زوجة حسن الصائغ تطير بولديها إلى بلاد الـ «واق» (10 - 30)
تصل شهرزاد في هذه الحلقة إلى جزء مهم من قصة حسن البصري الصائغ، الذي أوصى أمه بالحفاظ على زوجته الجميلة، التي هي ابنة أقوى ملوك الجان، وألا تسمح لها بالخروج، إلى أن يعود من سفرته. لكن الزوجة أصرّت على الذهاب إلى الحمام، وحينما فعلت ذلك رأتها جارية تعمل لدى «زبيدة» زوجة الخليفة هارون الرشيد وأعجبت بحسنها ودلالها وحدثت عنها «زبيدة» زوجة أمير المؤمنين.
لما كانت الليلة التاسعة والأربعون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن زوجة حسن كانت بالمصادفة على مقربة منه وهو يوصي والدته في شأنها، ثم دقَّ الطبل وحضرت النجائب، وسافر عليها قاصداً أخواته البنات الجنيَّات، ومعه تلك التُحف والهدايا التي اشتراها لهن، اعترافاً بجميلهن، وفاضت دموعه عند الوداع، كما فاضت دموع والدته وزوجته وولديه ناصر ومنصور. ولم يزل مسافراً ليلاً ونهاراً في أودية وجبال مدة عشرة أيام، وفي اليوم الحادي عشر وصل إلى قصر أخواته، ففرِحن برؤيته غاية الفرح، وشكرنَه على هداياه، وأعددن له المقصورة التي كان مقيماً بها في القصر، وزاد سرورهن لما علمن منه بأن والدته وزوجته بخير وعافية، وأنه رُزق من زوجته بولدين، أحدهما عمره سنة، والآخر عمره سنتان. وكانت أخته الصغرى أشدهن فرحاً بسلامته وسعادته، وعلم من أخواتها أنها لم تكن تغفل عن ذكره، وكثيراً ما كانت تبدي أسفها على فراقه، وبقي حسن مدة ثلاثة أشهر، وهو يعيش مع أخواته البنات الجنيات، بين مآدب وحفلات في القصر والبستان، ورحلات للصيد والقنص في الغابات والوديان.أما زوجته فإنها بعد سفره من بغداد، انتظرت يومين ثم توجهت إلى والدته في اليوم الثالث وأخذت تبكي. لما سألتها عما يبكيها، قالت لها: هل يرضيك يا سيدتي أن أقيم ثلاث سنوات في بغداد ولا أدخل الحمام مرة؟ فقالت لها والدته: أنت تعلمين يا بنتي أننا غريبتان، ولا معرفة لي بالحمامات التي في المدينة، فاصبري حتى يرجع زوجك وتبلغي مقصودك بواسطته، فهو لا يرفض لك طلباً، وعندك حمام الدار فيه الكفاية حتى يحضر بسلامة الله.لما سمعت الزوجة كلام والدته، أمعنت في البكاء وقالت لها: إن الجارية المشتراة بالمال للخدمة، لا يمكن أن ترضى بمنعها من التوجه إلى الحمام الذي يعجبها في المدينة، وولدك معذور في حرصه على عدم خروجي من الدار هذه المدة الطويلة، لأنه شديد الغيرة عليّ، ولكن النساء، فيهن الطيبة التي تحافظ على كرامة زوجها وتكنّ له الوفاء حاضراً وغائباً، كما أن فيهن الخبيثة التي لا يمكن منعها من الخيانة بأية وسيلة.
وظلت تبكي وتندب حظها وغربتها، حتى رقَّ لها قلب والدة زوجها، فرضيت بأن تأخذها إلى حمام المدينة في اليوم التالي، وكان الحمام الذي دخلتاه في موضع قريب من قصر الخليفة هارون الرشيد، وفي كل يوم تدخله كثيرات من جواري القصر وغيرهن من نساء المدينة. لما وقعت أعينهن على زوجة حسن الصائغ، بعدما خلعت ثيابها في الحمام، بهرهن جمالها، وأخذن يتحدثن بما هي عليه من صورة بهية، وقامة سمهرية، وفتنة وجاذبية، وسرعان ما انتقل حديثهن إلى الدور والقصور المجاورة، فأقبلت على الحمام عشرات من السيدات والجواري، ليتفرجن على ذلك الجمال الذي ليس له مثال، وكانت في مقدمة الحاضرات «تحفة» العوَّادة جارية الخليفة، فلما رأت زوجة حسن، عجبت من فرط جمالها، وحسن قدها واعتدالها، وبقيت طوال الوقت وهي تتأمل في محاسنها، وتسبح خالقها ومصورها...
