حسن الصائغ يعيش مع بنات ملك الجان (7 - 30)

نشر في 02-06-2017
آخر تحديث 02-06-2017 | 00:00
تواصل شهرزاد في هذا الجزء من الليالي رواية قصة «حسن الصائغ وبهرام المجوسي»، بعدما وصلا معاً إلى جبل السحاب، وهي الخدعة التي انطلت على الشاب البصري المسكين، الذي صلى على نفسه صلاة الجنازة فوق هذا الجبل الشاهق، قبل أن يلقي نفسه في البحر، وكان لا يظنّ أبداً أنه سينجو من الغرق فيه. لكن هذا ما سنعرفه في حلقة اليوم.
لما كانت الليلة التاسعة والثلاثون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الصائغ لما تركه المجوسي ومضى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم التفت يميناً وشمالاً وهو فوق الجبل، فأيقن بالموت، وصار يتمشّى حتى وصل إلى الطرف الآخر من الجبل، فرأى بحراً آخر متلاطم الأمواج. قعد وقرأ ما تيسر من القرآن، وسأل الله تعالى أن يهوِّن عليه، إما بالموت وإما بالخلاص من هذه الشدائد. بعد ذلك، صلى على نفسه صلاة الجنازة، ورمى بنفسه في البحر، فحملته الأمواج بإذن الله تعالى إلى أن وصل إلى الشاطئ الآخر. حمد الله على نجاته، وبحث عن شيء يأكله، وما زال سائراً حتى وصل إلى المكان الذي كان فيه مع بهرام المجوسي عند القبة، فتوجّه إلى القصر العظيم هناك، وقال لنفسه: أخبرني المجوسي بأن هذا القصر فيه عدوه، فلماذا لا أدخل لعل الفرج يحصل لي فيه؟

وكان باب القصر مفتوحاً، فدخل منه حيث رأى مصطبة في الدهليز، عليها بنتان كأنهما قمران، وبين أيديهما رقعة {شطرنج}، وهما تلعبان، وحانت من إحداهما التفاتة إليه، فلما رأته قالت: والله إن هذا آدمي، وأظنه الذي جاء به بهرام المجوسي في هذه السنة. لما سمع كلامها رمى بنفسه بين أيديهما، وبكى بكاء شديداً، وقال لها: يا سيدتي هو أنا ذلك المسكين.

قالت البنت الصغرى لأختها الكبرى: اشهدي عليَّ يا أختي. إن هذا أخي في عهد الله وميثاقه، وإني أموت لموته وأحيا لحياته، وأفرح لفرحه وأحزن لحزنه. ثم قامت وأخذته من يده ودخلت به إلى القصر، وأختها معها، وأتت له ببدلة من ملابس الملوك، فألبسته إياها، وهيأت له الطعام من سائر الألوان، وقدمته له، وجلست هي وأختها وأكلتا معه ثم قالتا له: حدثنا بحديثك مع الكلب الفاجر الساحر، منذ وقعت في يده إلى حين خلصت منه، وسنحدثك بما جرى لنا معه من البداية إلى النهاية، حتى تصير على حذر إذا رأيته.

لما سمع حسن منهما ذلك الكلام، ورأى الإقبال منهما عليه اطمأنت نفسه، ورجع إليه عقله، وحدَّثهما بما جرى له، فقالتا له: هل سألته عن هذا القصر؟ فأجاب: نعم سألته فذكر لي أنه مسكن الشياطين والأبالسة. غضبت البنتان غضباً شديداً وقالتا: هل جعلنا هذا الكافر شياطين وأبالسة؟ ثم قالت الصغيرة أخت حسن: والله لأقتلنَّه أقبح قتلة وأعدمه نسيم الدنيا.

سألها حسن: كيف تصلين إليه وتقتلينه؟ فأجابت: إنه في بستان يسمى {المشيد}، ولا بد لي من قتله قريباً. فقالت لها أختها: حدِّثيه بحديثنا كله حتى يبقى في ذهنه. فقالت له البنت الصغيرة: اعلم يا أخي أننا من بنات الملوك، وأن أبانا ملك ملوك الجان العظام الشأن، وله جنود وأعوان وخدم من المردة، ورزقه الله تعالى سَبع بناتٍ من امرأةٍ واحدةٍ، ولحقه من الحماقة والغيرة ما لا مزيد عليه، حتى أنه لم يزوجنا لأحد من الرجال. ثم أحضر وزراءه وأصحابه وقال لهم: هل تعرفون مكاناً لا يطرقه طارق من الإنس أو الجن، ويكون كثير الأشجار والأثمار والأنهار؟ فقالوا له: ما الذي تصنع به يا ملك الزمان؟ فقال: أريد أن أجعل فيه بناتي السبع.

