المتاجرون يجنون أرباحاً هائلة بعملات الأسواق الناشئة والأمر أشبه بالتقاط سنتات من أمام جرار بخاري

نشر في 02-06-2017
آخر تحديث 02-06-2017 | 18:00
No Image Caption
يجدر بالمستثمرين الذين جنوا عوائد مجزية من خلال المتاجرة بالعملات في الأسواق الناشئة في هذه السنة أن ينتبهوا إلى التحذير الذي أطلقه اقتصادي جامعة هارفارد جيفري فرانكل، الذي شبه المضاربة بعمليات التقاط سنتات من أمام جرار بخاري.

وتشير النظرية الاقتصادية –والتاريخ– إلى أن استراتيجية الاقتراض، حيث تكون معدلات الفائدة متدنية بغية الاستثمار في عملات عالية المردود، تنطوي على خطر ارتداد حاد، عندما يعمد كثير من المستثمرين الى استخدام هذه التجارة.

وحذر استراتيجيون في بنك اوف أميركا ميريل لينش في الأسبوع الماضي من أن الاندفاع وراء عملات الأسواق الناشئة وصل الى

"مستويات ضخمة"، كما أن كبير استراتيجيي العملات في ساكسو بنك يقول إن الوقت حان لجني الأرباح.

وقد ضخ مستثمرون كبار من بلاك روك الى مان غروب أموالاً في عملات الأسواق الناشئة في هذه السنة، بهدف تحقيق أرباح من خلال فوائد تصل الى 12 في المئة مقارنة بمعدلات قريبة من الصفر في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأنتجت هذه الاستراتيجية متوسط عوائد بلغ 7.5 في المئة منذ بداية هذا العام، بحسب مؤشر تجارة العملات الأجنبية التراكمية في بلومبرغBloomberg Cumulative FX Carry Trade Index الذي يرصد 8 عملات رئيسية مقابل الدولار.

وانتشرت المخاوف من أخطار المضاربة بعمليات التداول السريعة "كاري تريد"، خصوصا عندما تزدحم وتتداخل عمليات تحقيق مراكز، بحسب استراتيجيين في بنك اوف أميركا بمن فيهم ديفيد هونر– وهم يقولون إن المشاعر "اقتربت من مستويات يعقبها تاريخياً في أغلب الأحيان عمليات تصحيح".

واعتمد هونر وزملاؤه في هذه الحصيلة على مؤشر مشاعر الحمل في الأسواق الناشئة الذي يقيس مستوى اندفاع المستثمرين من خلال تحليل التدفقات المالية على أسواق الدخل الثابت والعملات. ويظهر المقياس أن مشاعر التوجه نحو تجارة الحمل دنت من مستوى يسبق تاريخياً حدوث تصحيح خلال أربعة أسابيع.

المواجهة في جنوب إفريقيا

من بين العملات التي شملتها الدراسة كان الروبل "التجارة التي حظيت بإقبال كبير" في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا، كما أن بنك اوف أميركا يستخدم خيارات تراهن على أن العملة الروسية ستهبط وسط تقلبات أسعار النفط، بحسب الدراسة.

وفي غضون ذلك دفعت امكانية حدوث "مواجهة" في جنوب إفريقيا بين الرئيس جاكوب زوما وخصومه البنك الى اعتبار الراند في مرتبة أدنى من الليرة التركية.

واجتذبت صناديق ديون الأسواق الناشئة العالمية تدفقات مالية للأسبوع الـ17 على التوالي في هذه السنة وأوصلت المجموع الى أكثر من 33 مليار دولار، بحسب معلومات EPFR اي بي اف آر العالمية. واجتذب صندوق صرف بلاك روك BlackRock، الذي يرصد ديون عملات الأسواق الناشئة المحلية ثلاثة مليارات دولار في العام الماضي، أي أكثر من ضعف حجمه.

ويعلم تجار العملات المحنكون من خلال التجربة أنه عندما تنتشر رهانات الحمل فإنها تنتشر بسرعة. والمستثمرون الذين اقترضوا الدولارات لشراء عملات الأسواق الناشئة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي فوجئوا عندما رفعت الولايات المتحدة بصورة مفاجئة معدلات الفائدة، بحسب ورقة أعدها فرانكل من جامعة هارفارد. وكان مصير مماثل في انتظار أولئك الذين اقترضوا الين الياباني من أجل شراء أصول تعتمد على الدولار في تسعينيات القرن الماضي وحقبة منتصف الـ2000.

الأسواق المتقدمة

يقول محللون في مجموعة غولدمان ساكس وبنك باركليز، إن التقلبات المتدنية في الأسواق المتقدمة، والتي واكبها ضعف الدولار الأميركي ستستمر في دعم جاذبية التجارة السريعة.

وقال استراتيجي "غولدمان ساكس" كاماكشيا ترايفيردي في مذكرة في الأسبوع الماضي، والذي نصح بشراء البيزو المكسيكي وراند جنوب إفريقيا إن عملات الأسواق الناشئة "أقل قيمة بصورة معتدلة". ويقر استراتيجيو بنك اوف أميركا أن مؤشرهم كان سابقاً لأوانه بالإشارة الى ارتدادات في الماضي. وعلى سبيل المثال فقد أطلق نوبة التناقص التدريجي في سنة 2013 متجاهلاً التماسك النهائي قبل انهيار العملة في تلك السنة. ويقول الاستراتيجيون إن من المبكر جداً التحدث عن نهاية الزخم الحالي. وعلى الرغم من ذلك فإن المشاعر قد تسوء بسرعة اذا رفع النمو الاقتصادي الأميركي توقعات التشديد النقدي من قبل مجلس الاحتياط الفدرالي، أو اذا توافرت أي اشارة على تعرض أكبر اقتصاد في العالم الى متاعب، بحسب جون هاردي، وهو رئيس قسم استراتيجية العملات لدى ساكسو بنك. ويضيف ان أي اشارة على مواجهة الصين لمصاعب في خططها للضغط قد تشكل محركاً دافعاً أيضاً. ويقول هاردي إن "الظروف ليست مستدامة بالنسبة الى هذه التجارة في الأسواق الناشئة كي تستمر على ما هي عليه، وأنا أنصح بجني الأرباح اذا كنت تتمتع بثمار هذه التجارة. وأنت تريد أن تكون الأول الذي يخرج، وليس الأخير".

back to top