نور الشريف... الفيلسوف العاشق (11 - 30)
عسل الحُبّ المرّ
قرّر الرئيس جمال عبدالناصر تأسيس «أكاديمية الفنون» لتضم عدداً من المعاهد الفنية، كان بعضها موجوداً فعلاً، كالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي شيّد مبنى جديد له، ونقل من مقره في الزمالك إلى مقره الجديد في أكاديمية الفنون بالهرم، لينتقل نور الشريف وزملاؤه من دفعة السنة الرابعة، مع بقية الدفعات إلى المعهد في مقره الجديد، ويبدأ بعدها فوراً الاستعداد لتقديم مشروع تخرجه، واختار مع أساتذته أن يكون مسرحية «هاملت» للكاتب وليم شكسبير، بإشراف أستاذه نبيل الألفي.
اجتهد نور في تقديم رؤية جديدة ومختلفة لمسرحية «هاملت» عن الأعمال كافة التي تناولتها، فيما راح أستاذه الدكتور نبيل الألفي يتابعه ويدفعه بقوة، ولا يبخل عليه بشيء من علمه، خصوصاً أنه شعر بأنه أمام فنان حقيقي ينتظره مستقبل كبير، ما جعل نور يتخذ منه مثلاً أعلى في الرؤية والفكر.في يوم الامتحان الذي سيعرض فيه الطالب محمد جابر مسرحية «هاملت»، جلست لجنة التحكيم في الصف الأول من مسرح المعهد، وكانت مكونة إلى جانب نبيل الألفي، من أساتذة المعهد في التمثيل والنقد والديكور، فيما جاء في الصفوف التالية طلبة المعهد من السنوات الأخرى، الأولى والثانية والثالثة، وعدد كبير من النقاد والصحافيين والمهتمين، ثم أصدقاء محمد جابر، خصوصاً صلاح السعدني ونبيل الهجرسي وعوض محمد عوض ومحمد وفيق ونبيل الحلفاوي، كذلك انضم إليهم صديق صلاح السعدني المقرب، الذي سبقه في التخرج في كلية الزراعة، بل وفي احتراف التمثيل، الممثل الشاب الكوميديان عادل إمام، الذي شارك في أعمال فنية عدة. جلس الجميع يشاهدون الفتى الشاب محمد جابر وهو يؤدي دور «هاملت» ببراعة فائقة، كأنهم يشاهدون المسرحية التي قدمت عشرات المرات لأول مرة. كانت الرؤية جديدة، والحضور مميزاً فوق خشبة المسرح، والنطق سليماً للغة العربية. ما إن انتهت حتى دوت قاعة المسرح بالتصفيق الحاد، فمال عادل إمام إلى صديقه صلاح السعدني قائلاً:
= هايل... عامل دور هايل؟- محمد عفريت تمثيل. ده عامل شغل حلو أوي كمان في «القاهرة والناس».= للأسف ما شفتوش... بس هيبقاله مستقبل حلو أوي يا صلاح.انتهى عرض مسرحية «هاملت» الذي قدمه الطالب محمد جابر كمشروع للتخرج، يوم الأول من يونيو 1967، وراح يتلقى التهاني من الأساتذة قبل الطلبة، وممن لا يعرفهم قبل الأصدقاء، خصوصاً الذين يشاركونه بطولة مسلسل «القاهرة والناس» والذين قرروا الاحتفال به على طريقتهم، بدعوته إلى وليمة من «الكباب والكفتة» في حي «الحسين»، فيما سيكون الاحتفال الأكبر عقب إعلان النتيجة والتخرج رسميا.راح محمد جابر ينتظر نتيجة التخرج. لم يمر سوى أربعة أيام، وبدلاً من خبر تخرجه، سمع ما لم يتوقعه، لا هو ولا أي مواطن عربي. فوجئ ظهر 5 يونيو 1967، بخبر يقول إن إسرائيل تشنّ هجوماً برياً وجوياً شاملاً على مصر وسورية والأردن، وذكرت الإذاعة المصرية أن القوات العربية تتصدى لها وتحدث خسائر فادحة في صفوف العدو، وأنه رداً على الضربة الجوية الإسرائيلية، قصفت القوات الجوية الأردنية مطاراً قرب «كفار سركن». أما الطيران السوري فقصف مصافي البترول في حيفا، وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جواً بلدة نتانيا على ساحل البحر المتوسط. بدورها، لم تكتف إسرائيل بقصف السلاح الجوي المصري، بل قصفت مطارات أردنية عدة من بينها المفرق وعمان، كذلك المطارات السورية ومن بينها الدمير ودمشق، وهاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق. وبعد ثلاثة أيام، كانت الحقيقة تتكشف أمام الشعب العربي كله، بوقوع نكسة كبيرة في صفوف الجيوش العربية على جبهات مصر وسورية والأردن، وسقوط شبه جزيرة سيناء في أيدي العدو، واحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وهضبة الجولان السورية، ليعلن التلفزيون المصري العربي، ترقب خطاب مهم للرئيس جمال عبد الناصر.
