نور الشريف... الفيلسوف العاشق (9 - 30)

الطاووس

نشر في 04-06-2017
آخر تحديث 04-06-2017 | 00:04
فور عودته من الإسكندرية، اتجه محمد جابر إلى بيت شقيقته عواطف، التي كانت استعدت للسفر، وهو يكاد يطير فرحاً. ما إن وصل حتى حكى لها ما لا يزال يظنه حلماً، وجلسا معاً يفكران في اختيار اسم فني للنجم الجديد، حتى استقرا على «نور الشريف» المشتق نصفه الأول من اسمه بين عائلته وأصدقائه «نور» فيما نصفه الثاني من نجمهما المفضل «عمر الشريف» ليصبح الاسم الفني الجديد لمحمد جابر «نور الشريف»، وإن كان وقّع عقد المسرحية باسمه الحقيقي في الأوراق الرسمية.
جذب نور الشريف عين المخرج المثقف كمال عيد من التمرينات الأولى لمسرحية «روميو وجولييت»، والتي كان أصبح بطلها بعد اعتذار الفنان كرم مطاوع عن دور «روميو»، كذلك أسند دور «جولييت» إلى سعاد حسني بعدما اعتذرت زيزي البدراوي عن عدم القيام به. كبرت سعادة نور، فهو سيقف على خشبة المسرح إلى جانب «سندريلا الشاشة»، وهي بالتأكيد «جولييت». غير أنها اعتذرت لانشغالها في هذا التوقيت بتصوير خمسة أفلام دفعة واحدة هي: «للرجال فقط، وحكاية جواز، وليلة الزفاف، والمغامرون الثلاثة، والثلاثة يحبونها»، فقرر المخرج المغامر أن يسند الدور النسائي إلى وجه جديد، كما الدور الرجالي، واختار الممثلة الشابة سناء ماهر، لتشاركهما كوكبة من الممثلين الكبار من بينهم عزيزة حلمي، وعبد الرحيم الزرقاني، ونعيمة وصفي. وراحت الصحف والمجلات تكتب عن الاكتشاف الجديد للمخرج كمال عيد، «الوجه الجديد نور الشريف».

لم يصدق نور نفسه، تقاضى نصف أجره عن المسرحية، خمسة وسبعين جنيهاً، أي أنه جنى ثروة من عمله في التمثيل، كذلك أصبح حديث الصحف والمجلات، هو النجم الجديد الذي سيقدم للمسرح العالمي دور «روميو»، ما انعكس بشكل كبير على نفسيته. حتى أنه كان يمشي في الحي منتفخ الأوداج رافعاً رأسه إلى أعلى، محاولاً تقليد نجوم السينما، متعمداً أن يجلس كل يوم على أحد مقاهي الحي، وفي يده صحيفة أو مجلة من تلك التي تنشر صورته، وقد فتحها على صورته ووضعها أمامه فوق طاولة المقهى، ليراها النادل ويقوم بالمطلوب وفق اتفاق نور معه، في مقابل «بقشيش» معتبر.

اقترب النادل من طاولة نور، وأمسك المجلة بيديه وفتحها على صورته، ورفعها عالياً وراح يدور بها جميع رواد المقهى وهو يتهلل فرحا:

= إيه ده... الله أكبر... صورة الأستاذ نور منورة الجرنال يا جدعان. الله أكبر ابن حتتنا الأستاذ نور طالع في الجرانين.

- إيه ياض يا جمعة الهيصة اللي أنت عاملها دي... في إيه؟

= الأستاذ نور يا عم أحمد.. بقى ممثل كبير وصورته طالعه في الجرانين.

- نور مين يا وله؟

= الأستاذ نور ده ياعم إبراهيم... ابن المعلم جابر الله يرحمه... وابن أخو عم إسماعيل النجار.

ـ ما شاء الله الله يرحم والدك يا ابني كان من خيرة الناس.

- وعمه كمان ما يتخيرش عنه.

= ألف نهار أبيض يا أستاذ... يا ألف سنة بيضا على حتتنا اللي بتطلع نجوم سيما... ألف مبروك يا عم إسماعيل لنجاح ابن أخوك.

- مبروك يا أسطى إسماعيل.

ـ ألف مبروك يا أسطى.

