صدرت حديثاً في القاهرة موسوعة علمية بعنوان "الرد على خوارج العصر" تتكون من خمسة مجلدات بقلم مجموعة من العلماء والباحثين، وتحت إشراف الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، حيث تناولت الموسوعة عدداً من القضايا بالتفنيد والنقد.

في مقدمة الموسوعة يشير

Ad

د. علي جمعة إلى أن الهدف من وراء هذه الموسوعة تفكيك الفكر المتشدد، بنقض بعض أمهات المسائل التي يرتكن إليها مع عدم الغفلة عن التطبيقات والفرعيات التي خرجها هذا الفكر الأبتر بناء على تأصيلاته الفاسدة، من خلال جولة فى بعض العلوم الشرعية، كالعقيدة، والحديث الشريف، وأصول الفقه وقواعده، والفقه الحضاري.

أورد جمعة عشرة محاور من أدبيات هذه الجماعات التكفيرية ونقضها، منها أنهم زعموا أن حكام العالم الإسلامي جميعهم عملاء للاستعمار الغربي وخونة لشعوبهم الإسلامية، وهم يحكمون دولهم من أجل تحقيق مصالح الغرب ومن أجل تنفيذ مؤامرة صليبية تسعى للتبشير بين المسلمين، ويجزم جمعة، من خلال خبرته الشخصية، أنه ليست هناك ثمة مؤامرة من العالم الخارجي ضد عموم الدول الإسلامية والإسلام، لكن هي معركة دائمة دوام الأرض والسموات هي معركة الخير والشر، وهي معركة مصالح متضاربة ومتدافعة، والمعركة التي تُحاك في الأرض دائماً ضد أهل الحق فإنما يديرها ويدبرها الشيطان الرجيم.

وأشار جمعة إلى أنه يجب على قادتنا وشعوبنا وأبنائنا ألا يجعلوا من نظرية المؤامرة عائقاً يحول دون عملهم وسعيهم وإعمارهم للبلاد، فما المؤامرة إلا وهم ونسج من خيالات فاسدة، والتي روجها بيننا مغالطات أولئك المتطرفون، والغرب إنما يدافع عن مصالحه المادية، وهذا شأنه، ويجب علينا أيضاً أن نتعلم معرفة مصالحنا والبحث عنها والدفاع عن تحقيقها واغتنامها، وهذا جزء من سنة الله في الحياة، سنة التدافع بين الناس، وهذا التدافع هو الذي يثري الحياة ويدفعها نحو التنافس والبناء، وذلك على عكس ما يروج له التكفيريون من دعوى التخريب والدمار تحت مسمى الجهاد أو التدافع.

ومن هذه المحاور يذكر جمعة أن التكفيريين يغالطون فيزعمون أن بلاد الإسلام غاب عنها أو انعدمت فيها العدالة الاجتماعية والمساواة، ويقوم حكامها بنهب الثروات واحتكارها وتعذيب المسلمين واضطهادهم والتضييق عليهم.