زبيدة زوجة الرشيد
لما فرغت زوجة حسن من الاستحمام، ولبست ثيابها وتزيَّنت بحُليِّها وجواهرها، زادت جمالاً وفتنة للأنظار، ولم يسع «تحفة» العوَّادة أن تفارقها، فصحبتها ووالدة زوجها حتى وصلتا إلى دارها، ثم ودعتهما بعدما عرفت الدار، ورجعت إلى قصر الخليفة، حيث دخلت على السيدة زبيدة زوجة الخليفة، فقبلت الأرضَ بين يديها، وقالت لها: عفوك يا مولاتي لتأخري في الحمام، وأنا والله ما خلعت ثيابي ولا حتى غسلت شعري هناك، لأني شُغلت عن ذلك بأعجوبة من أعاجيب الزمان. ثم أخذت تصف للسيدة زبيدة ما رأته من جمال زوجة حسن وكمالها، ثم قالت لها: ما أظن يا مولاتي أن أحداً رأى مثلها في حسن صورتها وسحر فتنتها، وإني لأخشى أن يسمع أمير المؤمنين بها، لأنه إن رآها لا بد من أن يبهره حسنها، ويتمنى أن تكون في قصره. فقالت لها السيدة زبيدة: ما اسم زوج تلك الجارية، وأين تقيم؟ فأجابت: زوجها تاجر من البصرة اسمه حسن، وهي وأمه تقيمان في الدار التي كانت للوزير السابق، ولها بابان: أحدهما يطل على النهر، والآخر يفتح على البستان الملحق بها.لما كانت الليلة الخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن السيدة زبيدة لما سمعت ذلك الكلام من الجارية تحفة العوادة، قالت لها: ويلك يا تحفة! أتظنين أن تلك الجارية من الحسن بحيث يفتتن بها أمير المؤمنين؟ والله لا بد لي من مشاهدتها، فإن لم أجدها كما وصفت أمرت بقتلك، وإن وجدتها تفوق حقاً كل مَن في القصر من الجواري الثلاثمئة والستين، أمرت لك بمكافأةٍ طيبة لأنك نبهتني إلى خطرها.فقالت لها تحفة: والله يا مولاتي إن بغداد كلها، بل الدنيا كلها، ليس فيها من تداني تلك الجارية، فأرسلت السيدة زبيدة في طلب مسرور السياف. لما حضر إليها، وقبَّل الأرض بين يديها، قالت له: اذهب إلى دار الوزير التي على شاطئ النهر، وأحضر الزوجة المقيمة فيها وولديها ووالدة زوجها، فقال: سمعاً وطاعة. لما وصل مسرور إلى دار حسن الصائغ، طرق الباب، ففتحته له والدة حسن، ورحَّبت به لما علمت أنه رسول أمير المؤمنين، ثم سألته عما يريد، فقال لها: إن السيدة زبيدة زوجة الخليفة تدعوك وزوجة ولدك وولديهما، فقالت له: أمر زوجة الخليفة مُطاع، ولكن ولدي غائب في سفر الآن، ولم يأذن لنا في مغادرة الدار خلال غيبته، ومتى حضر بإذن الله، نتوجه إلى قصر السيدة زبيدة، ونتشرف بمقابلتها.فقال لها: لا يمكنني أن أرجع من غيركم، فبكت وقالت له: إن ولدي إذا رجع وعلم بمغادرتنا الدار من غير إذنه فلا بد من أنه يقتلنا أو يقتل نفسه، فبالله عليك يا ولدي لا تكلفنا ما لا نطيق، فقال مسرور: لا تخشي شيئاً يا سيدتي، ولو إني أعلم أن في هذا الأمر أي خطر عليكم ما أصررت على أخذكم معي، وثقي بأنكم لن تجدوا إلا كل تكريم، ثم أردكم إلى هنا سالمين بإذن الله.