«الفيل المسحور» يقود البصري إلى آخر الدنيا (11 - 30)

نشر في 06-06-2017
آخر تحديث 06-06-2017 | 00:02
تستكمل شهرزاد سرد قصة حسن البصري الصائغ، الذي عشق جنية وتزوج بها وأنجب ولدين منها، بعدما استولى على ملابسها من الريش التي تطير بها من بلادها «جزائر واق» في آخر الدنيا. لكن الأقدار شاءت أن تعثر الجنية على فستانها الريش، وأن تأخذ ولديها معها، تاركة أم حسن في حزن شديد، تبكي وتولول فوق ثلاثة قبور بنتها حزناً على فراق زوجة الابن وولديها.
لما كانت الليلة الثالثة والخمسون بعد الثلاثمئة قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن حسناً جد في المسير ليلاً نهاراً، حتى وصل إلى بغداد، ودخل داره فيها، فإذا به يجد أمه جالسة عند القبور الثلاثة التي أنشأتها، وهي توالي البكاء والعويل، وقد نحل جسمها من السهر الطويل، ولم يجد أثراً لزوجته ولا لولديه، فأظلمت الدنيا في عينيه، وسأل والدته: أي أمر جرى؟ فقالت له وهي تبكي: عظم الله أجرك يا ولدي في زوجتك وولديك. فلما سمع ذلك صرخ صرخة عظيمة، وخر مغشياً عليه، واستمر كذلك من أول النهار إلى الظهر، فازدادت والدته غماً على غمها، ويئست من عودته إلى الحياة، ثم أفاق من غشيته، وأخذ يبكي ويلطم وجهه ويشق ثيابه وهو يطوف في أرجاء الدار، لا يقر له قرار، وأنشد يقول، ودموعه تجري كالسيول:

شكا ألم الفراق الناس قبلي

وروع بالنوى حي وميت

وأما مثل ما ضمت ضلوعي

فإني ما رأيت ولا سمعت

بعد ذلك جُن جنونه، فجرد سيفه وشهره في وجه والدته وصاح بها قائلاً: أخبريني بحقيقة ما حدث وإلا ضربتُ عنقك. فأخبرته وهي تبكي بقصة فرار زوجته من أولها إلى آخرها. لما سمع رواية أمه وقع مغشياً عليه، ولم يزل كذلك إلى آخر النهار، فلما أفاق لطم وجهه وقعدت أمه تبكي عند رأسه، ثم قالت له: هل تعرف يا ولدي جزائر واق التي طارت إليها، وأخذت معها ولديها؟ فلم يجبها لفرط ما أصابه من الهم والغم، وعاوده الإغماء، فبقي هكذا إلى ما بعد العشاء، ثم أفاق وقد اشتدت به الأشواق، وأخذ يتقلب على جمر الفراق، وأنشد يقول:

قفوا وانظروا حال الذي تهجرونه

لعلكموا – بعد الجفا – ترحمونه

فإن تنظروه تنكروه لسقمه

كأنكموه – والله – لا تعرفونه

وما هو إلا ميت في هواكمو

يعد من الأموات لولا أنينه

ولا تحسبوا أن التفرقَ هين

فوالله إن الموت لو جاء دونه

ولم يزل على هذه الحال من الوجد والهيام، مدة خمسة أيام، كأنها خمسة أعوام، إلى أن أضناه السقام، لحرمانه من الطعام والمنام، وكلما رأته والدته كذلك، زاد حزنها وأسفها، وشاركته في البكاء، ثم حاولت أن تدخل على قلبه العزاء، ولكن محاولاتها كلها ذهبت في الهواء. واستمر حسن في بكائه وأنينه، ووجده وحنينه، وكلما صحا من الإغماء أو الذهول، تذكر زوجته ولديه. وفيما هو كذلك وقد غفلت عيناه في ذات ليلة، رأى في المنام زوجته وقد بدت حزينة باكية، ودموعها على خديها جارية، فهب من النوم وهو مذعور وأخذ ينشد من قلب مفطور مكسور:

خيالك عندي ليس يبرح ساعة

جعلت له في القلب أشرف موضعِ

ولولا رجاء الوصل ما عشت لحظة

ولولا خيال الطيف لم أتهجع 

واستمر حسن في هذه الحال مدة شهر كامل، ثم خطر على باله أن يسافر إلى أخواته البنات الجنيات، لعله يجد عندهن ما يعينه على جمع الشتات، ورؤية زوجته وولديه التي هي غاية الغايات، وقام لوقته وساعته فأحضر النجائب وحملها بالتحف والهدايا، ثم ودع أمه وأوصاها بانتظاره في الدار حتى يعود، وألا تنسى الدعاء له كي يبلغ المقصود، فبكت لفراقه أحر بكاء، وودعته بأطيب الدعاء. ولم يزل هو مسافر، بين البراري والقفار، إلى أن وصل إلى قصر أخواته البنات الجنيات، فتلقينه مسرورات، وشكرنه على هداياه، ثم سألنه عن حال والدته وزوجته وولديه، ففاضت الدموع من عينيه، ولم يزل يبكي وينتحب حتى أغمي عليه، ولما زال عنه الإغماء، عاد إلى البكاء، ثم أنشد يقول:

أرى النفس في يأسٍ لفقدِ حبيبها

فلا تتهنا بالحياة وطيبها

سقامي داء ليس يعرف طبه

وهل يبرئ الأسقام غير طبيبها

فيا مانعي طيب المنام، تركتني

أسائل عنك الريح عند هبوبها

أقول لها: أين الحبيب، وأين ما

نعمت به قبل النوى ولهيبها؟

وأسألها إبلاغه ما أصابني

عسى النفس تلقي رحمة من مصيبها

وما كاد يتم شعره حتى وقع مغشياً عليه مجدداً، فأخذن ينضحن وجهه بالماء حتى أفاق، واستأنف شرح ما يقاسيه من الأشواق، وعذاب الفراق، فأنشد يقول:

عسى ولعل الدهر يلوي عنانه

ويرثي لصب قد عراه ضمور

وأسعد باللقيا، وتُقضى مآربي

وتحدث من بعد الأمور أمورُ

وعاد حسن إلى البكاء، حتى عاوده الإغماء، وما كاد يفيق، حتى اشتد به الضيق، وشعر في قلبه بما يشبه لهيب الحريق، فالتفت إلى أخواته البنات، وأنشد هذه الأبيات:

عزّ المنامُ، وهزَّني التسهيدُ

والعينُ بالدمعِ الهتونِ تجودُ

تبكي بدمع كالعقيق صبابة

والشوق في القلب الجريح يزيدُ

أهدى إليَّ الشوق يا أهل الهوى

ناراً لها بين الضلوع وقودُ

 

صبر جميل

ولم يزل المسكين في بكاءٍ وأنين، وشوق وحنين، إلى أن تقطعت قلوب أخواته حزناً وأسفاً عليه، وغلبهن التعب فنمن وهن جالسات حوله، فلما خلا إلى نفسه، أخذ يتوجع من شدة أساه ويأسه، وعاودته الذكريات، فأنشد هذه الأبيات:

أفي العشق والتبريح دنتم كما دنا

وهل ودنا منكم، كما ودكم منا؟

ألا قاتل الله النوى ما أمرّها

على القلب لما للأحبَّة قد حنا

وجوههمو الحسنى وإنْ شطت

النوى تمثُل في أبصارنا أينما كنّا

فقلبي مشغول بلا عجة الهوى

يؤرقه صوت الحمام الذي غنى

يغني فيشجيه بذكر أليفه

ويزداد وجداً بالحبيبِ إذا حنا

فيا عين هيا لا تملي من البكا

على من نأوا من بعد قربهمو عنا

أحن إليهم كلما مر ذكرهم 

وأشتاق في الليلِ البهيمِ إذا جنا

وكانت أخته الصغرى صحت من نومها على صوت أنينه، فلما سمعت شعره قامت إليه لتواسيه، ولكنه أغمي عليه، قبل أن تصل إليه، فصرخت من شدة ما لحقها من الروع والفزع، وهبت أخواتها يشاركنها الجزع، وما زلن يعالجنه بالمنعشات، حتى فتح عينيه كمن كان في سُبات، فأخذن يسألنه عن حاله، ويظهرن استعدادهن لمساعدته في تحقيق آماله، ولم يخف عليهن أنه واقع في أسر الغرام، وقد غلب عليه الوجد والهيام، ثم تحققن ذلك حينما روى لهن قصته من أولها إلى آخرها، وكيف احتالت زوجته حتى هربت من داره في بغداد، بعدما حصلت على ثوبها الريش، وطارت به راجعة إلى بلادها ومعها ولداه منها، فلما وقفن على سبب بلواه وشكواه، قلن: لا حول ولا قوة إلا بالله، أن نجوم السماء على بعدها، أقرب منالاً من زوجتك عند أبيها وجندها، وما دمت لا تملك الوسيلة، فما لك غير الصبر حيلة.

