المخدرات تنتشر بين طالبي اللجوء «القلقين» في السويد

نشر في 02-06-2017 | 15:53
آخر تحديث 02-06-2017 | 15:53
أرشيف
أرشيف
تتناثر زجاجات الجعة وأوارق الصحف القديمة وبقايا الألمنيوم على الطريق.. ففي هذا النفق المؤدي إلى محطة القطارات في مدينة أوبسالا السويدية، يجتمع عدد من الشباب الأفغان المشردين طالبي اللجوء لتعاطي الهيرويين.

ويقول مهدي وهو لاجئ أفغاني في السادسة عشرة من عمره جاء إلى السويد مدمنا على المخدرات "حين ندخن نهدأ، ولا نقلق من شيء".

وأوبسالا مدينة جامعية تقع على بعد ستين كيلومترا إلى الشمال من ستوكهولم، وهي استقبلت في السنوات الماضية نحو ألف طالب لجوء من قاصرين لا يرافقهم راشدون.

وفي الآونة الأخيرة، ضبطت السلطات نحو مئة من المهاجرين فيها، معظمهم من الأفغان، وهم يدخنون الهيرويين. وهؤلاء المهاجرون ينتظرون البت في ملفاتهم، وهذا الأمر يستغرق أكثر من عام في المتوسط.

يخضع كل شخص قاصر تضبطه الشرطة وهو يتعاطى المخدرات لفحص البول ثم يوكل أمره إلى أجهزة الرعاية الاجتماعية.

ويقول الشرطي أندرس نيلسون "بدل أن يُرسَل هؤلاء الأشخاص إلى السجن، نرسلهم إلى المعالجة".

يوضع القاصرون في مراكز في مناطق أخرى من السويد، ومن الصعب العثور على مكان فيها، والأمر يتطلب نوعا خاصا من العلاج، بحسب الشرطي.

كان مهدي محظوظا في أنه لم يحصل على الإقامة فحسب، بل عولج أيضا من الإدمان.

وهو يروي لمراسل وكالة فرانس برس كيف أنه ورفاقه كانوا يتعاطون مخدر الهيرويين لينسوا قلقهم من إمكانية أن يُرحّلوا إلى بلدهم.

لكن متعاطي هذا المخدر تحديدا سرعان ما يصيرون مدمنين عليه.

تقر السلطات السويدية بأن انتشار تعاطي المخدرات شائع جدا بين صفوف اللاجئين الذين تركوا كل شيء في حياتهم.

في العاصمة ستوكهولم وحدها، تلقّى ما لا يقل عن ألف شخص من طالبي اللجوء علاجا من الإدمان على المخدرات في العام 2016 ومعظمهم من الفتيان القاصرين، وفقا للأجهزة الصحية التي لم توضح جنسيات هؤلاء المهاجرين.

يبلغ أندرس نيلسون من العمر 38 عاما، وهو مسؤول عن وحدة لمكافحة المخدرات، وهو يبدي تصميما لا هوادة فيه في عمله.

يشرف أندرس على فريق من المخبرين مكلفين التسلل إلى أوساط المخدرات وتحديد المدمنين في شوارع أوبسالا.

في أحد الشوارع التجارية، يقترب من مجموعة من الصبيان ليرى ما إن كانوا يتعاطون المخدرات القوية، فيتفحص عيونهم وما في جيوبهم.

وتقول مديرة الخدمات الاجتماعية في منطقة هاليد فيبرغ "من الصعب على المرء أن يعيش مسار طلب اللجوء وأن يجد نفسه في انتظار القرار"، مشيرة إلى أن الكثيرين من المتقدمين بطلبات لجوء يعانون من ضغط نفسي إضافي.

فأولئك الذين لا تقبل طلباتهم، يتعين عليهم أن يعودوا إلى بلدهم، حيث العنف والحرب. ويشكل الأفغان أكبر نسبة من بين القاصرين طالبي اللجوء في السويد.

تشكل نسبة من تقبل طلباتهم حوالى 80 %، أما الباقون، أي ما يشكل 200 شخص منذ مطلع السنة الحالية، فقد تلقوا ردا سلبيا، وفقا لمكتب الهجرة.

في ديسمبر الماضي، صنّف مكتب الهجرة بعض المناطق الأفغانية مثل بانشير وباميان ودايكندي بأنها أقل خطرا من غيرها، فاتحا بذلك الباب أمام رفض لاجئين من هذه المناطق.

يؤكد دانيال لارسون قائد الشرطة في أوبسالا أن تعاطي المخدرات لا تأثير له إطلاقا على طلب الهجرة. لكن مخالفات أخرى قد تكون مؤثرة عليه. إلا أن الحصول على ثمن الجرعة من المخدر قد يدفع المتعاطي إلى مخالفات أخطر ربما يجد نفسه إثرها مطرودا من السويد بسببها.

ومن الجرائم التي تسجلها الشرطة عموما، السرقات من المتاجر الفخمة في وسط المدينة حيث يحاول السارقون أن يحصلوا على أي شي تقع عليه أيديهم، ونشل المارة، وفقا لوسائل الإعلام.

يحصل المدمنون على المخدرات من الضاحية الشمالية لستوكهولم، ويذهبون إلى هناك مستخدمين القطار أو الحافلة من محطة أوبسالا.

يبلغ سليم 17 عاما، وهو مهاجر كردي من إيران يمضي وقته مع أصدقاء له في وسط أوبسالا، وهو يأمل أن توافق السلطات على طلبه للجوء، مشيدا بالنظام بالمدرسة والخدمات الصحية المجانية.

وهو يرى أن تعاطي الهيرويين سببه الشعور بالقلق في المهجر، ويقول "لا يوجد شخص واحد هنا لا يعاني من مشاكل".

back to top