«ديانة القاهرة» يرصد تعايش المسلمين والمسيحيين

نشر في 05-06-2017
آخر تحديث 05-06-2017 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً عن "دار المعارف" في القاهرة كتاب "ديانة القاهرة"، للكاتب محمد مندور، والكتاب يرصد مسيرة التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر على مدار قرون، ولم تفرقهم الانتماءات والعقائد الدينية المختلفة، وكان الحامي لهذه المنظومة وعنصر بقائها هو الدين والفن، وكان لهذا التآلف وجود وطن ينعم بالثقافة والفن الراقي، وتقديم نموذج الوحدة والمواطنة بين الأديان، رغم كيد الحاقدين في زعزعة اللحمة الوطنية وإشعال نار الفتنة بين نسيج الشعب المصري.

والمؤلف يستهل كتابه بعرض مجموعة من الفنون، التي ازدهرت في كنف الدين الإسلامي وطقوس الديانة المسيحية، ورسخت أن الفن ليس محرماً على مطلقه، كما يدعي غلاة المتشددين من التيارات الأصولية التكفيرية، وهذه هي الإشكالية التي يستعرضها جزء من الكتاب، ويقدم وصفة علاج باتباع الفنون المختلفة، التي دعت إليها الأديان، باعتبار أن الدين هو النقطة المضيئة في تاريخ الفن والحضارة.

وينتقل المؤلف إلى صورة أخرى من الفنون الدينية في مصر، ليرصد مدى الجمالية والإبداع من الزخارف والنقوش، التي برع الفنان في رسمها على الكتب السماوية مثل زخرفة القرآن الكريم، والأناجيل، في نقطة التقاء واحدة هي الفن والدعوة للعيش بسلام.

ويستعرض المؤلف في أبواب كتابه التالية للملحمة الفلسفية بين الفن والدين، ورصد مدى التشابه الكبير بين العمارة والفنون الدينية الإسلامية والمسيحية، ومدى تأثير التوحد الثقافي وخط الفنون في تشابه نماذج من العمارة بين الديانتين، ومدى تأثير الدين على العمران والتراث الحضاري في مصر بكل أشكاله المادية وغير المادية، والتي تؤرخ لنشأة الفنون الدينية، التي أضاءت القاهرة بفضل انتهاج العيش في سلام في كنف الأديان.

كما يتناول المؤلف في كتابه عدداً لا بأس به من المنشآت الدينية وصروح دور العبادة في القاهرة على مر العصور، ورصد التأثير الذي أصبغه الدين على جدران وشكل وزخارف هذه المباني، وأيضاً الموروثات الشعبية كفن من الفنون التي مازالت في مصر.

back to top