ضياع الحلم
جلس نور الشريف في بيت صديقه عوض محمد عوض، ليستمع إلى خطاب الرئيس جمال عبدالنصر، الذي سيتحدث فيه عن حقيقة ما حدث بين الخامس من يونيو 1967 والتاسع منه، فجلس الجميع يتابعون كل كلمة يقولها الرئيس بمنتهى الدقة، إلى أن قال: = هل معنى ذلك أننا لا نتحمل المسؤولية في تبعات هذه النكسة؟ وأقول لكم بصدق... وعلى رغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة فإنني على استعداد لتحمل المسؤولية كاملة، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوني عليه: لقد قررت أن...قبل أن يكمل عبدالناصر كلمته، أمسك نور الشريف «قلة مياه» كانت إلى جواره وضرب بها شاشة التلفزيون، الذي انفجر كالقنبلة، محدثاً ماساً كهربائياً طاول البيت كله وكاد يحدث حريقاً به، لولا السيطرة على النيران. لذا انشغل أفراد العائلة بالحريق والماس الكهربائي لأكثر من ساعة، كان انتهى فيها خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، من دون أن يعرفوا كل ما جاء فيه وما انتهى إليه. فجأة، سمعوا أصواتاً هادرة في الشارع تتعالى بشكل لافت، فخرجوا إلى الشرفة ليتبينوا ما يجري، وإذا بهم يجدون أن مصر كلها خرجت إلى الشوارع، ليست غاضبة مما حدث من نكسة، بل تبكي لقرار الرئيس عبدالناصر، الذي أعلن في الخطاب أنه قرر التنحي عن منصبه كرئيس للجمهورية، وكلف زكريا محيي الدين بمنصب الرئيس. خرجت الجماهير المصرية تطالبه بالعدول عن رأيه رافضة تنحيه وكانت تهتف:= ارفض ارفض يا زكريا... عبد الناصر مية مية.= «ناصر ناصر... لا رئيس إلا ناصر... لا تتنحَ لا تتنحَ».= «يا جمال الشعب معاك... إحنا الشعب واخترناك.»سمع نور الشريف هتافات الجماهير، وفهم منها أن الرئيس جمال عبد الناصر قرر التنحي عن منصبه، فانهار وسقط على الأرض وظل يبكي بكاء مريراً، ثم نهض بسرعة وانطلق إلى الشارع هو وعوض وزكريا يوسف وشاكر عبد اللطيف يهتفون مع الجماهير: * لا تتنحَ لا تتنحَ.بعد أسابيع قليلة من نكسة يونيو 1967، أعلنت نتيجة البكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية، فاختلطت المشاعر داخل نور الشريف بين فرحه بنجاحه، وبين حزنه على الهزيمة التي لحقت بالتجربة الناصرية التي ولد معها. كان يتذكر جيداً أن أول يوم له في الدراسة في الصف الأول الابتدائي، كان بعد أقل من شهرين من ثورة يوليو، فتفتح وعيه معها، وناصرها وحلم معها، وعشق خلالها زعيمه جمال عبد الناصر، بانتصاراته وتحدياته بتأميم قنال السويس، وصموده مع الشعب في حرب 1956 حتى الانتصار، ومعركة بناء السد العالي، ثم مرحلة البناء، وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وصولاً إلى الانكسار بالهزيمة.التلميذ... الأستاذ
