مصر والسودان لإنهاء «الشد والجذب» والجبير في القاهرة اليوم لتنسيق المواقف
توقيف تكفيريَيْن في سيناء... والسيسي إلى ألمانيا الأسبوع المقبل
بعد أسابيع من التوتر بين القاهرة والخرطوم، دعا وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري أمس السبت، إلى إنهاء حالة "الشد والجذب" بين البلدين الشقيقين، لافتاً إلى ضرورة الاتفاق على آليات جديدة وفتح صفحة جديدة بين البلدين.شكري، الذي التقى الغندور في مقر الخارجية المصرية بالقاهرة، قال إننا نقدر الجهود، التي يبذلها السودان كما تحرص مصر على المصالح السودانية، وذلك رداً على حديث الغندور بشأن قرار فرض رسوم تأشيرة دخول المصريين إلى السودان، والذي اتخذته الحكومة السودانية مطلع أبريل الماضي، وفسره الغندور أمس السبت، بأنه رغبة من حكومته في الرد على الاتهامات المصرية بدخول إرهابيين مصريين إلى أراضيها، حيث قال الغندور: "القرار ليس وليد اللحظة، ولا نتراجع عنه، ولكني وضعت الأمر أمام الأجهزة التي ستحدد مسار الأزمة".من جانبه، نفى الوزير السوداني، وجود تصعيد من الجانب السوداني ضد الشقيقة مصر، لافتاً إلى أنه تم وضع التفاصيل كاملة أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأضاف الغندور: "تعليق دخول المنتجات الزراعية المصرية إلى السودان، هو أمر فني، جاء في التوقيت الخاطئ، وستتم مناقشة الأمر بشكل فني". وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استقبل وزير الخارجية السوداني، أمس السبت، وتناول اللقاء عدداً من القضايا المهمة محل نقاش البلدين، إلى جانب بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
مديرة تحرير الشؤون العربية في مركز الأهرام أسماء الحسيني، قالت لـ"الجريدة": "اللقاء يستهدف بشكل رئيسي تهدئة وتلطيف الأجواء بين البلدين، بعدما توترت خلال الفترة الماضية"، ورجّحت تغير النبرة العنيفة للسودان. إلى ذلك، وفي ظل استمرار التنسيق الكامل في المواقف بين القاهرة والرياض، من المُقرر أن يُجري الوزير شكري مشاورات سياسية مهمة مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، اليوم في القاهرة.وقال مصدر رفيع لـ"الجريدة": "زيارة الجبير ستُناقش تطورات الأوضاع على الساحة العربية خصوصاً في سورية واليمن وليبيا، إلى جانب تنسيق الرؤى بين البلدين لمواجهة محاولات شق الصف الخليجي، في ظل فشل مساعي الصلح التي قادتها دولة الكويت أخيراً"، وتابع المصدر: "مصر والمملكة السعودية تنسقان لإصدار قرار عربي من الجامعة العربية ومجلس الأمن يفرض عقوبات على الدول الداعمة للإرهاب".أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، جهاد عودة قال لـ"الجريدة": "اللقاء هدفه التنسيق بين الدولتين لبحث قرارات قمة الرياض التي حضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب".إلى ذلك، يبدأ الرئيس السيسي الأسبوع المقبل زيارة مهمة إلى برلين يشارك خلالها في القمة (الإفريقية – الألمانية) التي تستضيفها العاصمة الألمانية ١٢ الجاري، تلبية لدعوة من المستشارة آنجيلا ميركل، وقال خبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، إن القاهرة تتبع سياسة خارجية منفتحة جداً خصوصاً على دول الاتحاد الأوروبي، وأضاف لـ"الجريدة": "الرئيس السيسي مُعجب بالتقدم التكنولوجي في ألمانيا ويريد الاستفادة من الجانب الألماني عبر تبادل الخبرات خصوصاً في ظل اهتمام ألمانيا بإفريقيا".على صعيد آخر، وفيما له صلة بالتحركات المصرية إزاء الملف الليبي، علمت "الجريدة" أن القاهرة تقود جهوداً دولية في الوقت الحالي، للوصول إلى حل للأزمة، حيث تنظم لجنة مُكافحة الإرهاب في مجلس الأمن، برئاسة مصر، اجتماعاً مشتركاً مع لجنة عقوبات داعش والقاعدة ولجنة عقوبات ليبيا حول "تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا" أواخر يونيو الجاري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.ميدانياً، وفيما له صلة بتطورات الأوضاع الميدانية في سيناء، أوقفت قوات إنفاذ القانون في الجيش الثالث الميداني، عنصرين ممن يقدمون الدعم الإداري للعناصر الإرهابية، ويتولون أعمال الرصد والمراقبة ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، وقال الناطق العسكري في بيان له أمس الأول: "القوات أحبطت محاولة تهريب كمية من أنابيب الغاز السام التي تستخدمها العناصر التكفيرية في أعمالها العدائية ضد قوات إنفاذ القانون"، وقال مصدر أمني لـ"الجريدة": "القوات ترفع من درجة جاهزيتها تحسباً لأي محاولات للنيل من عناصر قوات الجيش والشرطة بعد التحركات الأخيرة في ليبيا".