لما كانت الليلة الثالثة والخمسون بعد الثلاثمئة قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الصائغ لما سمع كلام أخواته البنات الجنيات، جرت دموعه على خديه كالمطر حتى بلت ثيابه، فبكت البنات لبكائه، وذابت قلوبهن شفقة عليه، وصرن يتلطفن معه، ويحاولن تسليته بكل الوسائل، ولكنه بقي على حاله، إلى أن تقدمت أخته الصغرى وقالت له: يا أخي هل نسيت أن الصبر مفتاح الفرج، وأن من صبر وتأنى نال ما تمنى؟ وهل نسيت قول الشاعر:

دع المقادير تجري في أعنتها

ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غمضة عين وانتباهتها

يغير الله من حالٍ إلى حالِ

ثم قالت له: قو قلبك، وأشدد عزمك، فإن ابن عشرة لا يموت وهو ابن تسعة، وليس في الحزن والبكاء إلا سقم البدن وتلف النفس، ولست أطلب منك إلا أن تستريح وتقبل على الطعام والشراب والتنزه مدة قصيرة، أكون خلالها قد فكرت في حيلة توصلك إلى زوجتك وولديك، وتجمع شملك بهم إن شاء الله. لما سمع كلامها وتدبره أدرك أنها لم تقل إلا صوابا، فقال لها: صدقت يا أختي، كما صدق الشاعر الذي قال:

لئن عوفيت من مرض بجسمي

فما عوفيت من مرض بقلبي

وليس دواء أمراض التصابي

سوى وصل الحبيب مع المحـب

ثم جلس إلى جانبها، وأقبل على سماع حديثها، إلى أن قالت له: والله يا أخي خطر على بالي حين كنت عندنا أنت وزوجتك أن أشير عليك بحرق ثوبها الريش حتى لا تصل إليه يدها أبداً، ولكن الشيطان أنساني هذه المشورة، وكل هذا لأمر قضاه الله، ولا راد لما قضاه، فقال لها حسن: نعم يا أختي، إن الحذر لا يغني عن القدر. ولم تزل أخته تلاطفه وتسليه، إلى أن أقنعته بتناول قليل من الطعام والشراب معها، ثم أوى إلى فراشه عسى أن ينام، فيخف ما به من السقام، أو يرى طيف أحبته في المنام، فيرتاح قلبه من شدة الوجد والغرام، ثم توجهت إلى أخواتها في مقصوراتهن وقالت لهن: كيف نترك أخانا في ما هو فيه من العذاب؟ لا بد من أن نحتال حتى نبلغه مقصوده، ونوصله إلى جرائز واق التي طارت إليها زوجته، فقالت لها أخواتها: والله أننا كنا نفكر في ذلك، فليس أحب إلينا من أن نخلصه من هذه المهالك، ولكن الأمر يحتاج إلى تفكير طويل، فعليه بالصبر الجميل.

 

العم عبد القدوس

 

ولما رجعت الأخت الصغرى إلى حسن، وجدته قد صحا من النوم، فقالت له: يا أخي طب نفساً، وقر عينا، فأنا وأخواتي نفكر في تدبير أمر يبلغك مطلوبك، ولكن هذا التدبير يحتاج إلى وقت، ولا بد لك من الصبر حتى يأتي الله بالفرج.

وكان للبنات الجنيات عم من كبار الجن السَحرة، يُقال له «عبد القدوس»، ومن عادته أن يزورهن مرة كل سنة، وقد حدثنه في زيارته السابقة لهن بقصة حسن كلها، من أولها إلى آخرها، فاستقر رأي البنات على انتظار الموعد السنوي لحضور عمهن عبد القدوس لزيارتهن، ثم يطلبن منه مساعدة حسن في الوصول إلى تلك الجزائر.

وصبر حسن على مضض، حتى حل هذا الموعد، ولكن عبد القدوس لم يحضر على عادته، فعاوده القلق والحزن، وخافت أخواته الجنيات على حياته ثم قالت أخته الصغرى لشقيقتها الكبرى: هل نسيت علبة البخور التي تركها عمنا عندك؟ هيا أحضريها فهذا وقتها، وكان عمهن قد ترك عندهن تلك العلبة وقال لهن: اذا أهمكن أي أمر، فأحرقن شيئاً من هذا البخور، واذكرن اسمي، فأحضر إليكن بسرعة. قامت البنت الكبرى وأحضرت العلبة وألقت في النار بعض البخور الذي بها وهي تذكر اسم عمها، فلم تمض ساعة بعد ذلك حتى لاحت غبرة عظيمة سدت الأفق، ثم انكشف الغبار بعد قليل، فظهر تحته فيل كبير، وقد امتطاه عبد القدوس عم البنات، ففرحن بقدومه وخرجن لاستقباله مرحبات به وبعد السلام والعناق، قال لهن: لقد كنت جالساً مع زوجتي وفي نيتي أن أحضر لزيارتكن بعد أيام حينما أفرغ من أعمال عندي، ولكني ما كدت أشم البخور الذي تركته عندكن، حتى قمت من فوري وحضرت إليكن راكباً ذلك الفيل المسحور .