تعمد نور أن يجلس إلى المقهى المجاور لورشة نجارة عمه إسماعيل، وأن يثير النادل تلك الضوضاء، وأن يهنئ «الزبائن» عمه، لتصل إليه الرسالة بأن ما يفعله محمد سيأخذه إلى طريق كبير من الشهرة والنجومية.

إحساس النجومية

أراد محمد من خلال المشهد الذي ألفه وأخرجه بالقرب من «ورشة عمه» أن يقول له إن ذلك ما هو إلا البداية. غير أن ذلك كله لم يحرك ساكناً لدى إسماعيل، بل واصل عمله وهو يهزّ رأسه مبتسماً لمن يقدمون له التهنئة على ما حققه ابن أخيه، فلم تنطلِ تلك الحيلة على العم، ولم تجعله يرضى عن محمد أو يوافق على استمراره في المضي ضد رغبته. ولكن محمداً لم يطق أن يعامله عمه بطريقة التجاهل هذه، كما لم يطق إسماعيل أيضاً أن يظل غاضباً من ابنه الذي باع دنياه كلها لأجله. ما إن اقترب منه نور ونزل على يده يقبلها، حتى سحبها منه وأخذ محمداً وضمه إلى صدره، وراحا يبكيان معاً:

* مش قادر أعيش وأنت مش راضي عني يا بابا.

= أنا راضٍ عنك وأتمنى لك كل خير. لكن مش ممكن أرضى بالطريق اللي أنت ماشي فيه ده.

* ليه بس. ما أديك شوفت بعينك الناس بتعاملني إزاي... ودي أول حاجة أعملها... ولسه.

= أوعى تفتكر الشويتين اللي عملتهم أنت والواد جمعة القهوجي دول دخلوا عليا.

* آه يا عم إسماعيل يا جامد. طول عمرك ابن بلد وتفهم «الكوفت».

= أفهم وأفوت بمزاجي. لكن مش هو ده اللي كنت بتمناه لك. صحيح أنا راضٍ عنك ومسامحك. لكن هفضل مستني أنك ترجع عن اللي في دماغك وينصلح حالك... يا أستاذ نور الشريف.

* أنا فاهم تقصد إيه.

= مش مهم. زي ما اتخليت عن كلامي اتخليت عن اسمي.

* أنت عارف أن اسم إسماعيل وجابر جوه قلبي... ومن غيركم ولا أسوى أي شيء. صدقني يا عمي أنا مش ممكن هتهنى ولا هفرح بأي حاجة أحققها إلا لما أفرحك وأثبت لك إني ابن إسماعيل بجد مش بالاسم.

قبل أن يعامله المحيطون به، بدأ نور يعامل نفسه كنجم تنشر أخباره في الصحف والمجلات، وراح يجتهد في تمرينات «روميو وجولييت» بكل حماسة، ودرس الشخصية جيداً، وكله يقين بأنه إذا أخلص في تقديم الدور فإن الدنيا ستفتح له ذراعيها، وأن الشهرة بدأت تطرق بابه، فلا بد من أن يفتح لها ليأخذ حظه منها وفي الوقت نفسه ليثبت لعمه وعائلته أن اختياره من البداية كان صائباً.

كان حرصه على عمله جزءاً مهماً جداً لإثبات ذاته، لكن يبدو أن القدر أراد أن يؤجل هذه الخطوة المهمة في حياته، حيث فوجئ أثناء البروفة بالمخرج كمال عيد يأتي مكفهر الوجه غاضباً، ليلقي في وجهه بخبر توقف المسرحية نهائياً:

* أنت بتقول إيه يا أستاذ... إزاي الكلام ده؟

= ده اللي حصل يا نور للأسف... ما فيش ميزانية.

* مش عايزين بقيت أجورنا. ممكن نرجع اللي أخدنا... لا وكمان ممكن نلم من بعض كل واحد اللي يقدر عليه... بس العرض يطلع.

= كل اللي بتقول عليه أنا قولته وأكتر منه. لدرجة إني ما بقتش فاهم، هي المشكلة مشكلة فلوس؟ ولا فيه ناس نفسها العرض ما يطلعش.

* مين دول؟

= لو أعرفهم كنت واجهتهم. لكن للأسف ده مجرد احتمال.

