رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة الدكتور محمد أبوبكر لـ الجريدة.: مدارس «آخر الأسبوع» حافظت على مسلمي بلادي من الذوبان
«حملة سفراء السلام تستهدف نشر مبادئ الإسلام السمحة»
أكد رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة المسؤول الإقليمي لمنظمة الإيسيسكو، الدكتور محمد حسبي أبوبكر، أن مسلمي بلاده ينعمون بكل المساواة والاندماج الإيجابي الذي كفله الدستور السنغافوري، والذي منحهم ميزة خاصة بإنشاء دور العبادة، وممارسة كل الطقوس الدينية، بل ومشاركة المسلمين احتفالاتهم.
وأوضح في حوار مع "الجريدة"، أن جمعية الدعوة دشنت حملة "سفراء السلام"، على شبكات التواصل الاجتماعي، لنشر فيديوهات توضح الصورة الصحيحة للإسلام، وأنه دين يدعو للتسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف، مشيراً إلى أن مدارس "آخر الأسبوع" التي تنظمها الجمعية حافظت على الهوية الإسلامية من الذوبان... وإلى نص الحوار:
وأوضح في حوار مع "الجريدة"، أن جمعية الدعوة دشنت حملة "سفراء السلام"، على شبكات التواصل الاجتماعي، لنشر فيديوهات توضح الصورة الصحيحة للإسلام، وأنه دين يدعو للتسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف، مشيراً إلى أن مدارس "آخر الأسبوع" التي تنظمها الجمعية حافظت على الهوية الإسلامية من الذوبان... وإلى نص الحوار:
• نود معرفة تاريخ الإسلام في سنغافورة؟- الإسلام دخل سنغافورة عام 625 هـ، ما يعني أنه وصل متأخراً بعض الشيء عن باقي الأقطار المحيطة بنا في شرق آسيا، كما أن المؤرخين قالوا، إن الإسلام جاء على يد التجار اليمنيين ومسلمي الهند. والمسلمون اليوم يشكلون أكثر من 20 في المئة من السكان الأصليين، ومع ذلك فالإسلام في نمو مستمر سنوياً.
• حدثنا عن جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة ودورها؟- تم تأسيس الجمعية عام 1932 من قبل الشيخ عبدالعليم صدقي، وكان سفيراً هندياً متجولاً من أجل السلام، وكانت رؤيتها منذ التأسيس وحتى يومنا هذا نشر الإسلام المعتدل، وتقديم الخدمات للمحتاجين والمحرومين في المجتمع بصرف النظر عن الجنس والدين، وعلى مدى ثمانية عقود ماضية أصبحت جمعية الدعوة الإسلامية المنبر الرسمي لمسلمي سنغافورة.• يتبع الجمعية العديد من المراكز التعليمية، فما دور هذه المراكز في التعريف بالدين الإسلامي؟- التعليم الديني من الركائز المهمة لجمعية الدعوة الإسلامية، حيث نرى أن وضع المناهج الإسلامية أمر ضروري لمصلحة المجتمع، لذا فالجمعية يتبع لها عدة مراكز تعليمية كمركز الدراسات الإسلامية من أجل إنجاز أبحاث دينية مهمة تلبي احتياجات مسلمي سنغافورة، وهناك أيضاً المراكز التعليمية المبكرة والخاصة للأطفال وتكون مناهجها مركزة على تنمية الطفل المسلم تنمية شاملة دينية ودنيوية، كما أن لدينا مراكز الموهوبين، وهذه المراكز تعد الطلبة المسلمين ليكونوا قادة بارزين في المستقبل، واكتشاف مواهبهم وتنميتها بالمبادئ الإسلامية والأخلاقية الصحيحة.• أسستم مدارس باسم "مدارس آخر الأسبوع"، ما أهدافها؟ - نظراً لتعدد التعليم في سنغافورة، حرصت الجمعية على أن يكون للشباب المسلمين تعليم خاص بهم وهو تعليم غير إلزامي، حيث إن الطلبة المسلمين يدرسون التعليم الإلزامي طوال الأسبوع ويأتون لتعلم أمور الدين الإسلامي نهاية الأسبوع أي في وقت خاص، وتدريس علم الأخلاق والفقه وتدريس التوحيد والسيرة، وتنمية التعليم الإبداعي وتعليم الأطفال مبادئ الاقتصاد والتكنولوجيا. • شهر رمضان له طقوس خاصة بكل مجتمع مسلم، فما شكل هذا الشهر لديكم؟- الجمعية لها نشاط غير عادي في هذا الشهر الكريم، لذا نقوم بتوزيع المنشورات والكتب الدينية على مسلمي سنغافورة، كما تقدم الجمعية الإفطار الجماعي للصائمين، ونقيم صلاة التراويح، وننظم الاجتماعات الدينية واللقاءات من خلال المسجد والمدارس والمحافل العامة، والأماكن المفتوحة لتوعية المسلمين بتعاليم الإسلام الصحيحة، وحفظهم من الوقوع فيما نهى الله عنه.• ما مدى مشاركة المسلم السنغافوري في الحياة العامة؟- المسلمون موجودون في كل المجالات داخل المجتمع السنغافوري، ولنا تمثيل في البرلمان، بواقع 11 عضواً من أصل 81 هم أعضاء المجلس، ومنهم الطبيب والوزير والمُعلم، فلا توجد تفرقة بين أبناء المجتمع، والمسلمون ينعمون بكل حريتهم التي كفلها نظام المجتمع، فلدينا قانون حماية الوفاق الديني، الذي بموجبه منع أي إنسان أن يدعو إلى إثارة العداوة بين الناس بسبب المعتقد الديني.• ما الجهات الدينية التي يستنبط منها مسلمو سنغافورة الفتوى؟- هناك عدة مصادر لمعرفة الأمور الشرعية، منها المساجد والكتب الدينية المعتمدة للفتوى، وكذلك المراكز الإسلامية، ومن أجل الأمور الشرعية قرر البرلمان إنشاء محكمة شرعية ومكتب لتوثيق الزواج الإسلامي، لتيسير المعاملات وفض المنازعات بمرجعية إسلامية.• أعلنت عن حملة تصحيح صورة الإسلام على شبكة الإنترنت، فما ملامح هذه الحملة؟- دشنت جمعية الدعوة ممثلة في شبابها الواعين بتعاليم الإسلام الصحيح حملة أطلقنا عليها "سفراء السلام"، حيث قام شباب المسلمين في سنغافورة بعمل عدد كبير من الفيديوهات بلغات متعددة عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الصورة الصحيحة للإسلام ونبذ التطرف والعنف والإرهاب، وكان لهذه الحملة مردود إيجابي في مجتمعنا، وبعد نجاح هذه الحملة انضمت إلينا منظمات دولية لدعم فكرتنا.• توفدون سنوياً عدداً من أبناء المسلمين لدراسة الدين الإسلامي في الأزهر، ما مردود هؤلاء على الحياة في سنغافورة؟- لا شك أن هناك أعدادا كبيرة من مسلمي سنغافورة استفادوا من الدراسة في الأزهر وبعض الجامعات الإسلامية الأخرى، كما أن هذه البعثات عملت على تقوية الصلات بيننا وبين العالم الإسلامي.
المسلمون ينعمون بكل حريتهم... وتمثيلنا عادل في البرلمان