نور الشريف... الفيلسوف العاشق (7 - 30)

«الحرافيش»

نشر في 02-06-2017
آخر تحديث 02-06-2017 | 00:00
لم يكن نور ليتخلّى عن حلمه الذي يعيش لأجله بهذه السهولة. لكن كيف السبيل إلى ذلك وقد سدّت الأبواب كافة في وجهه، وأهمها باب عمه إسماعيل، الذي كان يظنّ أنه أسهلها؟ حتى فتحت له شقيقته باباً جديداً من الأمل، وجد فيه الحل ولو بشكل مؤقت:
* مش فاهم!

= أنت مش بتقول إن المعهد ممكن يسمحلك بالدراسة في كلية تانية؟

* أيوا ما فيش مشكلة.

= خلاص... أنت تقدم في المعهد وتخليك زي ما أنت في التجارة.

* أيوا ماهو بيقوللي أقدم في قسم الديكور... وأنت عارفة التمثيل بالنسبة لي إيه.

= ما تقدم في قسم التمثيل. يعني هو عمك هيروح يدوّر وراك... اللي يهمه أنك تبقى في كلية التجارة... وأهو أنت وشطارتك بقى. لو تقدر تسد على الاتنين.

* أسد على أبوهم... ينصر دينك يا طوفي.

في صباح اليوم التالي، رافق نور صديقه محمود الجوهري إلى معهد التمثيل، وكان مقره آنذاك في منطقة «الزمالك»، ليتقدما بأوراقهما للالتحاق في قسم التمثيل. راح كل منهما يستعد لمشاهد سيخوض بها الاختبار، إذ كان لا بد من أن يقدم كل طالب مشهداً باللغة العربية الفصحى، وآخر بالعامية، وثالثاً ارتجالياً، أمام لجنة مكونة من أساتذة التمثيل (حمدي غيث، وعبد الرحيم الزرقاني، ومحمد توفيق، وكمال ياسين، والناقد دريني خشبة)، ولم يكن من بينهم سعد أردش، أحد أهم المبشرين بموهبة نور، بل ومن اختاره ليمثّل من إخراجه.

فجأة وجد الصديقان نفسيهما على أبواب حلمهما الذي طالما حلما به، غير أنه يأتي هذه المرة عبر منفذ شرعي للتمثيل، بعد رحلة طويلة من البحث.

قبل الاختبارات، وقف محمد جابر حائراً، لا يعرف ماذا يفعل، وعلى أي شيء يتدرب. تقدّم منه شابان من طلاب المعهد، إذ أدركا حيرته، وكان سبق لهما أن مرا بهذه التجربة. درّبه الأول ويدعي عبد العزيز مكيوي على مشهد من مسرحية «اللحظة الحرجة» للدكتور يوسف إدريس، فيما درّبه الثاني ويدعى محيي إسماعيل على بعض المشاهد من مسرحية «هاملت» لوليم شكسبير.

أدى جابر المشهدين أمام اللجنة، ثم اختبره على المشهد الارتجالي على خشبة المسرح المخرج والفنان كمال ياسين، وفي الامتحان النظري اختبره الأستاذ دريني خشبة الذي اقتنع بأدائه كممثل، وطلب منه أداء المشهد نفسه الذي أداه في الاختبار الأول من مسرحية «هاملت». ما إن انتهى حتى قال له دريني خشبة: مبروك يا ابني.

بعد الامتحان راح الصديقان محمد جابر ومحمود الجوهري ينتظران النتيجة التي ظهرت بعد أسبوع من الاختبار، لتأتي وقد قضت على طموح الجوهري الذي رسب، فيما نجح نور بتفوق ووجد اسمه الأول على المقبولين. وافترق الصديقان لأول مرة على باب معهد التمثيل، ولم يعد طريقهما واحداً، بعدما خرج الجوهري ليكمل مسيرته في الحياة في مجال آخر، ودخل نور ليبدأ رحلته التي ستساعده على تحقيق حلمه في أن يكون أحد النجوم الذين طالما شاهدهم على الشاشة.

أول الطريق

شعر نور لأول مرة بأنه انتصر على الدنيا وعلى الظروف المحيطة، ولو بشكل مؤقت، ذلك بوضع أول لبنة في بناء مستقبله الفني، عندما وجد اسمه على قمة قائمة المقبولين في معهد التمثيل. لأول مرة شعر بأنه أصبح قريباً من تحقيق حلمه بأن يكون أحد هؤلاء الذين يراهم على شاشة السينما تحديداً، رغم حبه للمسرح. هو أدرك أن السينما هي التاريخ، وهي الأبقى. صحيح أنه سمع كثيراً عن مسرح العمالقة الرواد، جورج أبيض، وعزيز عيد، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، وفتوح نشاطي، وزكي طليمات، وغيرهم، غير أنه لم ير هذا المسرح. رغم أن كثيرين من هؤلاء كانوا لا يزالون على قيد الحياة ويواصلون العطاء، فإن معظم تاريخهم المسرحي لم يعد له وجود إلا في الكتب، وقصاصات الصحف، فيما أن أول فيلم قدمته السينما المصرية سواء صامتاً أو مع شريط الصوت، كان لا يزال يعرض من خلال دور عرض الدرجة الثالثة التي تعرض الأفلام القديمة، أو تجده محفوظاً في العلب الخاصة به لدى جهات إنتاجه، سواء الدولة أو أفراد وشركات الإنتاج. من ثم، رتّب نور أولوياته، لتصبح السينما حلمه في الحضور في التاريخ، والمسرح متعة التمثيل بالنسبة إليه، والمعهد وسيلة الوصل إلى الاثنين.