ضياع الحلم

في لحظات طار الحلم وانتحر الأمل، وجلس نور الشريف في حجرته يبكي كما لم يفعل سابقاً. يبكي على الحلم الذي انتهى قبل أن يكتمل ويتذوق «حلاوته»، على الأمل الذي مات في صدره قبل أن يخرج ويثبت للدنيا كلها أن اختياره كان الأصوب، على النجومية التي وئدت قبل أن تولد.

مرت الأيام على نور الشريف ثقيلة صعبة، وكان لا يعرف سبب «عناد» الدنيا معه، ما سبب سوء الحظ الذي لازمه. ربما كان اسمه الفني الجديد، فتمنى لو أنه تخلى عنه وعاد إلى اسمه الأول لعل الحظ يدق بابه مجدداً. لكن من خلال قراءاته في الفلسفة وعلم والنفس، أيقن أن الحظ يمكن أن يكون «شماعة» يعلق عليها «الفاشلون» فشلهم...

عاد نور الشريف إلى دراسته، خصوصاً أنه لم يبق على تخرجه سوى عام، وراح يعطي كل وقته للدراسة، خصوصاً أنه لا يريد أن يتنازل عن ترتيب «الأول» على دفعته، لذا قرر أن يبتعد تماماً عن كل ما يمكن أن يشغله عن ذلك، حتى حياة الصعلكة التي يعشقها، ابتعد عنها، حتى فوجئ به صديقه صلاح السعدني يزوره في معهد التمثيل، ليقوم بدعوته لمشاهدة فيلمه الجديد الذي شارك فيه بدور مهم بعنوان «شياطين الليل» إلى جانب الفنان فريد شوقي وكل من هند رستم، وأمينة رزق، وشفيق نور الدين، وحسن حامد، والعمل قصة كمال إسماعيل وحواره، وسيناريو نيازي مصطفى وإخراجه. قدم فيه صلاح دور الشاب الثوري الذي يناضل ضد الاستعمار لأجل استقلال بلده ويستشهد في سبيل ذلك، فيما يتعاون شقيقه الأكبر فريد شوقي مع الإنكليز وأعوانهم في مصر.

ما إن خرجا من دار العرض، حتى التف بعض الجمهور حول صلاح السعدني يهنئه، وراح يصافحه بحرارة وحب، غير أنه التفت إلى صديقه نور الشريف فوجده يبكي:

= إيه ده يا ابني. أنت هتعمل زي الجمهور وصدقت إني مت بجد ولا إيه.

* لا أنا فرحان أوي بنجاحك ياله... بقالك جمهور ومعجبين لأنك بقيت ممثلاً بجد.

= إيه؟

* أيوا ما تتصورش أنا فرحان أد إيه والله يا صلاح... أنت بقيت ممثلاً رائعاً يخرب بيتك... ده أنا صدقتك. وكنت نداً لفريد شوقي.

= أنت كمان يا نور ممثل هايل. وأنا واثق أنه هييجي يوم وتأخد الفرصة اللي تستحقها.

* مش باين.

= بلاش تشاؤم يا ابن عم جابر.

* ماتخدش في بالك... وبعدين إحنا جايين نفرح بيك ولازم نحتفل بنجاحك النهاردة. أنا عازمك على أكلة كبدة عند «طاهر» اللي في باب اللوق ما حصلتش.

= لا يا عم، أنا أتاخرت لازم أروح المسرح... ماتيجي يا بني تشوف المسرحية. وبعدين دي بطولة حبيبك يا خويا... عبد المنعم إبراهيم.

* خلاص هاجي بكره بس تقبل العزومة النهاردة.

= لا يا سيدي هتأخر... أقولك خلي العزومة ليلة رأس السنة... وأهي قربت وتبقى مناسبة.

* هاهاها... وأنا موافق.

= بتضحك على إيه ياله؟

* لأن ليلة رأس السنة هتبقى في رمضان... أنت مش واخد بالك ولا إيه؟

= آي والله صحيح. خيبك الله... بس مين؟ أنت فاكر إني هسيبك يا ابن عم جابر... يبقى معزوم ع الفطار اليوم ده عندك في البيت... بس يلا بينا على المسرح القومي.

