تحذير أميركي لإيران في سورية.... وتطمين لتركيا
• 200 ألف غادروا الرقة
• مقتل 19 بتفجير وقصف في درعا
• اقتتال الغوطة يحرق المحاصيل
في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بمنطقة البادية السورية، التي تنشر فيها واشنطن قوات في قاعدة التنف الحدودية مع الأردن والعراق لدعم فصائل المعارضة، عزز الجيش الأميركي «قوته القتالية»، وحذر إيران من أن ميليشياتها الموجودة في هذه المنطقة تشكل تهديداً لقواته التي تقاتل «داعش».
في تأكيد لمعلومات نشرتها "الجريدة" بالتفصيل في عددها الصادر يوم الخميس تحت عنوان "إيران تتحرش بواشنطن في التنف وتتمسك بالهلال الشيعي"، أعلن المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل ريان ديلون أمس الأول أن واشنطن عززت وجودها وعدد قواتها وأصبحت مستعدة لأي تهديد من القوات المؤيدة للنظام"، في إشارة إلى الميليشيات المدعومة من إيران والمنتشرة بالقرب من قاعدة التنف الواقعة على طريق دمشق- بغداد على الحدود مع العراق، وعلى مسافة غير بعيدة من الحدود الأردنية.ووسط تضارب الأنباء عن دخول ميليشيا الحشد الشعبي العراقي للأراضي السورية، أكد ديلون، في مؤتمر صحافي عبر الدائرة المغلقة من بغداد، أن عدداً قليلاً من القوات المدعومة من إيران بقي داخل ما أطلق عليها "منطقة عدم اشتباك" التي تهدف إلى ضمان سلامة قوات التحالف بقيادة واشنطن، وذلك منذ ضربة أميركية استهدفت قوة متقدمة منها يوم 18 مايو الماضي.ومع استمرار تجمع عدد كبير من ميليشيات إيران خارج المنطقة، التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا حليفة الأسد، قال المتحدث: "نرى ذلك تهديداً".
ووفق مسؤول آخر، فإن الجيش الأميركي أسقط أيضاً نحو 90 ألف منشور خلال أسبوع يحذر فيها المقاتلين المدعومين من إيران داخل المنطقة ويدعوهم للرحيل، وأبلغهم أن أي تحرك باتجاه حصن التنف "سيعتبر عملاً عدائياً وسوف ندافع عن قواتنا". وجاء في منشور آخر "أنتم في محيط منطقة عدم اشتباك. اتركوا المنطقة فوراً".وأصبحت المنطقة الجنوبية الشرقية من الصحراء السورية المعرفة باسم البادية جبهة مهمة في الحرب الأهلية السورية بن الأسد المدعوم من إيران وميليشيات شيعية وبين معارضين يسعون للإطاحة به.ويتنافس الطرفان للسيطرة على أراض يسيطر عليها تنظيم "داعش"، الذي يتراجع أمام هجوم مكثف في العراق وعلى امتداد حوض نهر الفرات.
قلق تركيا
في هذه الأثناء، قدم الجيش الأميركي تطمينات الى تركيا حول إمداد المقاتلين الأكراد بالسلاح في قتالهم ضد "داعش" بعد أن وصفت أنقرة هذه الخطوة بأنها "خطرة جدا".وقال ديلون "نحن شفافون مع تركيا حول تفاصيل ما نمنحه"، مضيفاً: "نحافظ على المسؤولية كاملة في الاسلحة التي نعطيها لقوات سورية الديمقراطية (قسد)"، التي يقودها أكراد من وحدات حماية الشعب تربطهم تركيا بحزب العمال الكردستاني. وأوضح ديلون أن أي سلاح يتم تقديمه سيسجل برقمه التسلسلي، وسوف يحتفظ بهذا في قاعدة بيانات، وسوف نشارك هذه المعلومات مع الحلفاء في الشمال الذين يشعرون بالقلق حول هذه الأسلحة.وتتضمن الأسلحة، التي منحت إلى "قسد"، قذائف صاروخية مضادة للدروع وصواريخ "تاو"، بالإضافة الى العربات وبنادق آي- كاي 47 وبنادق أخرى من عيارات أقل.ومع تضييق "قسد" الخناق على "داعش" في المدينة، أفاد ديلون بأن نحو مئتي ألف شخص باتوا في مخيمات للنازحين بعد مغادرتهم الرقة التي تشكل "عاصمة" تنظيم الدولة الاسلامية، والتي يستعد التحالف وحلفاؤه من المقاتلين الاكراد والعرب لشن هجوم عليها.وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن وتيرة فرار المدنيين من الرقة تتسارع مع وصول نحو 800 شخص يومياً إلى مخيم عين عيسى على بعد 30 كلم شمال الرقة والوضع يزداد صعوبة بسبب الافتقار الى الامكانات الانسانية.درعا والغوطة
وفي درعا، قتل 19 شخصاً على الأقل أمس الأول في تفجير قنبلة وقصف نفذته قوات الأسد. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن قنبلة زرعتها القوات الحكومية بجانب الطريق انفجرت لدى مرور سيارات تابعة لفصائل مقاتلة، وتبع ذلك قصف على الطريق الذي يصل بين بلدتي كفرشمس وعقربا في الريف الشمالي الغربي لدرعا.اقتتال الغوطة
وفي ريف دمشق، احترقت خلال اليومين الماضيين مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في الغوطة الشرقية، جراء استمرار الاقتتال بين "جيش الإسلام" من جهة و"هيئة تحرير الشام" من جهة ثانية على عدة جبهات في المنطقة.واستخدمت الفصائل خلال الاقتتال الدائر بينها آليات ثقيلة وقذائف هاون ومدافع وعربات شيلكا، الأمر الذ تسبب في احتراق مئات الدونمات من القمح، في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها الأهالي نتيجة الحصار المفروض عليهم من الميليشيات الأجنبية.