لم يسيطر على محمد جابر إحساس يعتري عادة الطلاب الجدد في معاهدهم وكلياتهم، بأنهم ضيوف جدد إلى أن يعتادوا المكان ومن فيه من أساتذة وطلاب قدامى. شعر بأنه دخل بيته أخيراً، كأنه يعرف الجدران والطلاب الجدد والقدامى، والأساتذة. غير أن أهم ما لفت نظره أن عدد طلاب المراحل الدراسية الثلاث، إضافة إلى الطلاب الجدد، كبير نسبياً، ولكن بالتأكيد ليس كبقية الكليات التي يصل عدد طلابها إلى الآلاف، فهم هنا بالعشرات، ومن المؤكد أن هؤلاء جميعاً آجلا أو عاجلاً سيصبحون ممثلين، وسيكون نور أحدهم، وهو ما يريده بالطبع ويسعى إليه. لكنه لم يدخل المعهد ليكون مجرد رقم في قائمة يطلق على أعضائها لقب «ممثلين»، فقد سعى منذ أن شاهد النجمين تشارلي تشابلن وعبد المنعم إبراهيم، إلى أن يكون نجماً بارزاً، وأول اسم وليس مجرد ممثل كعشرات، بل مئات الممثلين الذين تكتظ بهم خشبات المسارح ومواقع التصوير، وأخيراً أستوديوهات التلفزيون، فكيف السبيل إلى ذلك؟ ليس عليه أن يكتفي بالقيام بواجبه، بل أكثر من ذلك بكثير، ليكون أحد الفتيان الأوائل البارزين على الشاشة.

ترك محمد جابر نفسه عجينة لينة في يد الأساتذة، من كان مقتنعاً به ويجد استفادة عظيمة منه، ومن لم يقتنع به ويشعر بأنه يمرّ عليه مرور الكرام، لا يترك محاضرة أو نصيحة أو حتى كلمة، ليس من أساتذته فحسب، بل من الطلاب السابقين، ومن التحقوا بالمعهد معه، ليكون أول ما تعلمه الإجابة عن أهم سؤال حول سبب التحاقه بالمعهد: لماذا أريد أن أكون ممثلاً؟

كان محمد جابر يعرف إجابة أهم سؤال طرحه عليه أساتذة المعهد: لماذا أريد أن أكون ممثلاً؟ هو الحلم الذي عانى نور وكافح لأجل الوصول إليه، ومن المؤكد أن وجوده في معهد التمثيل سيساعده بشكل كبير في تحقيقه، ذلك بعيداً عن نموذج «الأستاذ حمدي» الذي وضعه نور أمامه كنوع من التحدي، ليثبت له عكس ما يشعر به.

رغم وجود إجابة لدى نور عن السؤال، إلا أنه استطاع أن يخلص إلى إجابة أخرى من خبرات الأساتذة المحيطين به، فهو يريد أن يكون ممثلاً لأنه يحب أن يكون ممثلاً، حب التمثيل لذاته وليس حب الشهرة والثراء. من المؤكد أن كل إنسان إذا أحب شيئاً أخلص له، وأتقن في إخلاصه، والتمثيل لعبة خطرة، خصوصاً على الممثل وليس النجم، فالنجوم لا خطر عليهم، لكن على الممثل المتقمص الذي يجاهد لإلغاء شخصيته من الداخل لتقديم الآخر، ذلك أمر خطير يؤثر في الفنان كإنسان، إذ يصبح معرضاً للأمراض النفسية، خصوصاً «الشيزوفرينيا» أو ازدواج الشخصية، والاكتئاب. وكلما زادت الخبرة يستطيع الفنان أن يرفع من قدراته العقلية والنفسية ويبتعد عن شخصيته الذاتية لفترات أطول، وبمرور الوقت قد يفتش عن نفسه فلا يجدها. لذا لا بد من أن يحافظ الممثل على تلك «الشعرة» الفاصلة بينه وبين الآخر الذي يعيش معه طوال الوقت.

استوعب محمد جابر ذلك الدرس جيداً، ولم يكن أمامه سوى رفع قدراته النفسية والعقلية، إلى جانب تعزيز قدراته في الأداء، فلم يحرص على أن يقلّد أياً من أساتذته، أمثال نبيل الألفي وسعد أردش وكرم مطاوع وكمال ياسين ودريني خشبة وعبد الرحيم الزرقاني، وغيرهم، بل حرص على أن يكون نفسه، وإن كان اقترب كثيراً من أستاذيه نبيل الألفي وسعد أردش.