لما رأت أنه لا بد من تنفيذ الأمر، دخلت على زوجة ولدها، وأخبرتها بما حدث، ثم خرجتا ومعهما ولدا حسن، وتوجهوا إلى قصر السيدة زبيدة في صحبة مسرور السياف، وهناك أدخلهم عليها، فقبلوا الأرض بين يديها، ودعوا لها، وكانت زوجة حسن ما زالت مستورة الوجه، فقالت لها السيدة زبيدة: أما تكشفين عن وجهك لأنظره؟ فقالت: سمعاً وطاعة. ثم كشفت وجهها فأشرق بالضياء كأنه البدر في الليلة الظلماء.وأخذت السيدة زبيدة وجواريها يتأملن متعجبات في جمالها، ولا يقدرن على الكلام لفرط دهشتهن، وبعد ذلك قامت السيدة زبيدة وضمت زوجة حسن إلى صدرها ثم أجلستها بجانبها، وأمرت لها بعقد من أنفس الجواهر، وفستان من أفخر الملابس، كذلك أمرت بهدايا ثمينة لولديها وجدتهما، ثم قالت لها: إنك أعجبتني بحسنك الباهر وأدبك الوافر، وأريد أن تحدثيني عن أهلك وبلدك.قالت زوجة حسن للسيدة زبيدة: إنني يا مولاتي لا أقدر أن أظهر لك أصلي وفصلي، إلا إذا لبست ثوبي المصنوع من الريش، وهو عند والدة زوجي، لكنها لا ترضى أن تعطيني إياه، فالتفتت السيدة زبيدة إلى والدة حسن وقالت لها: أريد أن تعطي زوجة ولدك ثوبها الريش كي تلبسه وهي عندي، فقالت لها والدة حسن: لا تصدقيها يا سيدتي فليس عندي أي ثوب لها كالذي وصفته، ولا أعرف عنه أي شيء، ثم ضحكت وقالت: هل هذا معقول؟ وهل سمع أحد بوجود ثوب من الريش؟لما سمعت زوجة حسن كلام والدته، قالت: الثوب الذي أعنيه، محفوظ في صندوق من الحديد، مدفون في القاعة الفلانية في دارنا، فأصرت والدة حسن على إظهار الدهشة وادعاء أنها لا تعرف عنه شيئاً، وعبثا حاولت السيدة زبيدة أن تغريها بالهدايا الثمينة ومنها عقد من الجواهر النادرة نزعته من عنقها وأعطتها إياه. ولما رأت أن هذا كله لم يزحزحها عن إنكارها، غضبت ونادت مسرور السياف وقالت له: اذهب فوراً إلى الدار التي أتيت بهؤلاء منها، وأبحث في القاعة الفلانية عن صندوق من الحديد مدفون تحت أرضها، وأحضره هنا بما فيه، فقال: سمعاً وطاعة، وانصرف لتنفيذ الأمر الذي تلقاه.هروب زوجة حسن
لما كانت الليلة الحادية والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن مسرور السياف لم يلبث غير ساعة ثم عاد إلى مجلس السيدة زبيدة ومعه الصندوق الحديد المطلوب، فلما رأته والدة حسن أخذت في البكاء، وندمت على سوء تصرفها إذ سمحت لزوجة ابنها بالخروج إلى الحمام، وقالت لنفسها: لو أنني نفذت وصية ولدي ولم أسمح لزوجته بالخروج من الدار، ما وقع هذا المحظور، ولكن هكذا أراد الله، ولا مرد لما قضاه. أما زوجة حسن، فإنها لما رأت الصندوق أمامها، فرحت فرحاً شديداً، وقامت ففتحته وأخرجت منه ثوبها الريش، وقدمته للسيدة زبيدة، فأخذت تقلبه بين يديها، وتملأ من جمال صنعه عينيها، ثم أرجعته إليها، وقالت لها: ها قد جاء ثوبك المطلوب، فألبسيه، وحدثيني بحديثك كله ولا تخفي منه شيئاً، فقالت: سمعاً وطاعة.