الأغلبية الصامتة: المطحنة
ما حصل ويحصل على الشاشة الكبيرة هذه الأيام يفوق الخيال، عملية إنتاجية تجارية متكاملة كل ما فيها موظف للربح والتسويق، منفصلة عن المشاهد رغم أنه الأساس، وعن الواقع رغم أنه المنبع، المنتج الرمضاني يقدم لنا نفسه مثل الطعام السريع التحضير، نستعمله على مضض ونمقته في الوقت نفسه.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
خذوا كل ما سبق وأسقطوه على مسلسلات وبرامج رمضان فستجدون حكاية الديوان تتكرر وبطغيان أكبر، شخص يزعم أن لديه حكاية ممتعة ومشوقة تتقطع وتتفتت بسبب طوفان لا ينتهي من الإعلانات، وبالأخير ينتهي اليوم ولا أحد يعلم ماذا شاهد؟ وكيف أضاع يومه؟ما حصل ويحصل يفوق الخيال، عملية إنتاجية تجارية متكاملة كل ما فيها موظف للربح والتسويق، منفصلة عن المشاهد رغم أنه الأساس، وعن الواقع رغم أنه المنبع، المنتج الرمضاني يقدم لنا نفسه مثل الطعام السريع التحضير، نستعمله على مضض ونمقته في الوقت نفسه، يقابل تلك العملية جمهور انسحب من العالم الحقيقي وهرب إلى عالم الواقع الافتراضي، والمضحك أنه يريد كل شيء ظاهرا على شاشة الهاتف، حتى لو كان البرنامج نفسه أو المباراة تعرض على الشاشة الكبيرة فإنه يفضل "التضييق" على نفسه، ومشاهدة مقاطع محددة من مسلسل ما لتنتهي الحكاية.عن نفسي بدأت بنفسي فابتعدت عن عالم "المطحنة" الدرامية وتركته لمحبيه، وقلصت أوقات المشاهدة إلى الحد الأدنى، مع تطبيق قاعدة دع الجيد يفرض نفسه، وهي عندي إما تاريخي أو فكاهي، فإن صمد حتى نهاية الأسبوع الأول بحثت عنه وتابعته من البداية، في الختام قد نختلف بخصوص جودة المعروض لكنني أشك في وجود من يخالفني بأن ما يحصل في عالم "المطحنة" الدرامية بات أمرا مزعجا ومنفراً.