شارك صلاح السعدني في مسرحية «معروف الإسكافي» من تأليف محمود شعبان، وإخراج فاروق الدمرداش، إلى جانب عبد المنعم إبراهيم، وسهير المرشدي، وفايق عزب، وجمال شبل، وعبد الغني ناصر، ومحمود أبو زيد، ولاقت نجاحاً كبيراً، أكد من خلاله عبد المنعم إبراهيم أنه فنان من طراز فريد، له حضوره الخاص والمميز جداً، سواء على شاشة السينما أو فوق خشبة المسرح. كذلك ساهمت المسرحية في ترسيخ قدمي صلاح السعدني، كوجه جديد يشق طريقه تجاه النجومية بخطى ثابتة.

رمضان كريم

في ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر 1966، الموافق 18 رمضان 1386، وتنفيذاً للوعد الذي قطعه على نفسه، توجه صلاح السعدني لتناول الإفطار في بيت صديقه نور الشريف. طرق الباب ففتحت له عمة نور، واستقبلته بترحاب شديد، ليس لأنه أصبح ممثلاً مشهوراً له وجه مألوف، لكن باعتباره أحد الأصدقاء القليلين الذين يدخلون بيت نور، ويعيشون فيه كأنه بيتهم. ولم تكن المرة الأولى التي يزور فيها صلاح نوراً، كما كان يفعل الأخير معه، لذا كان لا بد من أن يلقى كل هذا الترحاب من العمة. أما نور فما إن رآه حتى تبدلت ملامحه، واصفر وجهه، وبدا عليه الارتباك:

= إيه يا ابني أنت زعلت أني جيت ولا إيه؟

* يا أخي زعلت أيه أنت كمان. أنا بفكر في الورطة اللي أنت حطيتني فيها دلوقت.

= ورطة إيه عليك اللعنة. هو مش برضه حضرة جنابك اللي عازمني ع الفطار ولا أنت نسيت.

* في الحقيقة نسيت.

= وأديني فكرتك وجيت... إيه المشكلة بقى؟

* المشكلة يا حبيبي أنك هتفطر «قرديحي» الست عمتي حفظها الله طابخلنا النهاردة فضلة خيرك «فول بقوطة».

= خيبك الله نفر من دون الأنفار. بقى أنا حمدت ربنا أني افتكرت عزومة النهاردة هرباً من المسقعة اللي عاملاها خالتك أم محمود. أقوم آجي آلاقي فول بقوطة. أمري لله... يظهر مكتوب علينا. طب قوم شوفلنا قوطيتين وكام خيارة نعمل السلطة. ولا أقولك بلاش.. ما الفول بقوطة فيه كل حاجة. أنت مالك متنح كده ليه.. ما خلاص.

* لا أنا جاتلي فكرة. هو فاضل أد إيه على المدفع.

= أهو يجي تلتين ساعة.

* طب قوم بينا.

= على فين؟

* هفطرك لحمة.

= فين يا ابني دلوقت؟

* عند نبيل الهجرسي. الواد ده غني وبيفطروا كل يوم لحمة.

= بالذمة ده اسمه كلام نطب على الراجل في بيته ونقول له جايين نفطر عندك لحمة.

* لا يا أخي. إحنا هننزل الشارع نكلمه في التلفون من تحت بيته ونقول له إحنا عازمينك على الفطار بره... ونبيل ما بيحبش ياكل بره. هيقوم يقولنا طب ماتيجوا أنتوا تفطروا معايا في البيت... بس وفي ثواني نكون عنده.

= آه يا ابن ال... العم جابر.

نجحت الخطة التي رسمها نور الشريف، وتناول الإفطار وصلاح السعدني في بيت نبيل الهجرسي، وكما توقع، كل أنواع اللحوم والطيور، وجلسوا بعده يتجاذبون أطراف الحديث مع شرب الشاي وتناول أصناف من الحلويات الشرقية. ما إن اقتربت الساعة من الثامنة مساء، حتى بدا الارتباك يظهر على نبيل، وراح ينظر في ساعة يده كل دقيقة، حتى لاحظ نور والسعدني ذلك، فبادره صلاح:

= لا ماتبصش في الساعة. إحنا ولامؤاخذة ضيوف زي ما تقول كده بعيد عن البيت وصحابه رزلين. يعني مش هنقوم من هنا إلا على صلاة الفجر إن شاء الله بعد تناول السحور.

