«الحشد» يسيطر على البعاج ولا يتراجع عن تهديد الرياض

● «كتائب الإمام» تتبرأ من حرق «أبوعزرائيل» جثة «داعشي»
● الجيش يفض نزاعاً عشائرياً بالبصرة

نشر في 04-06-2017
آخر تحديث 04-06-2017 | 18:20
تمكنت قوات «الحشد الشعبي» المكونة من فصائل شيعية تدين أغلبيتها بالولاء لإيران، من إحكام سيطرتها على قضاء البعاج شمال غرب البلاد، لتعزز وجودها على الحدود السورية، حيث تنوي الانحدار جنوباً باتجاه معبري القائم والوليد.
في تطور ميداني جديد، أعلنت قوات الحشد الشعبي العراقية، المكونة من فصائل شيعية تدين أغلبيتها بالولاء لإيران أمس، استعادتها قضاء البعاج قرب الحدود السورية غرب محافظة نينوى، من سيطرة تنظيم «داعش».

واقتحمت فصائل «الحشد» صباح أمس من ثلاثة محاور مركز قضاء البعاج الذي يقع جنوبي جبل سنجار على الحدود العراقية ـ السورية، ويقابله من الجانب السوري محافظة الحسكة.

وكانت قوات «الحشد» بدأت في 12 مايو الماضي، عملية باتجاه منطقتي القيروان في قضاء سنجار والبعاج في القضاء الذي يحمل الاسم نفسه، الواقعتين غرب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى. وأعلنت في 23 مايو الماضي، تحرير القيروان بالكامل.

المهندس

ووصف نائب رئيس هيئة «الحشد» المدعو أبومهدي المهندس، المطلوب في الكويت بتهمة ارتكاب عمليات إرهابية في ثمانينيات القرن المنصرم، عملية تحرير البعاج بـ «الإنجاز النوعي والكبير».

وبعد فيديو له انتشر بكثافة يهدد فيه بالوصول الى العاصمة السعودية الرياض، رفض المهندس، ضمناً التراجع عن هذه التصريحات، مؤكدا أمس أن «قوات الحشد ستتابع الإرهاب خارج العراق اذا كان يهدد الأراضي العراقية والأمن القومي العراقي».

وفي تطور جديد، كشف المهندس الذي يحمل الجنسية الإيرانية أن «الحشد سيتوجه الى المناطق غير المطهرة مثل غرب نينوى طريق الموصل تكريت، وشرق الشرقاط، وبعض مناطق بيجي وبعض المناطق التي يتواجد بها داعش في الأنبار».

ولفت الى أن مهمة الحشد الشعبي كانت «قطع تلعفر عن الموصل وسورية والأنبار، والاشتراك مع الشرطة العراقية والجيش في حصار غربي الموصل بمنطقة بادوش»، مؤكدا «الآن جئنا الى الحدود لمحاصرته وتطويقه باتجاه تنظيف الحدود كاملة حتى تطهير ما تبقى بداخل العراق».

العامري

من جانبه، أعلن القيادي البارز في «الحشد» هادي العامري أمس، أن قوات الحشد مستمرة في «تطهير» الحدود العراقية - السورية بشكل كامل حتى معبر الوليد بمحافظة الأنبار على مثلث الحدود العرقية ـ السورية ـ الاردنية.

وبشأن التنسيق مع الجانب السوري، أوضح العامري «هناك تنسيق مع كل من يقاتل الإرهاب ويتواجد في الحدود السورية».

وعن الضربة الأميركية التي استهدفت في التاسع عشر من مايو الماضي، ميليشيات عراقية تقاتل الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد داخل سورية، اعتبر العامري أن هذا القصف كشف الموقف الأميركي الحقيقي الذي يبين أنهم داعمون للإرهاب وداعش.

حي الزنجيلي

وفي الموصل، باتت القوات العراقية تسيطر على نحو تسعين في المئة من الجانب الغربي من المدينة حيث تواصل التوغل لاستعادة كامل سيطرتها على ثاني أكبر المدن العراقية.

وأعلنت الشرطة الاتحادية أمس سيطرتها على %60 من حي الزنجيلي في وسط الموصل على تخوم المدينة القديمة.

في غضون ذلك، أعلنت الأمانة العامة لميليشيا «كتائب الإمام عليّ»، الشيعية المتطرفة المنضوية في «الحشد»، تبرؤها من أيوب فالح الربيعي الملقب بـ»أبوعزرائيل» وهو أحد قادة الكتائب، بعد أن انتشر مقطع فيديو له في وهو يقوم بحرق جثة قال إنها لمسلح في تنظيم «داعش».

ووصفت الأمانة في بيان ما قام به أبوعزرائيل بأنه «عمل شنيع لا يمتُّ إلى الإسلام والإنسانية ولا إلى مدرسة أهل البيت بصِلة ويسيء إلى تشكيلنا وإلى مؤسسة الحشد المقدّسة». وأشار إلى أن «أنّنا لن نحمي أو نُدافع عن مرتكبي هكذا أفعال، والقانون يأخذ مجراه، ونحن نُدافع عن بلد ونحمي أفراده ونحترمُ الحقوقَ والقوانينَ والشرائع»، واضاف: «نُعلنُ براءتنا من هكذا أفعال، لا تُمثّلُ إلا ردّةَ فعل صاحبها فحسب، وسنقومُ بمعاقبة القائمينَ بمثل هذه الأفعال عقاباً رادعاً».

ونفى أبوعزرائيل تبرؤ «الكتائب» منه، وقال لشبكة رووداو الكردية إن بيان الأمانة العامة «يستنكر ويشجب فقط»، وأضاف: «ما زلتُ قيادياً في الكتائب، وأخوض معارك ضد إرهابيي داعش في الموصل».

وحول هوية الجثة التي أقدم أبوعزرائيل على حرقها، قال إن «هذه الجثة تعود لإرهابي من داعش يدعى أبوالدرداء، وهو مسؤول عن ذبح مئات المواطنين»، متسائلاً: «هل كان علي بعد كل هذا أن أقدم له المشروبات الغازية!».

عشائر البصرة

في سياق آخر، فضّت قوات من الجيش العراقي بالقوة، نزاعا عشائريا مسلحا، شمال شرقي محافظة البصرة جنوبي البلاد. وقال الملازم محمد خلف، الضابط في الجيش العراقي في تصريح صحافي، إن «اشتباكا مسلحا اندلع، السبت، بين عشيرتي بني سكين وبني سعد، في منطقة الهارثة شمال شرقي محافظة البصرة، استخدمت خلاله أسلحة خفيفة ومتوسطة». وأشار خلف، إلى أن «الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي البصرة وميسان، أغلق أمام حركة المرور بسبب كثافة النيران خلال الاشتباكات بين العشيرتين». وأضاف أن «قوات الجيش التابعة لقيادة عمليات البصرة، فرضت طوقًا أمنيًا في محيط منطقة الاشتباكات، وفضّت النزاع المسلح باستخدام الهراوات وإطلاق النار في الهواء». وأكد «اعتقال عدد من المسلحين، ومصادرة قطع مختلفة من السلاح غير المرخص».

back to top