قصر الجن المتمردين

قالوا له: يا ملك الزمان ما يصلح لهن إلا قصر جبل السحاب، الذي أنشأه كبير الجن الذين تمردوا على سليمان عليه السلام. هذا القصر لم يسكنه أحد بعد ذلك من الجن ولا من الأنس، لأنه منقطع لا يصل إليه أحد، وحوله الأشجار والأثمار، وإلى جانبه نهر ماؤه أحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، ما شرب منه أحد به برص أو جذام إلا عوفي من وقته وساعته.

لما سمع والدنا بذلك أرسلنا إلى هذا القصر، وأرسل معنا العساكر والجنود، وجمع لنا فيه ما نحتاج إليه، وكان إذا أراد رؤيتنا يضرب الطبل ويأمر أتباعه من السَحَرة بإحضارنا، فنكون عنده فوراً، ونبقى معه يأتنس بنا ثم يرجعوننا إلى مكاننا، ونحن هنا سبع أخوات، وقد ذهبت خمس منا للصيد في هذه الفلاة، فإن فيها من الوحوش ما لا يُعد ولا يُحصى، وبقينا نحن الاثنتين هنا لأن النوبة علينا في إعداد الطعام، وكنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شخصاً آدمياً يؤانسنا، فالحمد لله الذي أوصلك إلينا، وطِب نفساً وقِر عيناً، فما عليك بأس.

فرح حسن وقال: الحمد لله الذي هدانا إلى طريق الخلاص. ثم قامت البنت الصغرى وأدخلته مقصورة، فيها من القماش والفرش ما لا يقدر عليه أحد من المخلوقات، وبعد ساعة حضرت أخواتها من الصيد والقنص، فأخبرتهن بحديث حسن، ودخلن عليه في المقصورة وسلمن عليه وهنأنه بالسلامة، ثم أقام عندهن في أطيب عيش، وصار يخرج معهن إلى الصيد والقنص، ولم يزل معهن على هذه الحالة حتى صح جسمُه وقوي عوده، من العيش معهن في القصر، والتنزه في البساتين، ومبادلتهن الأحاديث، حتى زالت عنه الوحشة، وزاد بهن فرحاً وسروراً. ثم حدثت أخته الصغيرة أخواتها بحديث {بهرام المجوسي}، وكيف جعلهن شياطين وأبالسة وغيلاناً، فغضبن وعقدن العزم على قتل ذلك المجوسي الملعون.

وبعد عام، حضر المجوسي ومعه شاب مليح آخر كأنه القمر، وأنزله تحت القصر حيث أخذ في تعذيبه، والشاب مقيد لا يقدر على شيء، وكان حسن جالساً مع البنات في شرفة القصر المطلة على النهر، فلما رأى غريمه وما يفعله مع الشاب، خفق قلبه، وتغيَّر لونه.

لما كانت الليلة الأربعون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن حسناً الصائغ لما رأى المجوسي يعذب الشاب الذي أتى به، قال للبنات السبع: لا بد من قتل هذا الملعون، وإنقاذ الشاب من قبضته، ويبدو أنه شاب مسلم من أولاد الناس الأكابر، ولهذا يعذبه هذا العذاب الأليم، فإذا قتلت ذلك الملعون أرحت فؤادي وأرحت هذا الشاب من عذابه، ثم أربح الثواب بإرجاعه إلى وطنه وأهله وأحبابه، وفي مساعدتكن لي على ذلك نعم الأجر والثواب من الله تعالى.

قالت له البنات: السمع والطاعة لله ولك يا حسن. ثم تلثمن ولبسن آلات الحرب، وتقلدن السيوف، وأحضرن لحسن جواداً من أحسن الخيل، وهيَّأنَه بعدَّة كاملة، وأعطينه سلاحاً مليحاً، ثم ساروا جميعاً إلى المجوسي، فوجدوه قد ذبح جملاً وسلخه وهمَّ بإدخال الشاب في الجلد، فجاءه حسن من خلفه وهو لا يشعر به، وصاح عليه فأذهله وخبَّله، ثم واجهه وقال له، أمسك يدك يا ملعون، يا عدو الله وعدو المسلمين، يا غدار يا عابد النار، يا سالك طريق الفجار.

قتل المجوسي

لما رأى المجوسي الصائغ، قال له: يا ولدي كيف تخلصت ومن أنزلك إلى الأرض؟ فقال له حسن: خلصني الله الذي جعل قبض روحك على يدي، ولا بد من أن أعذبك كما عذبتني طول الطريق، يا كافر يا زنديق، يا زائغاً عن الطريق، الآن وقعت في الضيق، فلا ينفعك أخ ولا صديق، ولا كذب وتلفيق، وأنت تستحق أكثر من هذا، لأنك خُنت «الخبز والملح»، فأوقعك الله في قبضتي، واستحال خلاصك مني.

