بعد وصول قوات "الحشد الشعبي" المكونة من فصائل شيعية موالية لإيران إلى الحدود السورية من ناحية غرب الموصل، افادت انباء بتنفيذ هذه الميليشيات تهديداتها السابقة واجتياز الحدود السورية جنوب شرق الحسكة.

ورغم نفي «الحشد» تلك الأنباء قال موقع "اتحاد شباب الحسكة" و"شبكة الخابور"، إن تنظيم "داعش" انسحب دون مقاومة من قريتي قصيبة والبواردي في الحسكة، بعد توافد أرتال كبيرة من "الحشد"، إلى المنطقة وتوغلها في القريتين حتى عمق 10 كم، مما أدى إلى فرار أكثر من 200 عائلة إلى بلدة مركدة بريف الحسكة خوفاً من عمليات انتقام طائفية.

Ad

جاء ذلك، في حين نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً لقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني متوسطاً مقاتلين من "الحشد" على الحدود العراقية - السورية.

ونقلت صفحات عراقية موالية لـ"الحشد"، أن قائد "فيلق القدس" أشرف بنفسه على عملية التقدم نحو معبر "ظاظا" على الحدود السورية.

«قسد»

وعلى الفور، حذر المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) طلال سلو الحشد الشعبي من دخول المناطق الخاضعة تحت سيطرت القوات المدعومة أميركياً في محافظة الحسكة بدعوى ملاحقة "داعش"، مشدداً على أنها ستصدى لأي محاولة من قبله ولن تسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتها.

معبر التنف

ويأتي توغل "الحشد" بعد 24 ساعة من تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وجود الميليشيات المدعومة من قبل إيران قرب منطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن، يشكل تهديداً للتحالف الدولي بقيادتها.

وبالتزامن مع وصول "الحشد" إلى الحدود السورية من جهة قضاء سنجار غربي محافظة نينوى العراقية، تتوغل على الجانب السوري فصائل عراقية مرتبطة به ومدعومة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة منها للسيطرة على معبر التنف، المجاور لقاعدة التحالف الدولي.

معركة البادية

في الأثناء، أكدت فصائل سورية معارضة عاملة في منطقة البادية جنوب شرق سورية أن ست مقاتلات روسية قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب بلدة السبع بيار الصغيرة القريبة من الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد والحدود مع العراق والأردن.

وقال المتحدث باسم "جيش أسود الشرقية" سعد الحاج، إن سرب مقاتلات روسية قام بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولى للمليشيات الإيرانية، وسيطرنا على مواقع متقدمة قرب حاجز "ظاظا" و"السبع بيار" في البادية السورية.

وأكد القيادي في فصيل "الشهيد أحمد عبدو" سيد سيف، أن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع الأسد في هذه النقطة لوقف تقدمها نحو أراض استراتيجية أخلاها "داعش".

الفرار من الرقة

وغداة إطلاقها أربعة صواريخ عابرة من غواصة وفرقاطة حربية في البحر المتوسط على أهداف للتنظيم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، شن سلسلة من الغارات على قافلة تابعة لـ"داعش" خلال فرارها من معقله في الرقة باتجاه مدينة تدمر الأثرية إلى الجنوب في 25 مايو الماضي وليل 29 إلى 30 منه.

وأوضحت الوزارة الروسية، أن الغارة الثانية دمرت عشرات العربات والشاحنات الصغيرة وأدت الى مقتل العديد من "داعش"، محذرة "من أن أي محاولة لمقاتلي التنظيم الفرار من الرقة عبر الممر المفتوح نحو محافظتي حمص وحماة سيتم اعتراضها بشكل حاسم".

وفي الغارة الثالثة، أكدت الوزارة مقتل أكثر من 80 من عناصر "داعش"، وتدمير 36 سيارة و8 صهاريج و17 سيارة "بيك آب" مزودة برشاشات، أثناء محاولتهم الخروج من الرقة، ليل 30 مايو، مبينة أن جميع الضربات وُجهت إلى الأهداف بعد اكتشافها وتحديدها من قبل "قيادة مجموعة القوات الروسية العاملة بسورية".

مؤسس «أعماق»

وعلى وقع تقدم "قسد" المدعومة من واشنطن على جبهات عدة ضمن عملية "غضب الفرات" الجارية للسيطرة على الرقة، أكد عدد من نشطاء المعارضة، أمس الأول، مقتل مؤسس وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" ريان مشعل مع ابنته في غارة للتحالف الدولي على مدينة الميادين.

في سياق منصل، أكدت صحيفة "كورير.سريدا.بيردسك" في منطقة سيبيريا، أمس الأول، إنها تلقت تهديداً بعدما نشرت خبر مقتل المتعاقد العسكري الروسي يفغيني ترتياكوف (36 عاماً) في محافظة حمص يوم 15 مايو ووصل جثمانه "المحترق بشدة" إلى بلدته بيردسك الأسبوع الماضي ودفنه يوم الثلاثاء.

وقالت رئيسة تحرير الصحيفة الروسية غالينا كومورنيكوفا، إن رجلاً اتصل بمكتبها بعد نشر القصة وهدد بالقدوم والتعامل معها شخصياً ومع غيرها من الصحافيين، مضيفة أنه "قدم نفسه على أنه يعمل لجهاز الأمن الاتحادي وأنه من غير المسموح نشر أخبار عن سورية".