لم يمرّ العام الأول من دراسته في المعهد حتى كان أساتذته كلهم بلا استثناء يعرفون اسمه، وزاد من معرفته به وبقدراته أنه كما كان الأول على من تقدموا لاختبارات القبول في المعهد، كان الأول على دفعته في السنة الأولى، فيما استطاع أن ينجح بتقدير «مقبول» في السنة الأولى في كلية التجارة. لم تكن لدى نور أية مشكلة في ذلك، فوجوده فيها كان مجرد «ستار» يختبئ خلفه لإتمام دراسته في التمثيل، وإن كان وجد ميزة أخرى في كلية التجارة، إذ أتاحت له أن يحضر من آن إلى آخر فيها للمشاركة في فريق التمثيل، وبعض الفرق في الكليات المجاورة.

محترفو الزراعة

اكتشف محمد جابر أن أحد أقوى فرق التمثيل في جامعة القاهرة موجود في «كلية الزراعة»، فحرص على التقرب إلى أعضائه والتعرف إليهم، حتى قادته المصادفة إلى حضور أحد تمرينات مسرحية «الأرض» المأخوذة عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، ليلاحظ بطل المسرحية وجود شاب يجلس وحيداً في نهاية الصالة، يتابع البروفة باهتمام بالغ، بل وينفعل مع الأداء في لحظات الانفعال. وما إن انتهت البروفة حتى اقترب منه، ليعرف سبب وجوده:

= مساء الخير.

* مساء النور.. كنت هايل يا أستاذ.. أداء رائع.

= أشكرك.. بس بلاش أستاذ دي وحياة أبوك أصل بأصدق.

* لا والله بجد من غير مجاملة.

= يا سيدي الله يسترك... هو الرفيق معانا هنا في فريق التمثيل.

* لا.. بس يا ريت أبقى معاكم ده شرف ليا.

= شكلك لسه طازة... أنت في أولى زراعة.

* لا أنا مش في زراعة خالص. أنا طالب في تجارة... وفي نفس الوقت طالب في معهد التمثيل. ناجح في أولى ورايح تانية.

= حبيبي يا مولانا. ده أنت ممثل أكاديمي كبير بقى... وجاي عايز تشتغل معانا.

* لا والله ده يشرفني.

= طب ما تشرفنا إحنا كمان بالاسم.

* أنا اسمي محمد جابر.

= وأنا أخوك صلاح الدين عثمان... واسم الشهرة، ده لو في شهرة يعني صلاح السعدني.. في تالتة زراعة.. أو زي ما تقول كده المفروض رايح رابعة بس ربنا يستر بقى. تعالَ يا عم محمد تعالَ... ده إحنا شكلنا هنبقى أصحاب أوي.

بينما كان نور يضع قدميه على بداية طريق دراسة التمثيل، كان صلاح السعدني، الذي يكبره بثلاث سنوات، يخطو بضع خطوات تجاه الاحتراف، رغم أنه كان لا يزال طالباً في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ليكتشف نور أنه أمام ممثل بدأ يشق طريقه إلى الاحتراف فعلاً، عبر أعمال عدة في المسرح والتلفزيون والإذاعة. شعر بأنه وجد الصديق الحقيقي الذي يعينه على رحلته في مشواره الفني.

وجد صلاح بدوره نفسه أمام شاب تغمره الحماسة للتمثيل، ويتمتع بموهبة حقيقية يحاول أن يصقلها بالدراسة الأكاديمية. من ثم، قرّر الصديقان الجديدان ألا يفترقا أبداً، سواء بوجود نور في كلية الزراعة، أو صلاح في معهد التمثيل، أو الاثنين معاً «يتصعلكان» في الشوارع والمقاهي في وسط القاهرة مشياً على الأقدام غالباً. وعندما كان صلاح ينال «قسطاً» عن أحد الأعمال التي يشارك فيها ويتوافر لديه المال كانا يعيشان كاثنين من وجهاء المجتمع، يستقلان سيارة أجرة ويجلسان في مقهى «ريش»، أحد أهم مقاهي القاهرة، ويتناولان «الكباب» في «ألفي بك»، أحد أشهر مطاعم وسط البلد، أو «طاهر للكبدة» في منطقة «باب اللوق». عندما تنفد النقود يعودان إلى حياة «الصعلكة» والمشي على الأقدام، وتناول ساندويتشات «الفول والفلافل».

