السنوات تجري والعمر يمضي كطرقعة الأصبع، هكذا طك. وإلا فمن يصدق أن هذه الفرفورة "جريدة الجريدة" أتمت عامها العاشر، وهي التي وُلدت البارحة أو الليلة التي قبلها.

وأتذكر ما كتبته في مقالتي الأولى هنا، في عام 2009، بعنوان "باشل حبك معي"، عندما كان القلم يجري على سطور الصفحات ضاحكاً، من دون أن يلتفت خلفه خوفاً من طعنة ظهر أو شكوى يعقبها سجن أو غرامة. أقول: أتذكر مضمون ما كتبته في مقالتي الأولى هنا، وما قلته عن هذه الصبية العفية، بنت الذوات، التي تلقت تعليمها في مدارس فرنسية، وتضع الـ"آي بود" على أذنيها وهي تسير قفزاً، وتعتبر الكاكاو من أساسيات الحياة.

Ad

هي فعلاً بنت ذوات، ربّاها أهلها على ألا تفتري ولا تردح ولا تطعن في الأعراض عند الخصومة. ربّاها أهلها على أن يبقى الاختلاف السياسي في ميدان السياسة، ولا يتعداه إلى غرفة نوم الخصم أو صالة بيته. ربّاها أهلها على أن تحرص على إبراز ما يثبت صحة كلامها، وعلى الترفع عن بذاءة البذيء ودناءة الدنيء. ربّاها أهلها على أن الأمن الاجتماعي الوطني يجب أن يُحفظ في مكان عالٍ بعيداً عن الأهواء والعنصرية، لذلك شاهدنا موقفها المشرف في قضية الجنسيات، والقضايا المشابهة، كقانون العزل السياسي، وغيره.

اختلافي مع سياستها الخارجية يراه الأعمى ويسمعه من في أذنه "صممُ" ويفهمه من في عقله "عبطُ"، لكن الفضاء واسع، والحريات مقدسة، وكل عام وأنتِ بخير أيتها الفاخرة.