تخرج الطالب «محمد جابر» في قسم التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، دفعة 1967، حيث جاء كالعادة الأول بامتياز مع مرتبة الشرف، في دفعة ضمت عدداً كبيراً من المخرجين والممثلين المتميزين من بينهم محمود الألفي، شقيق الدكتور نبيل الألفي، ومحمد عبد المعطي، وسامية أمين، وشاكر عبد اللطيف، وميرفت سعيد، وعبد العزيز مخيون، ونجوى أبو النجا، وغيرهم.لم يستسلم نور الشريف لأحزانه، وسرعان ما حسم أمره، فأزاح الحزن من أمام عينيه، وقرّر أن يتصرّف من خلال فلسفته ووعيه كإنسان مسؤول عن فعله، وأن يتحمّل المسؤولية بإرادة قوية وفعل يتجاوز به أي إحباط. اجتهد ليكون جاداً في عمله، وعميقاً في أفكاره، وجسوراً في تقديم نفسه للمحيطين به على الساحة الفنية. سعى بكل جهده إلى امتلاك ثقافة موسوعية عميقة، خصوصاً بعدما صدر قرار من مجلس المعهد بتعيينه معيداً، فيما كان يواصل تقديم شخصية «عادل عوض» من خلال مسلسل «القاهرة والناس» الذي استمر عرضه بشكل شبه دائم. لاحظ نجاح الشخصية يوماً بعد يوم، فأدرك أن الجمهور في حاجة ماسة إلى شعاع أمل جديد يأخذ في يده، في ظل حالة الانكسار التي يعيشها، وهو ما يمثله لهم «عادل عوض». بناء عليه، خطط لإجراء دراسة ميدانية عن «الشخصية المصرية» من خلال الذهاب إلى الأقاليم، وإخراج مسرحيتين في محافظتين مختلفتين ولمدة شهر في كل منهما، وخلال الجولات يسجّل العادات والتقاليد لأهل المحافظات. فهو شعر بأن الوسائل الفنية، سواء السينما أو المسرح، أو حتى الإذاعة والتلفزيون، لم تقدم أعمالاً تقوم على دراسة حقيقية لطبيعة الشعب المصري والشخصية المصرية. لذا لم يكن قراره بممارسة الإخراج مجرد رغبة لإثبات أنه يملك موهبة الإخراج، بل لإيمانه الشديد بأن الإخراج موقف من قضايا الحياة كافة، والمخرج يجب أن يكون صاحب وجهة نظر واضحة، وعندما يختار نصاً بعينه فإنه يكون اختار ذلك بالتوافق مع أفكاره ومبادئه.قبل أن يبدأ في مشروعه فوجئ نور الشريف باتصال من المخرج حسن الإمام يطلب مقابلته، فلم يسأله عن السبب، ولم يتردد في الذهاب، فهو يعرف جيداً من هو حسن الإمام، صاحب الأفلام السينمائية الأكثر شعبية، والتي تتعلّق بها القاعدة العريضة من الجمهور. لذا حرص على أن يكون قبل الموعد المحدد في مكتب المخرج الذي صافحه ببرودة، ثم جلس ووضع يده أسفل خده الأيسر ومط شفتيه، وراح يتفحصه، ثم باغته بسؤال: = أنت اسمك محمد جابر ولا نور الشريف؟* في الحقيقة الاتنين. محمد جابر اسمي الحقيقي، ونور الشريف اسم الشهرة.= وأنت مشهور ليه بقى؟ أنا ما شفتلكش حاجة علشان تبقى مشهور.* حضرتك جايبني علشان تقوللي الكلام ده؟= أنت اتقمصت ولا إيه؟ أنا عايز أعرف مين اللي هيشتغل معايا.* أنا اسمى نور الشريف. خريج معهد التمثيل وبشتغل معيد في المعهد... وممثل.= عارف يا عم نور كل ده. بس قوللي أنت تعرف عادل إمام منين؟ * الممثل عادل إمام أعرفه كممثل طبعاً.= لا... أنتوا أصحاب يعني؟* عمري ما قابلته. لكن شوفت كل أدواره في السينما.= عادل إمام هو اللي رشحك تشتغل معايا. ولما سألت عنك أستاذك نبيل الألفي شكر فيك أوي هو كمان... والاتنين معجبين بيك يا سيدي.. فقلت أخد فرصتي أنا كمان في الإعجاب.* أنا بشكرك... وبشكرهم طبعاً على الثقة دي. ويا رب أكون عند حسن ظنهم. طبعاً أستاذي نبيل الألفي له فضل كبير عليا. لكن هاخد تليفون الأستاذ عادل إمام من حضرتك... وهشكره بنفسي إن شاء الله، سواء حصل نصيب أو ما حصلش.