كومبارس محترف

لم تقتصر الصداقة على حياة الصعلكة. ما إن كانت تتاح فرصة لأحدهما حتى يفكر في الآخر، ولما كان صلاح أسبق من محمد جابر في طريق الاحتراف، فكانت الفرص لديه أكثر. بمجرد أن عُرضت عليه المشاركة في السهرة التلفزيونية «الامتحان» مع المخرج محمد فاضل، قدّم له صديقه محمد جابر، فشارك الأخير بدور صغير فيها، أقرب إلى «الكومبارس»، ورغم ذلك لفت أنظار فاضل ودوّن اسمه في دفتر صغير يضعه في جيبه، ثم عاد صلاح وقدّمه إلى المخرج نور الدمرداش للمشاركة معه في مسلسل «لا تطفئ الشمس» من تأليف إحسان عبد القدوس، مع الممثلين كرم مطاوع، وسعد أردش، ومديحة حمدي، ومديحة سالم وشاهيناز طه، ومعهم صلاح السعدني في الدور الثاني. كان دور جابر عبارة عن جملة واحدة من المفترض أن يقولها عبر الهاتف لطرف آخر، وعندما شاهد أستاذيه كرم مطاوع وسعد أردش أمامه في البلاتوه اضطرب وأخطأ في الجملة، واضطر المخرج نور الدمرداش إلى قبولها كما هي كي لا يعيد تصوير الحلقة بالكامل، إذ كان تصوير الحلقة التلفزيونية يتمّ آنذاك مرة واحدة من دون قطع، وإذا حدث وتوقف التصوير لأي سبب فني أو لخطأ ممثل، كانت تعاد المشاهد كافة من البداية.

اضطر نور الدمرداش إلى قبول خطأ محمد جابر في جملته على مضض، كي لا يعيد تصوير الحلقة بالكامل، غير أن جابراً كان تعلّم درساً مهماً في تصوير الحلقات أو السهرات التلفزيونية. اختاره بعدها أستاذه جلال الشرقاوي للمشاركة في مسرحية «الزلزال» للكاتب مصطفى محمود، والتي أدى بطولتها الممثل أحمد سمير (المذيع في ما بعد) إلى جانب الممثلة نوال أبو الفتوح، ليختاره بعدها أستاذه سعد أردش للمشاركة في مسرحية «في سبيل الحرية» التي كان بدأ بكتابتها الزعيم جمال عبد الناصر وأكملها عبد الرحمن فهمي، وأعدها وأخرجها للمسرح سعد أردش، وقام ببطولتها عزت العلايلي، وشارك فيها محمد جابر وعدد كبير من طلاب المعهد من بينهم هاني مطاوع، ونجوى أبو النجا، وسامية أمين، وزكريا يوسف، وميرفت سعيد.

لم يكن محمد جابر يفضل البقاء في البيت طويلاً، إلا ليكون إلى جوار عمته والارتماء في حضنها، هي التي عوضته منذ صباه عن ابتعاده عن أحضان أمه، لذا كان يقضي وقته إما مع صديقه صلاح السعدني وبقية «الشلة» المكونة من بعض طلاب المعهد أو أعضاء فريق التمثيل في الجامعة، أو بعض الأصدقاء القدامى من نادي الزمالك، أما الجزء الأكبر من وقته فكان يمضيه في معهد التمثيل. حتى بعيداً عن الدراسة، لم يكن يتوقف عن الأسئلة أو الاستفسار، أو مناقشة أحد الأساتذة في كتاب جديد، أو عمل مسرحي شاهده أو فيلم سينمائي. من ناحية أخرى، راح يساعد الطلاب الجدد الذين يتقدمون بأوراقهم للالتحاق بالمعهد، فلم يبخل على أحدهم بمعلومة أو كتاب، أو حتى مساعدة. ذات يوم، لاحظ وقوف أحد الطلاب الجدد المتقدمين لاختبارات القبول، شاب أسمر نحيف، يقف مضطرباً قلقاً يتلفت حوله، فتذكر نفسه في هذا الموقف يوم تقدّم لاختبارات المعهد، فاقترب منه لتهدئته:

* صباح الخير.

= صباح النور.

* شايفك قلقان.

= يعني شوية.

* ليه متخافش... خليك واثق من نفسك.

= أنا مش قلقان من الامتحان. أنا بس مش لاقي حد من الزملا يؤدي قدامي المشهد. كل واحد اختار له زميل ومش لاقي حد.

* هات وريني... أنا هعمل المشهد قصادك.

= أنا متشكر أوي مش عارف أقولك إيه. هو أنت طالب مقدم معانا في المعهد.

* لا أنا رايح سنة تانية في المعهد... واسمي محمد جابر.

= وأنا اسمي نبيل الحلفاوي.

نجح نبيل الحلفاوي في اختبارات المعهد ليصبح طالبا في المعهد، وفي الوقت نفسه يصبح أحد أفراد «شلة» محمد جابر وصلاح السعدني.

* مش فاهم!

= أنت مش بتقول إن المعهد ممكن يسمحلك بالدراسة في كلية تانية؟

* أيوا ما فيش مشكلة.

= خلاص... أنت تقدم في المعهد وتخليك زي ما أنت في التجارة.

* أيوا ماهو بيقوللي أقدم في قسم الديكور... وأنت عارفة التمثيل بالنسبة لي إيه.

= ما تقدم في قسم التمثيل. يعني هو عمك هيروح يدوّر وراك... اللي يهمه أنك تبقى في كلية التجارة... وأهو أنت وشطارتك بقى. لو تقدر تسد على الاتنين.

