«الفيران» فيلم سينمائي بثوب مسرحي... وليس العكس
يستمر عرضه بالكويت ثم ينتقل إلى البحرين في العيد
اعتبر مخرج «الفيران» السينمائي عبدالله الويس أن كل الملاحظات التي أبداها النقاد في العرض الأول في محلها، وسوف يتفاداها في عمله المقبل «وندي».
فجر فيلم "الفيران" أو المعالجة السينمائية لمسرحية الأطفال التي حملت هذا الاسم كثيرا من القضايا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب عرضه الأول على شاشة سينما ليلى غاليري مساء أمس الأول بحضور حاشد من المهتمين بالثقافة والفنون أو بالصورة الجميلة الباهرة.وإحقاقا للحق، فإن الانتقادات التي وجهت للفيلم الذي سيعرض في البحرين خلال أيام عيد الفطر، من الصالة للمنصة التي كان يجلس عليها كل من مخرج النص المسرحي بدر الشعيبي وصاحب الرؤية السينمائية لـ "الفيران"، المخرج السينمائي عبدالله الويس، والمشرف العام محمد المسلم، والإعلامية إيمان نجم، والفنان جاسم عباس، والمؤلف عثمان الشطي، والموسيقي صهيب العوضي، لا تنقص من قيمة الجهد الرائع التي بذل في تقديم فيلم سينمائي في ثوب مسرحي وليس العكس مسرحية مصورة بعين سينمائية.وإن كان كل ما قدمه النقاد من ملاحظات عن الفيلم في الندوة التي أقيمت عقب العرض تحت عنوان مؤتمر صحافي تسعى للوصول بهذه التجربة إلى أفضل المتاح والأكمل بقدر الإمكان، لاسيما أن القائمين على الشركة المنتجة له وهي "أوريون آرت" للإنتاج الفني والمسرحي التي اعتبرتها التجربة الأولى في الشرق الأوسط.
فعل ورد الفعل
ومن أبرز الانتقادات التي اعتبرها المخرج السينمائي للعمل عبدالله الويس جوهرية وفي محلها، وسيتم معالجتها سواء في "الفيران" أو العمل المقبل "وندي" هي: غياب المؤثرات الصوتية التي تعطي للمشهد حيويته وللموقعة طبيعتها من حيث الصوت والصدى والفعل ورد الفعل، وعدم توظيف الإضاءة لخدمة الفيلم والتعامل معها، وكأن العمل مازال مسرحيا وهو ما افقد العمل الكثير من الأشياء التي كانت من الممكن تضيف رونقا وجمالا، سواء لتعاقب الليل والنهار أو عمق المأساة، والتكثيف الرمزي للأحداث رغم تناول النص العديد من القضايا كالخير والشر والحياة والموت الجماعية والفردية والإيثار والأنانية. ولعل المستمتع ببهجة الرؤية لفيلم بحت من حيث معايشة الفنانين لأدوارهم كـ "فيران"، سواء من الناحية النفسية أو الحركية شيء مدهش إلى حد الاعتقاد بأن ما يتحرك على الشاشة رسوم كارتونية وليست أجسادا بشرية هو من لم يشاهد المسرحية، حيث مسار الأحداث للقصة بشكل عام "بدروم" بيت مهجور او أنبوب مجاري ضخم، وهو لا يحتاج الى مشاهد خارجية، لأن الفيران لن يتسوقوا في مولات ولن يذهبوا إلى أندية أو صالونات.نجاح كاسح
ومن دون شك، لا نغفل أن مسرحية الفنان بدر الشعيبي لاقت نجاحا كاسحا في الكويت منذ بدء عرضها على مسرح تنمية المجتمع في القصور، حيث استطاعت أن تستقطب نسبة مشاهدة عالية باعتبار أنها عمل متكامل يتضمن أهم العناصر الفنية اللازمة للإبهار والتشويق في أدق التفاصيل.وأول المستفدين من هذا العمل هو مؤلفه عثمان الشطي الذي حقق حلم عمره، والذي رفض كمشروع تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ألا وهو رسم الصورة المسرحية بالكاميرا السينمائية او بمعنى علمي ابتكار موضوعات شبه مسرحية وتسجيلها بوسيلة السينما، وبهذه الطريقة يجلب معه إلى شاشة السينما التنظيم المسرحي الذي يجمع بين فنون ومهن يقوم بها عمال كثيرون: المؤلف والمخرج، ومدير المسرح، ومصمم المناظر، والممثل، والمنتج، فالمسرحية تروي القصة بالحوار، والفيلم يعتمد على الصور في المقام الأول ومزجهما يحل الكثير، وهو ما رآه يتحقق في تحويل مسرحيته الفيران من عرض مسرحي رائع الى فيلم سينمائي باهر، لم يخل بمضمون نصه وما حفل من إسقاطات سياسية واجتماعية، وتميزت بمضامين عميقة تتجاوز عرضا للأطفال، إنما يصلح للشباب ولكل أفراد الأسرة، لا سيما أنه يتضمن أغاني ممتعة صاغ كلماتها بدر الشعيبي ولحنها صهيب العوضي.ممثلون رائعون
عبدالله الويس شكر كل فريق العمل من ممثلين رائعين يمثلون أمل الكويت، سواء سينمائيا أو مسرحيا الذين بذلوا جهدا يفوق الوصف اثناء تحويل العمل من فصول مسرحية الى مشاهد سينمائية خلال اسبوعين فقط.وعبر المخرج التلفزيوني الكبير غافل فاضل عن سعادته بتواصله مع هذا الجيل الجميل وربط اسمه معهم في هذا العمل الذي سوف يكون، من دون شك، نقطة مرحلية في المسيرة الفنية للكويت الذي كان رائد ومازال في كل شيء يتعلق بالفنون والثقافة والأدب.وحيا الفنان جاسم عباس زملاءه في الفيلم على الجهد الكبير في التحول من العمل المسرحي الذي يروي قصته بأقل تغيير ممكن في المناظر، دون أن يتعارض ذلك مع التأثير الدرامي، أما على الشاشة فإن الانتقال من مشهد إلى مشهد لا يعد مشكلة بحال من الأحوال.
غافل فاضل عبّر عن سعادته بالتواصل مع الجيل الجديد