أقام كل من الفنانة صفاء أبو السعود وزوجها الثري فرح ابنتهما الوحيدة في الفندق نفسه الذي صوِّر فيه «غراند أوتيل» بأسوان، كذلك احتفل عمرو يوسف وكندة علوش بعقد قرانهما فيه. وقرّر صانعون كثيرون أخيراً التصوير داخل مصر توفيراً للنفقات بعد ارتفاع الدولار الكبير أمام الجنيه المصري، وهو ما جاء في صالح السياحة في مصر إذ تعرّف الجمهور العربي إلى أماكن كثيرة في أم الدنيا. هل يتكرّر ما صنعه «غراند أوتيل» هذا الموسم؟

أعمال درامية عدة صوّرها صانعوها هذا الموسم في الأقصر وأسوان، من بينها «لمعي القط» لمحمد عادل إمام، ومن إخراج عمرو عرفة، وتدور أحداثه حول سائق حافلة مدرسة يتورط في عملية خطف، لنكتشف بعد ذلك أن المذنب أحد أولياء الأمور.

Ad

جزء كبير من «ريح المدام» لأحمد فهمي، وأكرم حسني، ومي عُمر، صوِّر في سفاجا ومرسى علم والأقصر، وهو دراما منفصلة متصلة.

كذلك صوّر كل من أحمد مكي وشيكو وهشام ماجد، حلقات عدة من مسلسلهم «خلصانة بشياكة» في مدينة الأقصر، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول الأصدقاء «حورس، وبكتريا، وكونو».

مسلسلات عدة صوِّرت في مدينة سيوة في مقدمها «واحة الغروب» لخالد النبوي ومنة شلبي، وتدور أحداثه حول الضابط محمود عبد الظاهر المنتمي إلى أفكار جمال الدين الأفغاني وأحمد عرابي ويُنفى إلى سيوة، حيث صوَّر فريق العمل حلقات عدة ثم انتقل إلى الأقصر والفيوم. ومن المعروف أن النجم خالد النبوي يتبنى حملة لدعم السياحة في مصر، وهو ما دفعه إلى نشر صور له في سيوة والفيوم على صفحته على مواقع التواصل وحسابه الشخصي على «إنستغرام».

فريق مسلسل «كفر دلهاب» ليوسف الشريف وروجينا وأحمد سعيد عبد الغني، زار سيوة حيث صوّر حلقات عدة، وتدور الأحداث في إطار من الإثارة والغموض كعادة أعمال يوسف كل موسم.

آراء

الفنانة سلوى محمد علي، إحدى بطلات «واحة الغروب»، ترى أن ثمة توجهاً عاماً من المنتجين إلى التصوير في مصر بعدما كانوا يفضلون مناطق خارج البلد، وفي ذلك توفير للعملة الصعبة ودعم للسياحة.

وأضافت سلوى: «فعلاً، كان الصانعون يحضِّرون لتصوير أعمال عدة في شرق أوروبا، ثم اختاروا مناطق في مصر بعد «نصيحة» المسؤولين. وسواء جاء ذلك بناء على نصيحة أو قراراً فردياً، المهم أنه يصبّ في صالح السياحة، إذ يرى من خلاله جمهور الدراما في العالم العربي مناطق جديدة ومختلفة بعيدة عن الحارات والعشوائيات التي انتشرت في أعمال درامية عدة في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل الشيخ صالح يعقد قران ابنته في أسوان. كذلك كان لا بد من تغيير أماكن التصوير التي حفظها الجمهور بسبب التكرار رغم اختلاف الموضوعات والزمن، ولكن الأمر يختلف في «واحة الغروب» الذي كان مُحدداً لأماكن التصوير، نظراً إلى طبيعة العمل التي فرضت ذلك.

تابعت: «يبدو أن الدولة قررت أخيراً الاهتمام بالدراما والفن في دعم السياحة والحفاظ على الهوية المصرية، إذ خرجت أعمال درامية عدة من موسم رمضان للعرض في وقت آخر في محاولة للحد من حضور الدراما التركية والهندية على القنوات الفضائية».

من جانبه، أكَّد د. عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية «مسافرون للسياحة»، أن المسلسلات التلفزيونية أصبحت لاعباً رئيساً في تنشيط السياحة لأية دولة، ويجب على صانعي الدراما المصرية أخذ ذلك في الحسبان، مضيفاً أن الدراما المصرية في رمضان تستحوذ على نسب مشاهدة مرتفعة جداً، خصوصاً في العالم العربي وبين الجاليات العربية في مختلف دول العالم، وهذه فرصة جيدة للصانعين لتقديم مسلسلات تصوَّر في مدن ومناطق سياحية وأثرية عدة منحها الله لمصر دون غيرها، ليكون ذلك أفضل السبل لدعم السياحة بعيداً عن مسلسلات البلطجة والدم التي أضرت بصورة مصر وبالسياحة.

ورأى الناقد طارق الشناوي أنه لا يمكن الحكم على قرار التصوير داخل مصر إلا بعد مشاهدة هذه الأعمال والتأكّد من الضرورة الدرامية، ولكن النجاح مُعدٍ وما حققه «غراند أوتيل» من نجاح كبير جعل صانعين عدة يذهبون إلى أماكن التصوير نفسها أو أخرى مشابهة لها ظناً منهم بأنها كانت أحد أسباب النجاح.

وأضاف الشناوي: «أياً كان السبب، في النهاية يصبّ في صالح السياحة وتعريف الجمهور العربي بأماكن جديدة في مصر».