* أسد على أبوهم... ينصر دينك يا طوفي.

في صباح اليوم التالي، رافق نور صديقه محمود الجوهري إلى معهد التمثيل، وكان مقره آنذاك في منطقة «الزمالك»، ليتقدما بأوراقهما للالتحاق في قسم التمثيل. راح كل منهما يستعد لمشاهد سيخوض بها الاختبار، إذ كان لا بد من أن يقدم كل طالب مشهداً باللغة العربية الفصحى، وآخر بالعامية، وثالثاً ارتجالياً، أمام لجنة مكونة من أساتذة التمثيل (حمدي غيث، وعبد الرحيم الزرقاني، ومحمد توفيق، وكمال ياسين، والناقد دريني خشبة)، ولم يكن من بينهم سعد أردش، أحد أهم المبشرين بموهبة نور، بل ومن اختاره ليمثّل من إخراجه.

فجأة وجد الصديقان نفسيهما على أبواب حلمهما الذي طالما حلما به، غير أنه يأتي هذه المرة عبر منفذ شرعي للتمثيل، بعد رحلة طويلة من البحث.

قبل الاختبارات، وقف محمد جابر حائراً، لا يعرف ماذا يفعل، وعلى أي شيء يتدرب. تقدّم منه شابان من طلاب المعهد، إذ أدركا حيرته، وكان سبق لهما أن مرا بهذه التجربة. درّبه الأول ويدعي عبد العزيز مكيوي على مشهد من مسرحية «اللحظة الحرجة» للدكتور يوسف إدريس، فيما درّبه الثاني ويدعى محيي إسماعيل على بعض المشاهد من مسرحية «هاملت» لوليم شكسبير.

أدى جابر المشهدين أمام اللجنة، ثم اختبره على المشهد الارتجالي على خشبة المسرح المخرج والفنان كمال ياسين، وفي الامتحان النظري اختبره الأستاذ دريني خشبة الذي اقتنع بأدائه كممثل، وطلب منه أداء المشهد نفسه الذي أداه في الاختبار الأول من مسرحية «هاملت». ما إن انتهى حتى قال له دريني خشبة: مبروك يا ابني.

بعد الامتحان راح الصديقان محمد جابر ومحمود الجوهري ينتظران النتيجة التي ظهرت بعد أسبوع من الاختبار، لتأتي وقد قضت على طموح الجوهري الذي رسب، فيما نجح نور بتفوق ووجد اسمه الأول على المقبولين. وافترق الصديقان لأول مرة على باب معهد التمثيل، ولم يعد طريقهما واحداً، بعدما خرج الجوهري ليكمل مسيرته في الحياة في مجال آخر، ودخل نور ليبدأ رحلته التي ستساعده على تحقيق حلمه في أن يكون أحد النجوم الذين طالما شاهدهم على الشاشة.

أول الطريق

شعر نور لأول مرة بأنه انتصر على الدنيا وعلى الظروف المحيطة، ولو بشكل مؤقت، ذلك بوضع أول لبنة في بناء مستقبله الفني، عندما وجد اسمه على قمة قائمة المقبولين في معهد التمثيل. لأول مرة شعر بأنه أصبح قريباً من تحقيق حلمه بأن يكون أحد هؤلاء الذين يراهم على شاشة السينما تحديداً، رغم حبه للمسرح. هو أدرك أن السينما هي التاريخ، وهي الأبقى. صحيح أنه سمع كثيراً عن مسرح العمالقة الرواد، جورج أبيض، وعزيز عيد، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، وفتوح نشاطي، وزكي طليمات، وغيرهم، غير أنه لم ير هذا المسرح. رغم أن كثيرين من هؤلاء كانوا لا يزالون على قيد الحياة ويواصلون العطاء، فإن معظم تاريخهم المسرحي لم يعد له وجود إلا في الكتب، وقصاصات الصحف، فيما أن أول فيلم قدمته السينما المصرية سواء صامتاً أو مع شريط الصوت، كان لا يزال يعرض من خلال دور عرض الدرجة الثالثة التي تعرض الأفلام القديمة، أو تجده محفوظاً في العلب الخاصة به لدى جهات إنتاجه، سواء الدولة أو أفراد وشركات الإنتاج. من ثم، رتّب نور أولوياته، لتصبح السينما حلمه في الحضور في التاريخ، والمسرح متعة التمثيل بالنسبة إليه، والمعهد وسيلة الوصل إلى الاثنين.

