الله)، و(المسيح عيسى)، وتُمنَع الأسماء الموهمة لنبوة شخصٍ ليس بنبيٍ، مثل (هاشم النبي)، وتُمنَع الأسماء التي فيها إهانة للطفولة والولد عرفًا، وهي: (حمار)، و(خروف)، و(بقرة)، وتُمنَع الأسماء التي لا معنى لها وفيها إيهام، مثل التسمي بعبارة "اللهم صلِّ على".