أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» انسحاب بلاده من اتفاقية «باريس» لمكافحة التغيرات المناخية معتبراً أنها غير عادلة للولايات المتحدة وخدعة ابتكرتها شركات صينية للتفوق عالمياً، وتناولت «ماركت ووتش» في تقرير ما يعنيه هذا القرار.

وأعرب العديد من الخبراء والزعماء انتقادهم لقرار ترامب الذي سيزيد مخاطر التغيرات المناخية ويقلص الطلب على استخدام مصادر متجددة تجدي نفعاً إلى حد كبير، ولكن لا يجب تجاهل تميزها بتخفيضات ضريبية تمثل عبئاً على الموازنة الفيدرالية بحوالي ثلاثة مليارات دولار سنوياً.

Ad

وضخ مستثمرون أمريكيون 143 مليار دولار لإنشاء مزارع توربينات الرياح على مدار العشر سنوات الماضية كما أن تكلفة إقامة هذه التوربينات في تراجع مستمر حيث تمثل 6% من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة تزامناً أيضاً مع انخفاض تكاليف إنتاج ألواح الطاقة الشمسية التي تمثل فقط 1%.

انبعاثات الكربون

- تحاول دول العالم زيادة إنتاجها من الكهرباء من مصادر مختلفة وتأتي الكميات الأكبر من انبعاثات الكربون الملوثة من منشآت توليد الكهرباء والسيارات، ويرى بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين إمكانية إحلال مصادر متجددة محل الفحم في أمريكا.

- تعد الكهرباء أقل تكلفة الآن في أمريكا مقارنة بنظيرتها منذ عامين وذلك بعد تزايد الابتعاد عن الفحم – الذي يريد ترامب إنعاشه – والإقبال على مزيج من مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي منخفض الكربون.

- يرى خبراء أن منشآت الطاقة الجديدة مرتفعة التكلفة، ولكن الوقود الذي تستهلكه لتوليد الكهرباء منخفض الأسعار، وهذا هو السبب وراء فقدان الفحم نصيبه من توليد الطاقة في أمريكا بنسبة 40%.

- لن تتغير هذه المعادلة بعد قرار ترامب، ويتزامن ذلك مع سياسة الهند بإلغاء خطط لتوليد كهرباء بطاقة 14 جيجا واط/ ساعة من منشآت الفحم من أجل إقامة منشآت الطاقة الشمسية حيث رأت نيودلهي أن تكلفة الأخيرة أصبحت أقل دون دعم حكومي، وهو ما عزز التكهنات بأن الهند والصين ستبلغان مستهدف خفض التلوث بناء على اتفاق باريس للمناخ.

التكاليف

- هناك المزيد من الضغوط على صناعة الفحم في أمريكا بعد اكتشاف موارد جديدة للغاز الطبيعي في تكساس العام الماضي، وهو ما سيقلل تنافسية الفحم كمصدر للطاقة في البلاد رغم قرار ترامب حيث من المتوقع أن يصل سعر الغاز إلى 2.66 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عام 2019 من 3 دولارات حالياً.

- تشير هذه الأسعار إلى أن السياسة الأمريكية تهتم بالدعم الذي يساعد المنتجين والمستهلكين على استيعاب تكاليف الطاقة النظيفة، ولكن المشكلة أن موازنة ترامب المقترحة للعام القادم تضمنت خفض هذا الدعم.

- عندما يتعلق الأمر بالطاقة، فإن الأفضل أن تكون أعلى كفاءة وأكثر نظافة وأقل تكلفة، ورغم قرار ترامب بحماية صناعة الفحم، فإن الأمريكيين سيكون أمامهم العديد من الخيارات لصالحهم.

حرب تجارية

- يرى محللون أن ترامب خاطر بنشوب حرب تجارية بعد اتخاذ قرار الانسحاب من اتفاقية باريس حيث إن الدول الأخرى يمكن أن تفرض تعريفة جمركية على منتجات أمريكية.

- يمكن أن يسهم الانسحاب من اتفاقية باريس في دعم شركات الحديد والصلب في أمريكا للإنتاج بتكلفة أقل من منافستها حول العالم، وبالتالي، ستضطر الدول الأخرى لفرض رسوم على صادرات أمريكا من الصلب وسوف يطلق عليها «تعريفة الكربون».

- يعد ذلك الأمر غير عادل للتنافسية - بينما يرى ترامب أن اتفاقية المناخ غير عادلة لبلاده - ورغم أن الدول الأخرى من غير المتوقع أن تفرض «ضريبة الكربون» قريباً لتحولها المتزايد نحو مصادر متجددة، إلا أن الاستياء من أمريكا سينمو، وهو ما سينعكس سلبيا على شركاتها.

- تعي شركات أمريكية هذا الأمر جيداً، وظهر ذلك جلياً في خطاب وقعت عليه 25 شركة رئيسية في البلاد من بينها «آبل» و«جوجل» و«مايكروسوفت» و«فيسبوك» محذرة فيه ترامب من عواقب القرار واحتمالات اتخاذ إجراءات انتقامية من الدول الأخرى.

- تكمن الخطورة الأكبر في أن فرض دول أخرى ضريبة الكربون على السلع الأمريكية ربما يستدعي رداً من إدارة ترامب وبالتالي نشوب حرب تجارية، وهي سياسة ظهرت بوادرها من جانب المكسيك مؤخراً.