خامنئي «يصالح» رئيسي ولا يهدئ قلق الأصوليين
كشفت مصادر مطلعة في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، لـ«الجريدة»، أن الأخير التقى، أمس الأول، المرشح الرئاسي الخاسر عن تيار الأصوليين، سادن مرقد الإمام الرضا، إبراهيم رئيسي، بعد أن امتنع عن المشاركة في حفل إفطار أقامه المرشد لكبار المسؤولين في البلاد الأسبوع الماضي، متذرعاً بتنظيمه إفطاراً في مشهد لزوار الإمام الرضا، في حين أكد بعض المقربين منه أنه أبلغ خامنئي رفضه الجلوس إلى مائدة واحدة مع الرئيس حسن روحاني أو أعوانه.وبحسب المصادر، فإن رئيسي أبدى، خلال اللقاء، انزعاجه من إعطاء مكتب المرشد إذناً لمجلس صيانة الدستور بتأييد نتيجة الانتخابات الرئاسية، في حين أن المجلس أكد أن مئات الانتهاكات التي أوردها رئيسي في الشكاوى التي قدمها صحيحة، وأنه كان على المجلس تعليق قراره حتى يتم بت هذه الشكاوى، مضيفاً أن قرار مكتب المرشد يضعف ثقة الجمهور الأصولي بمرشحيه وقياداته في الانتخابات المقبلة.في المقابل، أكد خامنئي أن مكتبه يتابع نتيجة الشكاوى، لكن حسب التقارير التي وصلت إليه، فإنه حتى لو تم بت جميعها لمصلحة رئيسي، فإن ذلك لن يغير في نتيجة الانتخابات التي أدت إلى فوز روحاني، وسينحصر الأمر في تغيير نسبة الأصوات، غير أن ذلك سيعكس صورة خارجية للرئيس بأنه لا يحظى بدعم شعبي واسع، ولذلك فإن المصلحة العليا للبلاد تقتضي حجب هذا الموضوع عن التداول.
وعلمت «الجريدة» أن خامنئي أكد لرئيسي أنه أوعز لرئيس السلطة القضائية بإنزال أشد العقوبات بالمسؤولين الحكوميين الذين يثبت تورطهم في الانتهاكات، وسيجري فصلهم من العمل الحكومي.وأكدت المصادر أن المرشد الأعلى طمأن رئيسي بأن نتيجة الانتخابات لن تغير في وضعه السياسي، مضيفاً أن مقارنة سلوك الأصوليين بعد الانتخابات بسلوك الإصلاحيين بعد الانتخابات عام 2009 يثبت أن الأصوليين يهمهم استقرار الأمن والأوضاع السياسية للبلاد، وعاجلاً أم آجلاً سيفهم الشعب هذا الأمر.وقالت إن رئيسي عبر للمرشد عن قلقه من الأنباء عن إفطار تم بدعوة روحاني جمع الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشح الرئاسي الإصلاحي إسحاق جهانغيري وحفيد الخميني، حسن الخميني، والقيادي الإصلاحي علي أكبر ناطق نوري الأسبوع الماضي تم خلاله بحث موضوع تشكيل جبهة مناهضة للمرشد، وإمكانية أن يصبح روحاني خليفة لهاشمي رفسنجاني كرمز يقود المعتدلين في البلاد، وأن يعملوا جميعاً على هذا الأمر.ورداً على ذلك، أكد خامنئي لرئيسي أنه على اطلاع كامل على فحوى هذا اللقاء، ويجب على المحافظين ألا ييأسوا، بل عليهم التفكير في استثمار الآراء التي حصلوا عليها في الانتخابات، ودراسة أسباب خسارتهم كي لا يكرروا هذه الأخطاء مستقبلاً.