لم يسيطر على محمد جابر إحساس يعتري عادة الطلاب الجدد في معاهدهم وكلياتهم، بأنهم ضيوف جدد إلى أن يعتادوا المكان ومن فيه من أساتذة وطلاب قدامى. شعر بأنه دخل بيته أخيراً، كأنه يعرف الجدران والطلاب الجدد والقدامى، والأساتذة. غير أن أهم ما لفت نظره أن عدد طلاب المراحل الدراسية الثلاث، إضافة إلى الطلاب الجدد، كبير نسبياً، ولكن بالتأكيد ليس كبقية الكليات التي يصل عدد طلابها إلى الآلاف، فهم هنا بالعشرات، ومن المؤكد أن هؤلاء جميعاً آجلا أو عاجلاً سيصبحون ممثلين، وسيكون نور أحدهم، وهو ما يريده بالطبع ويسعى إليه. لكنه لم يدخل المعهد ليكون مجرد رقم في قائمة يطلق على أعضائها لقب «ممثلين»، فقد سعى منذ أن شاهد النجمين تشارلي تشابلن وعبد المنعم إبراهيم، إلى أن يكون نجماً بارزاً، وأول اسم وليس مجرد ممثل كعشرات، بل مئات الممثلين الذين تكتظ بهم خشبات المسارح ومواقع التصوير، وأخيراً أستوديوهات التلفزيون، فكيف السبيل إلى ذلك؟ ليس عليه أن يكتفي بالقيام بواجبه، بل أكثر من ذلك بكثير، ليكون أحد الفتيان الأوائل البارزين على الشاشة.

ترك محمد جابر نفسه عجينة لينة في يد الأساتذة، من كان مقتنعاً به ويجد استفادة عظيمة منه، ومن لم يقتنع به ويشعر بأنه يمرّ عليه مرور الكرام، لا يترك محاضرة أو نصيحة أو حتى كلمة، ليس من أساتذته فحسب، بل من الطلاب السابقين، ومن التحقوا بالمعهد معه، ليكون أول ما تعلمه الإجابة عن أهم سؤال حول سبب التحاقه بالمعهد: لماذا أريد أن أكون ممثلاً؟

كان محمد جابر يعرف إجابة أهم سؤال طرحه عليه أساتذة المعهد: لماذا أريد أن أكون ممثلاً؟ هو الحلم الذي عانى نور وكافح لأجل الوصول إليه، ومن المؤكد أن وجوده في معهد التمثيل سيساعده بشكل كبير في تحقيقه، ذلك بعيداً عن نموذج «الأستاذ حمدي» الذي وضعه نور أمامه كنوع من التحدي، ليثبت له عكس ما يشعر به.

رغم وجود إجابة لدى نور عن السؤال، إلا أنه استطاع أن يخلص إلى إجابة أخرى من خبرات الأساتذة المحيطين به، فهو يريد أن يكون ممثلاً لأنه يحب أن يكون ممثلاً، حب التمثيل لذاته وليس حب الشهرة والثراء. من المؤكد أن كل إنسان إذا أحب شيئاً أخلص له، وأتقن في إخلاصه، والتمثيل لعبة خطرة، خصوصاً على الممثل وليس النجم، فالنجوم لا خطر عليهم، لكن على الممثل المتقمص الذي يجاهد لإلغاء شخصيته من الداخل لتقديم الآخر، ذلك أمر خطير يؤثر في الفنان كإنسان، إذ يصبح معرضاً للأمراض النفسية، خصوصاً «الشيزوفرينيا» أو ازدواج الشخصية، والاكتئاب. وكلما زادت الخبرة يستطيع الفنان أن يرفع من قدراته العقلية والنفسية ويبتعد عن شخصيته الذاتية لفترات أطول، وبمرور الوقت قد يفتش عن نفسه فلا يجدها. لذا لا بد من أن يحافظ الممثل على تلك «الشعرة» الفاصلة بينه وبين الآخر الذي يعيش معه طوال الوقت.

استوعب محمد جابر ذلك الدرس جيداً، ولم يكن أمامه سوى رفع قدراته النفسية والعقلية، إلى جانب تعزيز قدراته في الأداء، فلم يحرص على أن يقلّد أياً من أساتذته، أمثال نبيل الألفي وسعد أردش وكرم مطاوع وكمال ياسين ودريني خشبة وعبد الرحيم الزرقاني، وغيرهم، بل حرص على أن يكون نفسه، وإن كان اقترب كثيراً من أستاذيه نبيل الألفي وسعد أردش.

لم يمرّ العام الأول من دراسته في المعهد حتى كان أساتذته كلهم بلا استثناء يعرفون اسمه، وزاد من معرفته به وبقدراته أنه كما كان الأول على من تقدموا لاختبارات القبول في المعهد، كان الأول على دفعته في السنة الأولى، فيما استطاع أن ينجح بتقدير «مقبول» في السنة الأولى في كلية التجارة. لم تكن لدى نور أية مشكلة في ذلك، فوجوده فيها كان مجرد «ستار» يختبئ خلفه لإتمام دراسته في التمثيل، وإن كان وجد ميزة أخرى في كلية التجارة، إذ أتاحت له أن يحضر من آن إلى آخر فيها للمشاركة في فريق التمثيل، وبعض الفرق في الكليات المجاورة.