لما كانت الليلة الرابعة والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن البنات الجنيات أخوات حسن الصائغ البصري، ذكرن لعمهن عبد القدوس سبب استدعائهن له، وأخذن يقبلن يديه وخديه، ويتوسلن إليه بكل عزيز مقدس لديه أن يحقق أملهن فيه، ويحتال بسحره ومقدرته حتى ينال أخوهن حسن ما يبتغيه. لما سمع عبد القدوس كلام بنات أخيه، وعلم أن جزائر واق هي المكان الذي استقرت زوجة حسن مع ولديهما فيه، ظهرت عليه علامات الحيرة والاضطراب، ثم أطرق وأخذ ينكت الأرض بإصبعه، ويحرك رأسه يميناً وشمالاً، فقالت له البنت الصغرى: بالله يا عمي أسعفنا بالجواب، فقد تحيَّرت منا الألباب، ولا بد لسكوتك هذا من أسباب، فقال لها: والله يا بنيتي، إنه كان يسرني أن أحقق رجاءكن، وأبلغ أخاكن الأنسي المسكين مقصوده، ولكن ما في اليد حيلة، لأن مطلبه عسير، ودون الوصول إليه هول خطير.

الفيل المسحور

وكان حسن واقفاً ينصت إلى الحديث من وراء ستارة في القاعة، فلما سمع كلام عبد القدوس، لم يتمالك نفسه من الجزع، وصرخ صرخة عظيمة، ثم وقع مغشياً عليه، فنهض عبد القدوس والبنات، ورشوا وجهه بالماء حتى أفاق وفتح عينيه، فلما رأى عبد القدوس أمامه، أمسك يده وقبلها وهو يبكي ثم قال له: بالله يا عمي لا تخيب رجائي فيك، واعلم أن حياتي متوقفة على كلمة من فيك، فإما أحييتني بإحياء أملي في لقاء أحبتي، وأما أيأستني فحكمت عليَّ بانتهاء الأجل ولقاء مَنيتي.

سأله عبد القدوس: هل تعلم أين تقع جزائر واق؟ أجاب حسن: لا والله يا سيدي، ولا سمعت باسمها قبل أن تذكره زوجتي لأمي. فقال عبد القدوس: اعلم أن هذه الجزائر في آخر ركن من أركان الدنيا، وبيننا وبينا سبعة أودية وسبعة بحار وسبعة جبال، يحتاج قطع كل منها إلى مسيرة سنين على ظهور الخيل والسفن، وهي كلها مليئة بالأهوال والأخطار، ولم يسبق أن قطعها أي واحد من الإنس، بل إن الجن أنفسهم يخافونها ويتجنبونها، فكيف تقدر أنت على اجتيازها؟

لما سمع حسن ذلك، أظلمت الدنيا في عينيه، وواصل البكاء واللطم حتى أغمي عليه، فأحاطت به أخواته البنات وهن يبكين ويندبن، وما زالت البنت الصغرى تبكي وتولول لشدة جزعها على حسن حتى أغمي عليها ووقعت على الأرض إلى جانبه، فأخذت أخواتها بمساعدة عمهن في إفاقتهما حتى زال عنهما الإغماء ورجعا إلى البكاء، فقال عبد القدوس: كفى بكاء وعويلاً، فقد قطعتما كبدي، وأنا والله لا أضن حتى بحياتي في سبيل تحقيق تلك الأمنية، ولكني أخشى على حسن نفسه من تلك الرحلة الجهنمية، وما فيها من أهوال ظاهرة وخفية، وعقبات سحرية برية وبحرية، فإذا كان لا يخشى على نفسه من ركوب الأخطار، وعلى استعداد لتحمل مشقات الأسفار، في البراري والقفار، وفي مجاهل البحار، فأنا كذلك على استعداد لإرشاده إلى الطريق، ولعل الله أن يكتب له النجاة ويفرج عنه ما يعانيه من كرب وضيق.

فقال له حسن: أنا على استعداد للقيام بكل ما تشير بعمله، والموت الذي تخشاه عليَّ، أحب من فراق أحبتي إليّ. وما زال حسن وأخواته البنات يتوسلن بالجني عبد القدوس حتى قبل أن يدله على الطريق إلى جزائر واق، ثم أخذ بيده فأنهضه وحمله على ظهر الفيل المسحور، وركب هو أمامه، ثم ودع بنات أخيه وأمر الفيل بالمسير، فانطلق بهما أسرع من الريح.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد

عبدالقدوس الجني يرسم خطة وصول حسن إلى جزائر الواق

البنات أشعلن البخور الذي تركه العم فعبر أميالاً في ساعة مستجيباً لنداء البخور

حسن يغادر أمه وبغداد إلى بيت شقيقاته الجنيات بحثاً عن زوجته وولديه
back to top