لبست زوجة حسن ثوبها الريش، فإذا بها تتحول إلى طائر بديع الشكل، وأخذت تخطر به وهي تتمايل وترقص لشدة فرحها بالحصول عليه، بينما السيدة زبيدة والحاضرات ينظرن إليها مدهوشات، فلما رأت دهشتهن قالت لهن بلسان فصيح: هذا الذي أعجبكن ما هو شيء، وسأريكن الآن ما هو أعجب وأغرب، ثم ضمّت ولديها إلى صدرها واحتضنتهما، وفتحت جناحي ثوبها الريش، فإذا بها ترتفع هي وولداها في الجو، وأخذت ترفرف بجناحيها وهي تدور محلقة فوق قاعة المجلس، ثم حطت على حافة نافذة كبيرة بالقرب من سطح قبة القاعة، والتفتت إلى الحاضرات، وأنشدت هذه الأبيات:قولوا لمن ترك الديار وسارانحو الأحبة مسرعاً فراراً قد كنت عندك في نعيم ظاهرلكنه في القلب أوقد نــاراوأسرتني، وأخذت ثوبي عامداًفنأيتُ عن وطني وشط مزاراودفنته في الأرض تحسب أننيلا أهتدي أو أجهل الأسرارلكنني لما بليت بفقدهأطلقت دمعي بعده مدراراوصبرت حتى أمكنتني فرصةمن رده كي أبلغ الأوطاراوالآن أرجع عند أهلي بعد أنيئسوا وعاشوا في البلاد حيارىفعليك يا زوج الرشيد تحيتيوالآن عنكم في الهوا أتوارىلما سمعت والدة حسن كلامها، أدركت أنها اعتزمت الرجوع إلى أهلها، فأمعنت في البكاء، وقالت لها: أهكذا تتركينا يا ابنتي، وماذا أقول لولدي إذا رجع وسأل عنك فلم يجد لك ولا لولديه أثراً؟ فردت عليها قائلة: والله يا سيدتي ما نسيت ولدك وحسن عشرته، ولست أجحد فضلك وكرمك وعطفك عليّ، ولكني اشتقت إلى وطني وأهلي، وما عليك حينما يرجع زوجي من سفره إلا أن تخبريه بأني ما زلت حافظة للعهد والميثاق، ولا أقل عنه حزناً بسبب الفراق. وإذا أراد رؤيتي ورؤية ولديه، فليحضر إلينا، في «جزائر واق».وما أتمت كلامها، حتى نشرت جناحيها ثم طارت في الجو بولديها، وما هي إلا لحظات حتى غابت عن الأنظار، فأغمى على والدة حسن من الجزع، ولما أفاقت قالت للسيدة زبيدة: لولاك يا سيدتي ما وقع هذا الأمر، ولا شك أن ولدي سيقتله الحزن والكمد بسبب فراق زوجته وولديه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أخذت السيدة زبيدة تعزيها وتواسيها وتقول لها: لا حيلة لنا في المقدور ولو كنت أعلم أنها من الجن الطيارين، ما كنت سمحت لها بالحصول على ثوبها الريش، فاصبري إن الله مع الصابرين.لما رجعت والدة حسن إلى الدار وحدها، اشتد بها الحزن والندم، فأخذت تلطم وجهها، وتصرخ مولولة، بينما تفيض عينها بالعبرات وتنشد هذه الأبيات: يوم الفراق بعادكم أبكانيآسفا لبعدكمو عن الأوطان ناديتُ من ألم الفراق بحرقةوالدمع منهمر من الأجفان:بالله هل بعد النوى من عودةتشفي من الآلام والأحزان؟في وداع حسن
ثم قامت والدة حسن وحفرت في الدار ثلاثة قبور، ولزمتها طول وقتها بالليل والنهار، وهي لا يقر لها قرار، وكلما هاج بها الشوق، أخذت تسكب الدمع المدرار، وتنشد هذه الأشعار: خيال أحبتي ملء الجفونفمالي لا أفيق من الشجون؟ هواهم قد جرى في العظم منيكجري الماء في ثمر الغصون وبعدهمو أشد على فؤادي