محترفو الزراعة

اكتشف محمد جابر أن أحد أقوى فرق التمثيل في جامعة القاهرة موجود في «كلية الزراعة»، فحرص على التقرب إلى أعضائه والتعرف إليهم، حتى قادته المصادفة إلى حضور أحد تمرينات مسرحية «الأرض» المأخوذة عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، ليلاحظ بطل المسرحية وجود شاب يجلس وحيداً في نهاية الصالة، يتابع البروفة باهتمام بالغ، بل وينفعل مع الأداء في لحظات الانفعال. وما إن انتهت البروفة حتى اقترب منه، ليعرف سبب وجوده:

= مساء الخير.

* مساء النور.. كنت هايل يا أستاذ.. أداء رائع.

= أشكرك.. بس بلاش أستاذ دي وحياة أبوك أصل بأصدق.

* لا والله بجد من غير مجاملة.

= يا سيدي الله يسترك... هو الرفيق معانا هنا في فريق التمثيل.

* لا.. بس يا ريت أبقى معاكم ده شرف ليا.

= شكلك لسه طازة... أنت في أولى زراعة.

* لا أنا مش في زراعة خالص. أنا طالب في تجارة... وفي نفس الوقت طالب في معهد التمثيل. ناجح في أولى ورايح تانية.

= حبيبي يا مولانا. ده أنت ممثل أكاديمي كبير بقى... وجاي عايز تشتغل معانا.

* لا والله ده يشرفني.

= طب ما تشرفنا إحنا كمان بالاسم.

* أنا اسمي محمد جابر.

= وأنا أخوك صلاح الدين عثمان... واسم الشهرة، ده لو في شهرة يعني صلاح السعدني.. في تالتة زراعة.. أو زي ما تقول كده المفروض رايح رابعة بس ربنا يستر بقى. تعالَ يا عم محمد تعالَ... ده إحنا شكلنا هنبقى أصحاب أوي.

بينما كان نور يضع قدميه على بداية طريق دراسة التمثيل، كان صلاح السعدني، الذي يكبره بثلاث سنوات، يخطو بضع خطوات تجاه الاحتراف، رغم أنه كان لا يزال طالباً في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ليكتشف نور أنه أمام ممثل بدأ يشق طريقه إلى الاحتراف فعلاً، عبر أعمال عدة في المسرح والتلفزيون والإذاعة. شعر بأنه وجد الصديق الحقيقي الذي يعينه على رحلته في مشواره الفني.

وجد صلاح بدوره نفسه أمام شاب تغمره الحماسة للتمثيل، ويتمتع بموهبة حقيقية يحاول أن يصقلها بالدراسة الأكاديمية. من ثم، قرّر الصديقان الجديدان ألا يفترقا أبداً، سواء بوجود نور في كلية الزراعة، أو صلاح في معهد التمثيل، أو الاثنين معاً «يتصعلكان» في الشوارع والمقاهي في وسط القاهرة مشياً على الأقدام غالباً. وعندما كان صلاح ينال «قسطاً» عن أحد الأعمال التي يشارك فيها ويتوافر لديه المال كانا يعيشان كاثنين من وجهاء المجتمع، يستقلان سيارة أجرة ويجلسان في مقهى «ريش»، أحد أهم مقاهي القاهرة، ويتناولان «الكباب» في «ألفي بك»، أحد أشهر مطاعم وسط البلد، أو «طاهر للكبدة» في منطقة «باب اللوق». عندما تنفد النقود يعودان إلى حياة «الصعلكة» والمشي على الأقدام، وتناول ساندويتشات «الفول والفلافل».

كومبارس محترف

لم تقتصر الصداقة على حياة الصعلكة. ما إن كانت تتاح فرصة لأحدهما حتى يفكر في الآخر، ولما كان صلاح أسبق من محمد جابر في طريق الاحتراف، فكانت الفرص لديه أكثر. بمجرد أن عُرضت عليه المشاركة في السهرة التلفزيونية «الامتحان» مع المخرج محمد فاضل، قدّم له صديقه محمد جابر، فشارك الأخير بدور صغير فيها، أقرب إلى «الكومبارس»، ورغم ذلك لفت أنظار فاضل ودوّن اسمه في دفتر صغير يضعه في جيبه، ثم عاد صلاح وقدّمه إلى المخرج نور الدمرداش للمشاركة معه في مسلسل «لا تطفئ الشمس» من تأليف إحسان عبد القدوس، مع الممثلين كرم مطاوع، وسعد أردش، ومديحة حمدي، ومديحة سالم وشاهيناز طه، ومعهم صلاح السعدني في الدور الثاني. كان دور جابر عبارة عن جملة واحدة من المفترض أن يقولها عبر الهاتف لطرف آخر، وعندما شاهد أستاذيه كرم مطاوع وسعد أردش أمامه في البلاتوه اضطرب وأخطأ في الجملة، واضطر المخرج نور الدمرداش إلى قبولها كما هي كي لا يعيد تصوير الحلقة بالكامل، إذ كان تصوير الحلقة التلفزيونية يتمّ آنذاك مرة واحدة من دون قطع، وإذا حدث وتوقف التصوير لأي سبب فني أو لخطأ ممثل، كانت تعاد المشاهد كافة من البداية.

