تصدر تقارير بين الفترة والأخرى حول أعداد حفارات النفط، لاسيما العاملة في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى أثرها تنخفض اسعار النفط أو ترتفع، ففي الاسبوع الماضي زادت شركات الطاقة الأميركية عدد حفارات في موجة تعافي بالإنتاج مستمرة منذ عام رغم أن بعض المحللين يتوقعون أن وتيرة الزيادات قد تظل عند مستوياتها مع بقاء أسعار الخام دون 50 دولارا للبرميل.

وقالت «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة إن الشركات أضافت 11 منصة حفر في الأسبوع المنتهي في 2 يونيو، ليصل العدد الإجمالي إلى 733 منصة، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2015، ويعادل ذلك أكثر من مثلي عدد الحفارات في الأسبوع المقابل قبل عام، عندما بلغ عدد الحفارات العاملة 325 منصة فقط.

Ad

ومن هنا توجهنا بسؤالين لخبيري النفط: «ما علاقة حفارات النفط في زيادة او انخفاض اسعار النفط؟ وهل الحفارات تعد مؤشرا قويا على الطاقات الانتاجية المستقبلية؟».

بداية، قال المدير الشريك في شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز أنس الحجي إن حفارات النفط لا تؤثر مباشرة في اسعار النفط بل توضح الاتجاه المستقبلي للإنتاج، الذي قد يؤثر بدوره على الاسعار المستقبلية، مشيرا إلى ان عدد الحفارات لاشك مؤشر قوي على الانتاج المستقبلي لكن العلاقة ليست طردية كما يعتقد البعض لان حفر البئر لا يعني بالضرورة إكمالها.

دعم إنتاج النفط

من جانبه، قال الخبير النفطي محمد الشطي إن تنامي عدد الحفارات يدعم تعافي إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الاميركية.

وارتفع إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة من 7.1 ملايين برميل يوميا في يناير 2013 الى 9.6 ملايين برميل يوميا في ابريل 2015، مستفيدا من ارتفاع أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل خلال السنوات 2010 – 2014.

واضاف الشطي: ثم بدأ الإنتاج الأميركي في الهبوط التدريجي ليصل الى أدنى مستوى له عند 8.6 ملايين برميل يوميا خلال سبتمبر 2016، وبلا شك فإن هبوط أسعار النفط الى مستويات متدنية هو السبب الرئيسي لذلك، والذي أسهم في هبوط كبير في عدد الحفارات بالسوق الأميركي، ما أثر سلباً على معدلات الإنتاج».

واشار إلى ان الارتباط بين عدد الحفارات ومستوى الإنتاج امر واضح، وقد بلغ عدد الحفارات الأميركية الذروة عند 1600 حفارة خلال أكتوبر 2014، منها 1100 حفارة افقية، و500 حفارة عمودية.

وبين ان نصيب حقل بريميان، وهو أكبر إنتاج ضمن إنتاج النفط الصخري، من عدد الحفارات 553، وكانت أسعار نفط خام الإشارة برنت خلال هذا الشهر عند 74 دولارا للبرميل، ثم انخفض ليصل الى 319 حفارة في مايو 2016، منها 248 حفارة افقية، و71 حفارة عمودية، وكان نصيب حقل بريميان من الحفارات عند 137، ووصلت الى 46 دولار للبرميل، علما بأن أسعار النفط وصلت الى أدنى مستوياتها الى ما دون 30 دولارا للبرميل في يناير 2016 وظل السوق يعاني عدم وجود وضوح في خارطة الطريق او حد أدنى لأسعار النفط اثر بشكل كبير على الاستثمارات في قطاع الاستكشاف والإنتاج واسهم في ارتباك الشركات النفطية ما اثر سلبا على أسعار النفط.

اتفاق «أوبك» والمستقلون

وقال الشطي إنه بعد اتفاق تعديل الإنتاج بين «أوبك» والمستقلين شهدت أسعار النفط تعافيا واستقرارا عند 50 دولارا للبرميل لنفط خام برنت، واوجد حدا ادنى لن تهبط دونه الأسعار حسب انطباعات السوق، والبعض يضع ذلك عند 45 دولارا للبرميل، والبعض يضعه عند 40 دولارا للبرميل.

ولفت الى ان هذا الامر شجع عودة سريعة نسبيا للحفارات وتعافيا في الإنتاج الأميركي من النفط، حيث ارتفع عدد الحفارات الى 734 خلال يونيو 2017، منها 633 حفارة افقية و101 حفارة عمودية، وكان نصيب حقل بريميان من الحفارات 364، واتسمت الأشهر مع دخول اتفاق تعديل الإنتاج حيز التنفيذ باستقرار أسعار النفط، والذي اثر إيجابي على مستويات الإنتاج.

واضاف ان التوقعات تضع الزيادة السنوية للنفط الأميركي خلال عام 2017 بين 450 و550 ألف برميل يوميا، بينما خلال عام 2018 وحتى عام 2018 بين 700 و1000 الف برميل يوميا، ما يشكل تحديا امام «أوبك» قد يعني استمرار تنظيم المعروض في أسواق النفط لفترة أطول، خصوصا مع الانطباعات في أسواق النفط بأن مستويات الإنتاج ستعود الى مستويات عالية يبدأ معها التنافس كما كان الوضع قبل اتفاق تعديل الإنتاج.

وتابع: «هو افتراض اعتقد كمراقب غير صحيح، كما ان استمرار آفاق تعافي الإنتاج من دول بعينها خلال السنوات القادمة يعني بقاء أسعار النفط تحت ضغوط وضمن نطاق قريب من مستويات 55 – 60 دولارا للبرميل لنفط خام برنت».