قتل أكثر من 80 شخصاً وأصيب 350 بجروح، في انفجار هائل نفذ بشاحنة مفخخة، استهدف حي السفارات في العاصمة الأفغانية كابول في ساعة الذروة الصباحية، أمس، في خامس أيام شهر رمضان الكريم، قرب القصر الرئاسي. وقال بصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول، إن الانفجار الذي يعد الأكبر منذ سنوات وقع قرب مدخل السفارة الألمانية الحصين على طريق عادة ما يشهد ازدحاما مروريا في هذا التوقيت.
وأشار بيان صادر عن بعثة حلف شمال الأطلسي في كابول إلى أن قوات الأمن الأفغانية منعت الشاحنة من دخول المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم العديد من السفارات، ما يشير إلى أن السيارة الملغومة ربما لم تصل إلى هدفها المحدد.وأدى الانفجار الذي حصل عند تقاطع في الحي الدبلوماسي بالقرب من سفارات دولة الإمارات واندونيسيا وتركيا، إلى تحطم النوافذ وتطاير الأبواب في مقرات دبلوماسية ومنازل على بعد مئات الأمتار وكان شديد القوة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيد مجروح: «للأسف وصلت حصيلة الضحايا 80 شهيدا وأكثر من 350 جريحا بينهم الكثير من النساء والأطفال»، مشيرا إلى أن حصيلة الضحايا قد ترتفع مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض.
ذعر
وكانت الجثث ممددة أرضاً في موقع الاعتداء فيما ارتفع عمود كثيف من الدخان الأسود من المنطقة التي تؤوي سفارات أجنبية. وأفاد شهود بأن الشوارع كانت تغص بعشرات السيارات فيما كان الجرحى والتلاميذ يهرعون إلى أماكن آمنة.وبعد أكثر من ساعة على الانفجار، كانت سيارات الإسعاف لاتزال تنقل الجرحى إلى المستشفيات، وكانت عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض متواصلة، فيما رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على الحرائق التي اندلعت في عدد من المباني.وأعلنت وزارة الداخلية أن الانتحاري فجّر آلية محشوة بالمتفجرات في ساحة زنبق، وأفادت في بيان أن «أكثر من خمسين سيارة دمرت أو تضررت».طالبان تنفي
ونفت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها في بيان، إن مقاتلي الحركة لم يكن لهم دور في التفجير، وإن الحركة تدين مثل هذه الهجمات غير الموجهة التي يسقط فيها ضحايا مدنيون.وكان تنظيم «داعش» تبنى مؤخرا عدة اعتداءات وقعت في العاصمة الأفغانية بينها عملية تفجير قوية استهدفت قافلة من المدرعات التابعة للحلف الأطلسي، وأوقعت ما لا يقل عن ثمانية قتلى و28 جريحا في 3 مايو.ألمانيا
وأكد المسؤول عن الأمن في السفارة الألمانية في كابول محمد ادريس سرواري مقتل شخصين من أفراد الأمن الأفغان العاملين بالسفارة واصابة آخرين. كما أسفر الانفجار عن إصابات طفيفة في صفوف عاملين بالسفارة الباكستانية.وقال مسؤول ألماني إن بلاده ستعلق في الأيام القليلة القادمة رحلات الترحيل الجوي التي تعيد لأفغانستان الوافدين الساعين للحصول على حق اللجوء، لكنه أكد أن السياسة مازالت قائمة.وأضاف أن موظفي السفارة في كابول «لديهم أشياء أهم من الانخراط في الإجراءات التنظيمية اللازمة، ومن ثم لن تكون هناك ترحيلات جماعية إلى أفغانستان في الأيام القليلة القادمة».تضرر عشرات السفارات
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن أضرارا مادية جسيمة لحقت بالسفارة الفرنسية نتيجة الاعتداء. وقال رومان نادل: «ليس هناك ضحايا (قتلى أو جرحى) من الفرنسيين. نواصل عمليات التدقيق. الأضرار المادية جسيمة»، بدون أن يعطي تفاصيل أخرى. وكانت وزيرة الشؤون الاوروبية ماريال دو سانيز قالت إن «هناك أضرارا مادية في سفارة فرنسا، وهناك أضرار مادية أيضا في سفارة ألمانيا».وقال موفد الهند إلى أفغانستان مانبريت فوهرا، إن التفجير حدث على مسافة نحو مئة متر من السفارة الهندية التي تقع بجوار العديد من السفارات الأخرى. وقال «جميعنا بأمان، كل موظفينا وفرقنا بأمان. لكن الانفجار كان كبيراً جداً والمباني المجاورة بما فيها مبنانا تكبدت أضرارا جسيمة من تحطم زجاج ونوافذ وأبواب».وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الانفجار أسفر عن أضرار كبيرة بمبنى السفارة المصرية وسكن السفير المصري هناك، فضلا عن إصابة أحد حراس أمن السفارة.وقالت وزارة الخارجية التركية إن مبنى سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول تضرر، وأن طاقم السفارة بخير.كما أدى الاعتداء الى تحطم زجاج السفارة اليابانية، وقال مسؤول في الخارجية اليابانية في طوكيو لوكالة فرانس برس «أصيب اثنان من العاملين في السفارة اليابانية بجروح طفيفة» نتيجة شظايا الزجاج. وأفادت بلغاريا أن أضرارا لحقت بسفارتها وتم إجلاء موظفيها.وأعلنت شبكة «بي بي سي» البريطانية أن سائقا افغانيا يعمل لديها قتل، وجرح اربعة من صحافييها يعملون في القسم الأفغاني من الإذاعة في الاعتداء.