صدر حديثاً في القاهرة كتاب "التفسير المنير ومعالجة قضايا المجتمع من خلال القرآن"، عن دار الفكر المعاصر للدكتور عمر مختار القاضي الأستاذ في جامعة الأزهر، وهو تفسير يشرح أحكام القرآن على ضوء قضايا الإنسان المعاصر، ويهتم بمعالجة الشكوك التي تعترض فكر غير المسلمين في الوقت الحاضر تجاه بعض الآيات القرآنية.

وفي مقدمة الكتاب يصف المؤلف الوقت الزمني الذي استغرقه في البحث عن المصادر الموثقة من أجل الانتهاء من هذا الكتاب قائلاً إنه استغرق قرابة عشر سنوات، ما بين المراجعة والتنقيح والتعمق في شرح بعض الظواهر الكونية والحياتية، موضحاً: "هذا الكتاب يهتم بمعالجة الشكوك التي تشوش على فكر غير المسلمين، عند الاطلاع على بعض آيات القرآن الكريم، ويدحض الشبهات التي يثيرها الجاهلون بحقيقة الإسلام".

Ad

وكشف المؤلف عن مجهود بحثي طويل للبحث عن القضايا التي يثيرها الغرب وعالجها بالعقل والمنطق، والتي تخطت 185 قضية في شتى المجالات، وانتهاجه الطريقة العلمية، الأمر الذي أسهم في إقبال كثير من الباحثين في الغرب على دراسة الإسلام، والتعرف على الدلالات العلمية والبراهين المثبتة لصدق النبوة.

وناقش المؤلف في كتابه عدة مسائل عقدية واجتماعية وفلسفية وتشريعية، متبعا المنهج العقلي الذي يقبله المسلمون وغير المسلمين، في إطار أفق واسع يسمح لعقلية غير المسلم في الشرق والغرب باستيعاب حلول تلك القضايا، وما يتعلق بها من تفسيرات وشروح، وبذلك حقق هذا التفسير ما طمح إليه مؤلفه من تقديم فكرة جلية عن الإسلام بعيداً عن كل خلط والتباس، من خلال خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم، فهو كتاب الله المبارك (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[فصلت: 42].

ويتعرض الكتاب في أحد فصوله لعدد من الشبهات المعاصرة، وقام بمعالجتها باستقلالية دون الوقوع في الاختلاف في التفاسير الأخرى، موضحا أن القضايا تعبر عن فكر إنساني، بينما تفسير النصوص القرآنية هي أقرب إلى إرادة المشرع ومقاصده، وهنا تبدو قيمة هذا العمل في تبسيط التفسيرات الحياتية القابلة للنقاش، وشرح مستفيض للتفسيرات القرآنية التي لا تقبل التأويل ولكن بشرحها بشكل آخر.