- أنا مش عارف أقولكم إيه يا جماعة. أنا والله نفسي بس...

* بس إيه؟ في إيه يا نبيل متقول.

- في الحقيقة أنا عندي معاد الساعة تمانية ونص مع المخرج محمد فاضل في التلفزيون... ولازم أروح.

= خيبك الله مش كنت تقول من الأول... يلا هم... قوم ألبس علشان تلحق معادك.

- مش عارف أقولكم إيه والله.

* عيب يا نبيل إحنا بينا الكلام ده... قوم يا عم خليك تشوف مصلحتك.

- طب أنا عندي فكرة. ما تيجوا معايا وأهو يمكن يكون فيه خير لنا كلنا.. وبعد المقابلة أنا عازمكم يا عم على السحور في الحسين.

* أنا ما عنديش مانع.

= وأنا موافق بس بشرط.

- شرط إيه؟

= تبر بوعدك بالسحور في رحاب ابن بنت النبي عليه الصلاة والسلام.

مجاملة لصديقهما نبيل الهجرسي، ذهب نور وصلاح لمقابلة المخرج محمد فاضل. كان الأخير مشغولاً بمشروع كبير للتلفزيون المصري بتكليف من وزير الإرشاد آنذاك أمين هويدي، وهو مسلسل أسبوعي اجتماعي بعنوان «القاهرة والناس». كان يلتقي يومياً المؤلفين عاصم توفيق ومصطفى كامل، ويعقد الثلاثة جلسات يومية في مبنى التلفزيون لمقابلة مجموعة من الممثلين والوجوه الجديدة، ثم اختيارهم في أدوار المسلسل الذي يجسد معاناة كل جيل، في أكثر من أسرة من سكان القاهرة، تلك المدينة التي تعيش في أهلها، وتعكس نفسها عليهم، كما ينعكس سلوكهم عليها.

الخروج من الاكتئاب

بعد إلغاء عرض مسرحية «روميو وجولييت» دخل نور في طور اكتئاب. حرص على أن يتجنّب نظرات كل من حوله، المقربون والأصدقاء، من يعرفهم ومن لا يعرفهم، كي لا يرى في أعينهم نظرات شماتة على فشله، وضياع النجومية التي تعلق في «حْبالها» من دون أن يدري أنها متهالكة، فأخذته وسقطت. غير أن عمه إسماعيل تعمد أن يضع عينيه في عينيه، وأن يسأله على غير المتوقع:

= أخبار «روميو» إيه يا فنان؟

* الحمد لله يا عمي شغالين... هانت.

= شغالين في أنهي ورشة؟

* ورشة... تقصد إيه يا عمي؟

= مش عيب عليك. أنت مكسوف مني ولا فاكر أني ممكن أشمت فيك.

* حضرتك عرفت؟

= هو أنا عندي حاجة أعرفها غير أخبارك؟

* موتوا الحلم قبل ما يتولد يا عمي.

= صحيح أنا لسه عند رأيي ومش عجباني السكة اللي أنت ماشي فيها... لكن كمان عارف أنك عنيد... ومش هتسيب الحلم يضيع منك.

* ياااه... ما تتصورش يا عمي كنت محتاج أسمع الكلمتين دول منك أد أيه.

ارتمى نور في حضن عمه إسماعيل وبكى، وكأنه يغسل همومه، ويجدد أمله في الحياة، ويستمد منه القدرة على الإصرار على مواصلة المشوار مجدداً.

البقية في الحلقة المقبلة

المخرج كمال عيد طالب محمد جابر باختيار اسم شهرة له

الهجرسي فوجئ بنور وصلاح على الإفطار فصحبهما معه إلى المخرج محمد فاضل

نور الشريف عاش حالة «النجومية» ليثبت لعمه أنه في الطريق الصحيح

الأيام مرت على الشريف ثقيلة وصعبة وكان لا يعرف سبب «عناد» الدنيا معه

ضياع الحلم الأول في حياة نور الشريف بسبب إيقاف «روميو وجولييت»
back to top