= على العموم هنشوف... أنا لسه ما خدتش قرار لحد دلوقت.* اللي حضرتك تشوفه. في كل الحالات أنا تحت أمرك.= قوللي أنت قريت حاجة لنجيب محفوظ؟* أغلب أعماله.= قريت «قصر الشوق»؟* طبعاً... = وشوفتلي أفلام إيه؟* شوفت كل أفلام حضرتك تقريباً. = شوفت «بين القصرين»؟* طبعاً... ده من أهم أعمالك لأنك كنت حريصاً أن تنقل عالم نجيب محفوظ من الرواية إلى الشاشة بشكل غير مسبوق.= يظهر الكلام اللي قالوه عنك صحيح... طيب خد السيناريو ده. أقراه وهاتيجي بكره الصبح زي دلوقت... هانتناقش فيه.كان اللقاء في اليوم الثاني مع المخرج حسن الإمام أكثر حميمية من اللقاء الأول، وبعد جلسة طويلة من القراءة والنقاش، أسند إلى نور الشريف دور «كمال» ابن «السيد أحمد عبد الجواد» في الفيلم الذي كان يستعد لإخراجه عن الرواية الثانية في ثلاثية نجيب محفوظ «قصر الشوق». على عكس المعروف، لم يكن «السيد أحمد عبد الجواد» بطل الثلاثية التي كتبها نجيب محفوظ، بل الابن الأصغر «كمال عبد الجواد»، وكما رسمه محفوظ بدقة هو فتى ضخم الرأس، وكبير الأنف، وأجعد الشعر، أبعد ما يكون عن مواصفات النجم في الستينيات. لكنه في الوقت نفسه، حالم رومانسي يَنشد الكمال كالفلاسفة ويضمر أكثر ما يظهر.حرص نور الشريف على أن يقدّم شخصية «كمال» كما رسمها نجيب محفوظ وتصوّرها حسن الإمام، بل أيضاً من خلال ملامحه الخارجية وروحه ودواخله، فضلاً عن خياله، ليعكس أزمته الروحية والإنسانية. ولما كان البعض أكّد أن «كمالاً» هو نجيب محفوظ نفسه، فكان لا بد من أن يعيش نور وقتاً طويلاً مع الشخصية قبل بدء التصوير، فحدثت له حالة من الاتحاد معها.الاختبار الأول
شاءت الأقدار أن يبدأ نور الشريف رحلته في السينما عام 1967 مع عمالقة الفن في التمثيل والتأليف والإخراج، من خلال دور «كمال عبد الجواد» مع المخرج حسن الإمام في فيلم «قصر الشوق» عن رائعة الكاتب العالمي نجيب محفوظ، سيناريو محمد مصطفى سامي وحواره. شارك مجموعة من كبار النجوم من بينهم، نادية لطفي، ويحيى شاهين، وعبد المنعم إبراهيم، وماجدة الخطيب، وأمال زايد، وميمي شكيب، وزوزو شكيب، إضافة إلى الفنانين الشباب سمير صبري، وسعيد صالح، وعبد الغفور محمد، وسهير الباروني، وهالة فاخر، وزيزي مصطفى، والمطربة سناء الباروني، وشقيقة سهير الباروني، التي شاركت في الفيلم بصوتها فحسب.حدّد حسن الإمام موعد أول يوم لبدء تصوير الفيلم، وكان مقرراً في التاسعة صباحاً. ظلّ نور في الليلة السابقة قلقاً متوتراً يجتهد في حفظ دوره، ويقف أمام عمته وشقيقته عواطف التي حضرت خصيصاً لتكون إلى جواره في أهم يوم في حياته، ويحاول أن يؤدي شخصية «كمال» أمامهما. كانتا تثنيان عليه، غير أنه راح يعنّف نفسه، مؤكداً أن بإمكانه أن يؤدي أفضل من ذلك، إلى أن تأخّر الوقت كثيراً ولم ينم نور كفاية كي يريح جسده ونفسه من التوتر.