كان لوقع مبادرة صناع الأمل التي أطلقتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالغ الأثر لدى صناع الأمل أينما كانوا، وكانت فرحتنا لا توصف ككويتيين بفوز أيقونة العمل الإنساني معالي العسعوسي بواحدة من المراكز الخمسة الأولى، والمعروف عن العسعوسي أنها سخرت نفسها للعمل الإنساني في اليمن، وتوجهت لهذا المجال في السنوات العشر الأخيرة من حياتها.

والكويت رغم صغرها ومحدودية عدد سكانها فإن شبابها من جميع الأعمار مهتمون بالعمل الإنساني، ولكن يواجهون الكثير من العقبات، ولأني أعيش معاناتهم، رغم أن تاريخي في العمل الإنساني لا يتجاوز خمس سنوات، فإنني أواجه الكثير من العقبات أثناء ممارسته، وأجزم بأن غيري يواجه عقبات جمة.

Ad

في كل يوم من حياتي ألتقي بصانع أمل محبط، مكبل بقيود القوانين والعمل والتفرغ، ورغم ذلك يمارس نشاطه الإنساني بشكل أو بآخر، صناعة الأمل موقعها الحقيقي الكويت، فهي صانعة له من خلال أياديها البيضاء التي امتدت في جميع القارات، وتشهد بذلك المشاريع التي أقامتها في أقاصي الكون من الشرق إلى الغرب.

ولكن يواجه صناع الأمل عقبات جمة، وسأستفيض بشرح واحدة فقط أواجهها أنا وغيري الذين اخترنا السفر لبقاع الفقر والدول التي تستضيف اللاجئين طوعا، أولها عدم وجود تفرغ إنساني، رغم أننا بلد صنف عالميا بأنه مركز للعمل الإنساني، ولكن رغم ذلك تجد التفرغ الأدبي والرياضي رغم قلة الإنجازات في هذين المجالين تحديدا، بل أصبح التفرغ الرياضي إجازة تمنح لمن يمتلك الواسطة للراحة من العمل، وكثيرون من أولئك الذين يأخذون هذا التفرغ يعانون عدم وجود أي لياقة بدنية، ولربما تمتد إلى سمنة، وهو أكبر دليل أنه تفرغ صوري.

أما نحن الذين اخترنا السفر على حسابنا الشخصي أو حتى بدعوة من أي جمعية إنسانية، نعاني عدم قدرتنا على ممارسته كما نحلم، لمحدودية رصيد إجازاتنا، وهي عقبة كبيرة تحد من طموحنا الإنساني، والدولة يجب أن تضع، باعتبارها تعلم مدى صعوبة العمل الإنساني الميداني الذي يحتاج إلى تفرغ وأريحية مادية، قانونا يسهل عملية ممارسته دون اللجوء لإجازات دورية أو إجازات بدون راتب، وذلك لنبل هذا العمل، وليساعدنا أن نستمر في رفع علم الكويت في أًصعب الأماكن وأشدها فقرا وحاجة.

نحن قررنا بكامل إرادتنا أن نخوص هذا الميدان الصعب، والذي يتطلب جهدا بدنيا ونفسيا وماديا مرهقا على كاهلنا، ولكن حان الوقت ليتم اعتباره عملا يستحق التفرغ.

ومع كل أسف أغلب المؤسسات الإنسانية لا ترحب بسهولة بانضمام أي شخص لديها لعدة أسباب ولأجندتها الخاصة، مما يصعب علينا مهمة العمل في مكان مخصص للعمل الإنساني، لأن حتى هذا المجال يحتاج لواسطة، كما يحدث في أي مكان للعمل، وتلك معضلة أخرى.

العقبة الأخرى التي تواجه أي شخص يرغب في زيارة اللاجئين ومساعدتهم، هي عدم وجود جهة رسمية توفر هذا النوع من الرحلات، وهو ما يتعطش له الشباب وغيرهم للقيام به.

العالم يمر بمآس كبيرة غير مسبوقة، والملايين يحتاجون أي مساعدة سواء نفسية أو مادية، ومئات المتطوعين يحلمون بالسفر إليهم ومساعدتهم، ولكن مع كل أسف الجهات التي قد تقدم لك هذا النوع من الرحلات محدودة، والمقاعد فيها محدودة نظرا لمحدودية إمكاناتهم.

أتمنى أن يتم التفكير جديا بوزارة للعمل الإنساني، بما أننا كبلد نضطلع بهذا النوع من العمل، وأتمنى أن تتم إضافة التفرغ الإنساني لقائمة التفرغات.

قفلة:

تتكاثر في رمضان رسائل إفطار صائم وجمع التبرعات من جهات غير مشهرة، يجب على الأفراد توخي الحذر بتقديمها والأفضل إن لم يستطع المتبرع القيام بعملية توزيع الإفطار والصدقات، أن يقدمها للجمعيات المشهرة فقط، حتى لا تذهب لأي جهة إرهابية أو عصابة نصب.