يأخذنا الثلاثي شركة «سما الفن الدولية للإنتاج» والكاتب خلدون قتلان والمخرج سيف الدين سباعي في مسلسل «قناديل العشاق» في رحلة في أعماق التاريخ من القرن الماضي، تحديداً إلى الشام في 1734، حيث تدور الأحداث بتوليفة رائعة إلى أبعد الحدود، بدءاً من تصميم الأزياء إلى الصورة العامة للعمل.

ينقلنا المخرج، بفضل حنكته المهنية بطريقة الراوي، إلى صميم الحارة، إذ تجول عدسة كاميرته ببطء على أرصفة المشاهد والأحداث فتروي «قناديل العشاق» في حارة «الشاغور» قصصاً درامية مخفية، فيها الشهامة والحزن والحب إبان الاحتلال العثماني.

Ad

رفيق علي أحمد يؤدي دور زعيم الحارة الحريص على مصلحتها، وهنا المشهد مكرر في مجمل الأعمال الدرامية السورية، أي المجلس القروي إن صح التعبير، ومنه تنطلق الحكاية فتبدو سيرين عبد النور، المرأة المقهورة التي تود تحدي القدر والانتقام بعدما قتل الآغا زوجها المواطن الكادح الشريف.

أما ديب (الممثل محمود نصر) فيبدو محور القصة والصاغي إلى قصص القناديل في الحارة والرجل القبضاي الشجاع الذي سيدخل إلى حياة سيرين.

العمل لافت لأنه يحيي الذاكرة التاريخية ويعود إلى حقبة مظلمة من الحكم العثماني يسودها الفقر والذل والمجاعة، ولا ننسى الحضور المهم للنجوم فيه من أمثال: صباح بركات، وجلال شموط، وعلي كريم، ووفاء موصللي، ومحمد خير الجراح، ونزار أبو حجر، وسارة فرح (أول إطلالة لها). واستطاع مصمم الأزياء أمين السيد أن ينقلنا برهافة حسه ودراسته بتصاميمه إلى ذاك العصر، كما برع المخرج بإدارة كوداره.

«قناديل العشاق» قصة شبه متداولة في الدراما العربية تفوح من أحداثها رائحة التمرد والثورة والحب والانتقام في أجواء الحارة الدمشقية الغنية بقبضاياتها.