كانت النتيجة أنه استيقظ متأخراً في السابعة صباحاً، ومن المفترض أن يكون جاهزاً أمام الكاميرا في الأستوديو في التاسعة. راح يرتدي ملابسه بسرعة، وما إن وقف أمام المرآة حتى فزع بسبب الكارثة التي اكتشفها، إذ تورمت عيناه من السهر والقلق والتوتر. راح يضع لهما «كمادات» بمساعدة شقيقته، لكن من دون جدوى، ولم يجد بداً من الذهاب إلى الأستوديو على هذه الحال. هناك، قابله مساعد المخرج الأول سامي عبد النور الذي دهش بمجرد أن رأى وجه نور الشريف، وتبدلت ملامحه، وأكّد له أن القرار في يد الأستاذ المخرج، فتوجّه مساعد المخرج وهمس في أذن حسن الإمام، الذي رفع رأسه ونظر إلى وجه نور الشريف وقال:= بسيطة... نشوف واحد غيره. شوف فين الإنتاج خليه يشوفلنا ممثلاً آخر للدور.كانت كلمات حسن الإمام كطلقات رصاص أطلقها بلا رحمة على قلب الممثل الشاب الذي يحاول وضع قدميه على أبواب الانطلاقة. ما إن سمعها حتى انتحى جانباً واجتهد ألا تنزل دموعه، وظلّ واقفاً منكسراً، يتلقى نظرات الإشفاق من الموجودين في الأستوديو. وبعد لحظات مرّت ثقيلة كادت تقضي على حلمه، اقترب منه حسن الإمام ونظر إليه وضحك ضحكة كبيرة وقال:= أنت صدقت يا ابني. أنا بهزر معاك.* أنا آسف والله يا أستاذ. غصب عني.= أكيد غصب عنك. أنت قاصد يعني تتعب عينيك. روح يلا عالج عينيك وإحنا مستنينك.عادل إمام
كان عادل إمام معروفاً إلى حد ما حين تعرف إلى نور الشريف لأول مرة، وأدّى دوراً كبيراً في حياته بترشيحه لأول دور سينمائي حقيقي في مسيرته. كان الكوميديان الشاب شارك في أعمال فنية عدة حتى جاءت بدايته الحقيقية عام 1963 عندما أسند إليه الفنان عبد المنعم مدبولي دوراً في مسرحية «أنا وهو وهي»، التي أخرجها وكتبها بمشاركة سمير خفاجي، وأدى بطولتها النجمان فؤاد المهندس وشويكار.أسند مدبولي إلى الشاب عادل إمام دور وكيل المحامي «دسوقي أفندي»، فاشتهر من خلاله وأصبح وجهاً مألوفاً، تهافت عليه المنتجون والمخرجون. كذلك قدمت فكرة المسرحية في العام نفسه من خلال السينما وبأبطالها أنفسهم وأدوارهم. وشارك عادل مع الفريق نفسه عام 1965 في مسرحية «أنا فين وأنت فين»، كذلك حضر في أفلام سينمائية عدة من بينها «المدير الفني» مع فريد شوقي، و«العقلاء الثلاثة» مع رشدي أباظة، و«إجازة بالعافية» مع فؤاد المهندس ومحمد عوض، و«سيد درويش» مع كرم مطاوع، و«مراتي مدير عام» مع صلاح ذو الفقار وشادية. وفي عام 1967، شارك في فيلم «كرامة زوجتي» مع شادية، إلى جانب مشاركته في مسرحية «البيجاما الحمراء» مع عبد المنعم مدبولي وأبو بكر عزت وسعيد صالح، وفيلم «3 لصوص» مع فريد شوقي ونبيلة عبيد، ومن إخراج حسن الإمام.
البقية في الحلقة المقبلة
عادل إمام أبدى إعجابه بنور الشريف وتنبأ له بمستقبل كبير
«نكسة 67» كانت صدمة كبيرة له جعلته ينهار نفسياً
نجح نور بامتياز وعُيِّن معيداً في معهد التمثيل
الزعيم رشحه للمخرج حسن الإمام فحصل على بطولة «قصر الشوق»
اجتهد ليكون جاداً في عمله وعميقاً في أفكاره
«نكسة 67» كانت صدمة كبيرة له جعلته ينهار نفسياً
نجح نور بامتياز وعُيِّن معيداً في معهد التمثيل
الزعيم رشحه للمخرج حسن الإمام فحصل على بطولة «قصر الشوق»
اجتهد ليكون جاداً في عمله وعميقاً في أفكاره