منذ أن خلق الله الإنسان في هذه الدنيا، وهو يتعلم ويعلم حتى استطاع أن يخرج من أقطار السموات والأرض بسلطان العلم، ونور الحبر والقلم، واستطاع الإنسان أن يبني المساجد والكنائس، ويكتب الأدب والشعر والمسرحيات، ويكتب في السياسة وفي علوم التكنولوجيا.لا يخفى على القاصي والداني كيف أشعل القدماء شمس الحضارة، ووزعوا العلم وأناروا المنارات، ولا يخفى على أحد كيف استطاع العرب المسلمون أن ينشروا دينا وأخلاقا في الآفاق، وأن يؤسسوا حبا لا يجعل بين الناس افتراقا.
لقد حدث هذا وأكثر منه حينما أبدع العرب في الفلك والحساب والهندسة، وجعلوا للتعليم أفضل مدارس مؤسسة، فهاهم قد بنوا المدارس والجوامع، وشيدوا القصور والصوامع، إلى أن خبا نور شمسهم، وتوارت حضارتهم لأنهم تركوا التعليم واعتبروه نوعا من التهويم، ولم ينفقوا على البحث العلمي أفضل إنفاق، ولم يقدروه حق قدره، ولم يزنوه بمثاقيل الذهب، فوجدنا تقدم الصين واليابان والغرب. أما نحن فنرى أن التعليم هو التحفيظ، وحشو عقول أبنائنا بكل ما يغيظ، فقديما سألوا أنشتاين عن عدد "شيء" في الفضاء؟ فقال ولماذا أحفظ معلومة هي في الأصل موجودة في الكتب، نعم إن الغرب لا يعتمد على نظام التحفيظ بل على الإبداع والتعلم والنقد البناء، والحرية المحفوفة بروح القانون، والحب وعدم إلقاء الظنون. فهل ما يتم في بلادنا من تعليم يقصد منه التنويم، حتى يتقدم علينا من كانوا أقل منا شأنا؟ ولماذا لا نفتح الباب لأولادنا لكي يركبوا موجة البحث، ويطلبوا العلم من شتى الأقطار، ويدخلوا المناهج العلمية الحديثة في كل دار؟ لماذا أصبحنا نثقل أعباء أولادنا في واجبات وأعمال ودراسات تؤدي إلى السقم والإهمال؟ ولماذا لا ندرب المدرسين ليكونوا ملائكة رحمة عطوفين، رفقاء لا رقباء، فالمدرس الرفيق كالأخ الشقيق.
مقالات - اضافات
أهو تعليم أم تنويم؟
02-06-2017