من البلوى بحشرجة المنونفيا من قد تملكني هواهمأراكم في الهوى لم تنصفونيلما كانت الليلة الثانية والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي السديد، أن والدة حسن المسكينة، لم تزل هكذا حزينة، ولا تكف عن البكاء، كل صباح ومساء. أما ولدها فإنه بعدما أقام ثلاثة أشهر مع أخواته بنات الجن، استأذن منهن في الرجوع إلى أهله، فودعنه آسفات، وزودنه من الهدايا والأموال، بعشرة أحمال، وبما يكفي لسفره من لذائذ الطعام والشراب، ودعون له بالسلامة والسعادة في الذهاب والإياب. وما زلن ماشيات في ركابه مسافة طويلة، فلما أصر على أن يرجعن إلى قصرهن، عانقته أخته الصغرى، ثم بكت وتنهدت من كبد حرى، وأنشدت تقول: متى تنطفئ نار الفراق بقربكموأحظى بكم عندي ونبقى كما كنالقد راعني يوم الفراق وهدنيوقد زادني التوديع يا سادتي وهنا ثم تقدمت أخته الثانية، وأنشدت تقول:وداعك مثل وداع الحياةفأنت الحبيب وأنت النديم وبعدك نار كوت مهجتيوقربك فيه حياة النعيم وأعقبتها الثالثة، فأنشدت قائلة :ما تركنا الوداع يوم افترقنا عن ملال ولا لشيء قبيح أنت روحي على الحقيقة قطعا كيف أختار أن أودع روحي؟وتقدمت الرابعة فقالت وهي دامعة جازعة:لم يبكني إلا حديث فراقهلما أسر به إليّ مودعي هو ذلك الدر الذي أودعتهفي مسمعي أجريته في أدمعيثم مالت عليه الخامسة، وقالت له:لا ترحلن فمالي في الهوى جلدعلى الرحيل ولا توديع مرتحل ولا من الصبر ما ألقى الفراق به ولا من الدمع ما يجري من المقل وتقدمت سادسة البنات، فأنشدت وهي تصعد الزفرات:قد قلت مذ جد السفين بهموالشوق ينهب مهجتي نهباًلو كان لي مُلك أصول بهلأخذت كل سفينة غصباًوبعد ذلك تقدمت السابعة، وأنشدت مودعة :إذا رأيت الوداع فاصبر ولا يهولنك البعاد وانتظر العود عن قريبفإن قلب «الوداع» عادوا تأثر حسن بما سمعه من أخواته البنات الجنيات، فامتلأ قلبه لفراقهن بالحسرات، وفاضت على خديه العبرات، وأنشد هذه الأبيات :ولقد جرت يوم الفراق سوانحيدررا نظمت عقودها من أدمعي وحدا بهم حادي الركاب فلم أجدجلدا ولا صبرا ولا قلبي معيودعتهم ثم انتهيت بحسـرة وتركت أنس معاهدي والأربـعفرجعت لا أدري الطريق ولم تطبنفسي ببعد عنك فهو مروعـي يا صاحبي أنصت لما قال الهوىحاشا لقلبلك في الهوى ألا يعي يا نفس مذ فارقتهن ففارقيطيب الحياة وفي البقا لا تطمعيوأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.وإلى حلقة الغد
انتظرت إلى أن غادر زوجها إلى شقيقاته الجنيات وطلبت أن تزور الحمام في بغداد
«أم حسن» ترفض طلب زبيدة زوجة هارون الرشيد باستضافتها في القصر ومسرور السياف يقنعها
«أم حسن» ترفض طلب زبيدة زوجة هارون الرشيد باستضافتها في القصر ومسرور السياف يقنعها