فقال له المجوسي: والله يا ولدي أنت عندي أعز من روحي ومن نور عيني، فلم يمهله حسن وضربه على عاتقه بالسيف، فعجَّل الله بروحه إلى النار وبئس القرار. ثم أخذ حسن الجراب الذي كان معه وفتحه، وأخرج منه الطبل وضربه بالزخمة فجاءت النجائب الثلاث مثل البرق، ثم فك قيود الشاب، وأركبه نجيبة، وحمل له النجيبتين زاداً وماء لسفره إلى مقصده بعدما ودعه، وفرحت البنات لما رأين الصائغ ضرب رقبة المجوسي، ودرن حوله مُتعجِّبات من شجاعته وشدة بأسه، وشكرنه على ما فعل وهنأنه بالسلامة وقلن له: فعلت فعلاً شفيت به الغليل، وأرضيت الجليل، ثم سار معهن إلى القصر وأقام معهن في أكل وشرب وطرب.

وطابت الإقامة لحسن عند البنات حتى كاد ينسى أمه، وبينما هو معهن في ألذ عيش، إذ طلعت عليهم غَبرة عظيمة، أظلم لها الجو، فقالت البنات له: قم فأدخل مقصورتك، وإن شئت فأدخل البستان، ولا تخف من شيء، فقام ودخل مقصورته وأغلقها عليه من الداخل.

وبعد ساعة انكشف الغبار، وبان من تحته جيشٌ جرَّار، مثل البحر الهدار، هو جيش الملك والد البنات، فلما وصل إلى القصر، استقبلنه وأنزلنه أحسن منزل واستضفنه ثلاثة أيام، ثم سألن قائد الجيش عن والدهن، فقال لهن: إننا جئنا من عنده في طلبكن، لأن أحد الملوك المجاورين لنا سيقيم فرحاً، ويريد أن تحضرن ذلك الفرح لتتفرجن. فقالت البنات: كم نغيب عن هنا؟

فقال: مدة الرواح والمجيء، وإقامة شهرين. فقامت البنات ودخلن القصر على حسن، وأعلمنه بالحال وقلن له: إن هذا القصر قصرك، فطب نفساً وقر عيناً ولا تخف ولا تحزن، فإنه لا أحد يقدر أن يجيء إلى هذا المكان، فابق هنا مطمئنَ القلب منشرح الخاطر حتى نعود إليك، وهذه مفاتيح مقاصيرنا كلها، ولكن يا أخانا نسألك بحق الأخوة ألا تفتح هذا الباب، إذ ليس لك بفتحه حاجة.

ثم ودَّعنه وانصرفن مع العساكر، وبقي هو في القصر وحده. فلما مضت أيام، ضاق صدره، وفرغ صبره، وزاد كربه، واستوحش وحزن لفراق البنات حزناً عظيماً، وضاق عليه القصر مع اتساعه، فلما رأى نفسه وحيداً مستوحشاً، تذكرهن وأنشد هذه الأبيات:

ضاق الفضاء جميعه في ناظري

وتكدرت منه جميع خواطري

مذ سارت الأحباب صفوي بعدهم

كدر ودمعي فائض بمحاجري

والنوم فارق مقلتي لفراقهم

وتكدرت مني جميع سرائري

أترى الزمان يعود بجمع شملنا

ويعود لي ألفي بهم ومساميري

الجميلات العشر

لما كانت الليلة الحادية والأربعون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الصائغ صار يذهب وحده إلى الصيد في البراري، ثم يذبح ما يصيده ويشوي لحمه ويأكل وحده، ولما اشتد به القلق من انفراده، دار في القصر يفتش جهاته كافة، وفتح مقاصير البنات فرأى فيها من الأموال ما يُذهب عقول الناظرين، ولكنه لم يلتذ بشيء من ذلك بسبب غيبتهن، والتهبت في قلبه النار لأجل الباب الذي أوصينه بعدم فتحه وأمرنه ألا يقربه أبداً.

فقال لنفسه: ما أوصتني أختي بعدم فتح هذا الباب إلا لكونه فيه شيء تريد ألا يطلع عليه أحد، ولكن ماذا عليَّ لو فتحته لأنظر ما فيه؟ ثم أخذ المفتاح وفتح ذلك الباب، فوجد خلفه سلماً في صدر المكان معقوداً بحجر من جزع يماني، فصعد على ذلك السلم إلى أن وصل إلى سطح القصر، فقال لنفسه: أهذا الذي منعنني عنه؟ وفيما هو يتعجب من ذلك حانت منه التفاتة إلى ما وراء القصر، فإذا به يرى بستاناً لم يره سابقاً، وفيه كثير من الأشجار والأزهار، ومن الوحوش والأطيار، التي تغرد وتسبح الله الواحد القهار، فأخذ يتأمل في تلك المتنزهات، ورأى خلفها بحراً عجاجاً متلاطماً بالأمواج.