اضطر نور الدمرداش إلى قبول خطأ محمد جابر في جملته على مضض، كي لا يعيد تصوير الحلقة بالكامل، غير أن جابراً كان تعلّم درساً مهماً في تصوير الحلقات أو السهرات التلفزيونية. اختاره بعدها أستاذه جلال الشرقاوي للمشاركة في مسرحية «الزلزال» للكاتب مصطفى محمود، والتي أدى بطولتها الممثل أحمد سمير (المذيع في ما بعد) إلى جانب الممثلة نوال أبو الفتوح، ليختاره بعدها أستاذه سعد أردش للمشاركة في مسرحية «في سبيل الحرية» التي كان بدأ بكتابتها الزعيم جمال عبد الناصر وأكملها عبد الرحمن فهمي، وأعدها وأخرجها للمسرح سعد أردش، وقام ببطولتها عزت العلايلي، وشارك فيها محمد جابر وعدد كبير من طلاب المعهد من بينهم هاني مطاوع، ونجوى أبو النجا، وسامية أمين، وزكريا يوسف، وميرفت سعيد.

لم يكن محمد جابر يفضل البقاء في البيت طويلاً، إلا ليكون إلى جوار عمته والارتماء في حضنها، هي التي عوضته منذ صباه عن ابتعاده عن أحضان أمه، لذا كان يقضي وقته إما مع صديقه صلاح السعدني وبقية «الشلة» المكونة من بعض طلاب المعهد أو أعضاء فريق التمثيل في الجامعة، أو بعض الأصدقاء القدامى من نادي الزمالك، أما الجزء الأكبر من وقته فكان يمضيه في معهد التمثيل. حتى بعيداً عن الدراسة، لم يكن يتوقف عن الأسئلة أو الاستفسار، أو مناقشة أحد الأساتذة في كتاب جديد، أو عمل مسرحي شاهده أو فيلم سينمائي. من ناحية أخرى، راح يساعد الطلاب الجدد الذين يتقدمون بأوراقهم للالتحاق بالمعهد، فلم يبخل على أحدهم بمعلومة أو كتاب، أو حتى مساعدة. ذات يوم، لاحظ وقوف أحد الطلاب الجدد المتقدمين لاختبارات القبول، شاب أسمر نحيف، يقف مضطرباً قلقاً يتلفت حوله، فتذكر نفسه في هذا الموقف يوم تقدّم لاختبارات المعهد، فاقترب منه لتهدئته:

* صباح الخير.

= صباح النور.

* شايفك قلقان.

= يعني شوية.

* ليه متخافش... خليك واثق من نفسك.

= أنا مش قلقان من الامتحان. أنا بس مش لاقي حد من الزملا يؤدي قدامي المشهد. كل واحد اختار له زميل ومش لاقي حد.

* هات وريني... أنا هعمل المشهد قصادك.

= أنا متشكر أوي مش عارف أقولك إيه. هو أنت طالب مقدم معانا في المعهد.

* لا أنا رايح سنة تانية في المعهد... واسمي محمد جابر.

= وأنا اسمي نبيل الحلفاوي.

نجح نبيل الحلفاوي في اختبارات المعهد ليصبح طالبا في المعهد، وفي الوقت نفسه يصبح أحد أفراد «شلة» محمد جابر وصلاح السعدني.

صلاح السعدني

كانت بداية صلاح السعدني الفنية مبشرة بمولد نجم كبير وساعدته في الدخول بسهولة إلى الوسط الفني علاقات شقيقه الأكبر الكاتب الصحافي الكبير محمود السعدني. بعدما تلقى تعليمه الثانوي في المدرسة السعيدية الثانوية، شارك وهو في السنة الجامعية الأولى في أعمال مسرحية عدة، من خلال المسرح الجامعي وفرق الهواة والمسرح الحديث، قبل أن يختاره المخرج نور الدمرداش عام 1964 ليشارك في مسلسل «الضحية» المأخوذ عن رواية الكاتب عبد المنعم الصاوي، وكان كتب لها السيناريو والحوار فيصل ندا، وذلك إلى جانب حمدي غيث، وعبد الله غيث، وسميحة أيوب، وعبد الوارث عسر، وعبد الغني قمر، وفاطمة عمارة. كذلك اختاره الفنان والمخرج عبد المنعم مدبولي في العام نفسه، ليشارك في مسرحية «لوكاندة الفردوس» أمامه والفنان أمين الهنيدي، ونجوى سالم، وثريا حلمي، وسلامة إلياس.

البقية في الحلقة المقبلة

محمد جابر كان الأول في اختبارات القبول بمعهد التمثيل

صداقة نور وصلاح السعدني بدأت على مسرح كلية الزراعة

السعدني وجد نفسه أمام شاب تغمره الحماسة للتمثيل ويتمتع بموهبة حقيقية

محمد جابر «كومبارس» إلى جانب صديقه صلاح السعدني

اسمه انتشر بين طلاب معهد التمثيل وأساتذته بعد عام من التحاقه به
back to top