نتائج الثانوية واقع أم سراب؟
في بداية الفصل الأول من السنة الأكاديمية الحالية بالكلية، وفي أحد مقررات سنة أولى، الذي يدرس في مختبر الحاسوب لاحظت أن أحد الطلبة لا يتفاعل مع المحاضرة، ولا ينفذ التمرين المطلوب، فاقتربت منه وسألته أراك لا تتفاعل مع التمرين، فهل لديك مشكلة قد أساعدك في حلها؟ فأجابني بأنه حديث التخرج من الثانوية بنسبة 80% علمي لكنه ضعيف في الرياضيات والإنكليزي!! فسألته كيف تكون حاصلاً على نسبة مرتفعة ومستواك العلمي ضعيف؟ فذكر لي أنه ناجح "بالـدز" حيث كانت لجان الاختبارات تتساهل في المراقبة و"تغض الطرف" عن أساليب الغش المتنوعة. في نهاية سنة 2016 تذيلت الكويت المركز الأخير بين 49 دولة في اختبارات الرياضيات والعلوم لمؤشر "تيمز"، وهو مؤشر عالمي يعتمد على قياس مستوى التحصيل التربوي لدى الطلبة، حيث شملت الدراسة ما يقارب 12000 طالب في أكثر من 200 مدرسة حكومية وأهلية (أميركية، إنكليزية، هندية، باكستانية، ثنائية اللغة)، وجاءت النتيجة مخيبة للآمال.
في مقابلة مع مدير إدارة البعثات (القبس يناير 2016) ذكر أن نسبة المتعثرين دراسيا 25%، وهي نسبة عالية مع العلم أن من شروط البعثة أن يكون الطالب المتقدم حائزاً نسبا مرتفعة.أتقابل مع الكثير من أبنائنا الطلبة من حديثي التخرج من الثانوية العامة، وألاحظ فروقاً في مستوى أدائهم، علما أنهم حاصلون على نسب تخرج متقاربة، ولكن من مدارس مختلفة. إذاً المدارس متفاوتة في المستوى الأكاديمي، فنحن نسمع أن هناك مدارس متدنية المستوى الدراسي، حكومية كانت أم أهلية، يكون النجاح فيها مضموناً للطالب بل بنسب مرتفعة تؤهله للحصول على بعثة قد لا يستحقها.وقد تداركت الحكومة البريطانية وأنشأت مكتب المعايير التربوية (OFSTED)، وألحقت به مسؤولية مراقبة مستوى أداء المدارس من خلال تقديم اختبارات موحدة كل سنتين، والقيام بعمل زيارات تفقدية للمدارس لقياس مستوى الأداء، ويقوم مكتب المعايير التربوية بإصدار تقرير سنوي مبينا فيه المدارس التي حازت الاعتماد الأكاديمي من المكتب، فيتم التعرف من خلال هذا التقرير على المدارس المتدنية الأداء من المدارس المرتفعة الأداء، ويقوم المكتب بمساعدة المدارس الضعيفة وتقويمها ومساعدتها برفع مستوى أدائها.فهل فعلا أن من تخرج بنسبة 80% يملك القدرات والإمكانات العلمية والدراسية التي تناسب هذه النسبة التي حصل عليها الطالب؟ بمعنى هل النسبة واقع أم سراب؟ فلابد من أدوات قياس لمستوى أداء المدارس، وأداة القياس هذه قد تعود بالفائدة على وزارة التربية وعلى أولياء الأمور لمعرفة المدرسة ذات الكفاءة والمدرسة ذات المستوى دون الكفاءة.