نزل على الفور وتوجه إلى ذلك البستان، ولم يزل يمشي فيه حتى انتهى إلى قصر على أربعة أعمدة، وفيه مقعد منقوش بسائر الأحجار الكريمة كاليواقيت والزمرد والبلخش وأصناف الجواهر، وهو مبني طوبة من فضة، وطوبة من ذهب، وطوبة من ياقوت، وطوبة من زمرد أخضر، وفي وسط القصر بحيرة ملآنة بالماء، وعليها مكعب من الصندل وعود الند، وقد شبك بقضبان الذهب الأحمر والزمرد الأخضر، ومزركش بأنواع من الجواهر واللؤلؤ وكل حبة منها قدر بيضة الحمامة، وعلى جانب البحيرة تخت من العود مرصع بالدر والجواهر، مشبك بالذهب الأحمر، وفيه مختلف الفصوص الملونة والمعادن النفيسة يقابل بعضها بعضاً، وحوله الأطيار تغرد بلغات مختلفة وتسبح الله بحسن أصواتها ومختلف لغاتها، فقال حسن: {مثل هذا لم يملكه كسرى ولا قيصر}، وجلس ينظر إلى ما حوله وهو متعجب مما يرى من حسن الصنعة وكثرة الجواهر من الدر والياقوت والزمرد، كما يتعجب من تلك المزارع والأطيار التي تسبح الله الواحد القهار.

وفيما هو يتأمل عمارة هذا القصر العظيم الشأن، إذا بعشرة طيور أقبلت من جهة البر، قاصدة إلى بحيرة ذلك القصر، فقام حسن واختبأ خلف بعض الأشجار حتى لا تراه فتفزع منه فتمضي في طيرانها ولا تحط لشراب، وبعد قليل حطت الطيور العشرة على شجرة عظيمة مليحة، ورأى حسن بينها طائراً عظيماً، وهو أحسنها شكلاً، والطيور التسعة الأخرى كلها في خدمته، فتعجَّب حسن من ذلك.

ثم صار ذلك الطائر ينقر التسعة بمنقاره، وهي تظهر له الخضوع، وبعد ذلك شق كل طائر جلده بمخالبه وخرج منها فإذا هو ثوب من ريش، وخرجت من الثياب عشر بنات يفضحن بحسنهن الأقمار، وبعدما خلعن ثيابهن، نزلن في البحيرة، وصرن يلعبن ويتمازحن، بينما صاحبتهن الممتازة عليهن تغطسهن في الماء فيهربن منها، ولا يمددن أيديهن إليها، فلما نظر حسن جمالها وقدها واعتدالها، غاب عنه صوابه وسلب عقله، وعرف أن أخواته ما نهينه عن فتح ذلك الباب إلا لهذا السبب.

ولم يزل حسن واقفاً ينظر إليهن، ويتحسَّر على أنه ليس معهن، وحار عقله من حسن الفتاة الكبيرة، وتعلق قلبه بشرك محبتها ووقع في هواها، واتقدت في قلبه النيران شوقاً إلى الوصول إليها، ثم خرجن من البحيرة، وهو واقف ينظر إليهن، وهن لا يرينه، وما زال متعجباً من فرط جمالهن ولطف معانيهن وظرف شمائلهن.

لما خرجن من الماء لبست كل واحدة ثيابها وحليها، أما الجارية الكبيرة فإنها لبست حلة خضراء، ففاقت بجمالها الملاح كلهن، وزهت بهجة وجهها على نور الصباح، كما فاقت على الغصون بحسن التثني، وأذهلت العقول بوهم التمني، وكانت كما قال الشاعر:

وجارية في نشاط بـــــــدت

ترى الشمس من خدها مستعارة

أتت في قميص لها أخضــر

كخضر الغصون على جلناره

فقلت لها: ما اسم هذا اللباس؟

فقالت كلاماً مليح العبارة

شققنا مرائر أحبابنا

ففاح نسيم يشق المرارة

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد

صلّى الجنازة على نفسه فوق جبل السحاب وألقى بنفسه في البحر

الانتقام يدفع حسن إلى قتل المجوسي والبقاء في معية البنات السبع

حسن يخالف الأوامر ويفتح الباب ليرى ما لم يخطر على باله
back to top