يصرّ المسؤولون والأهالي في صيدا، عاصمة جنوب لبنان، على إعادة المدينة إلى الخارطة السياحية الوطنية والعربية، وذلك من خلال إقامة نشاطات ثقافية وتراثية وترفيهية لكل فئات المجتمع.ضمن هذا السياق تحضر مهرجانات صيدا الدولية التي تنطلق بليلة سياحية في 26 أغسطس المقبل في صيدا القديمة التي ستنبض بالحياة بأمسية سياحية وتراثية تعزِّز التراث الثقافي للمدينة، حيث ستفتح المراكز التراثية والتاريخية أبوابها وتحيي نشاطات فنية وتراثية متنوعة.
أميرة الإحساس النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب تغني بأدائها المبهر أغانيها الراقية لجمهورها في 6 سبتمبر، في حفلة هي الأولى لها في مدينة صيدا والجنوب.تليها في 7 سبتمبر حفلة موسيقية لنجوم «الميوزك هول»، ويشكِّل الأخير الملاذ الأمثل لمحبي الموسيقى والأجواء الرائعة، حيث يعرف بقلب العالم النابض بالموسيقى. ومدينة صيدا على موعد مع باقة من العروض الموسيقية المباشرة من الروك والموسيقى الغجرية واللاتينية، بالإضافة إلى موسيقى منطقة الشرق الأوسط والجاز.ويلتقي الموسيقي غي مانوكيان الجمهور في 8 سبتمبر. النجم المفعم بالكاريزما يعد الصيداويين وغيرهم بأمسية مميزة بعد النجاح الذي حققه في حفلته السابقة في مهرجانات الصيف الماضي. وسيقدم المقطوعات الموسيقية الممتعة الحائزة جوائز عدة.في النسخة الثانية من المهرجانات، كما الأولى منه، تحتفي صيدا بالألوان في 10 سبتمبر في «مهرجان صيدا بالألوان»، وهو نشاط المرح، حيث يتراشق الشباب بمساحيق ملونة أثناء الاستمتاع بالنشاطات الفنية والترفيهية والنشاطات الأخرى من المطاعم المتنوعة والمساحات الواسعة.
أساس التنمية
إعلان البرنامج جاء خلال مؤتمر صحافي عقد في القاعة الزجاجية لوزارة السياحة في لبنان، بحضور وزيري السياحة اواديس كيدانيان والثقافة د. غطاس الخوري، ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري، ورئيس بلدية صيدا أحمد السعودي، ورئيسة لجنة مهرجانات صيدا ندين، وغيرهم. السعودي لفت الى أن «السياحة أساس في التنمية» وهي «إحدى أولويات خطط البلدية للنهوض بالمدينة». وقال: «الثقافة والتراث جزء من وجه لبنان السياحي ودوره الحضاري. وصيدا بما تختزن من تاريخ يمتدّ إلى الألف الرابع قبل الميلاد تعتزّ بمخزونها الثقافي والتراثي الذي يجسد عراقتها وانفتاحها منذ القدم على العالم وتفاعلها معه، وشهدنا أخيراً كيف تألقت المدينة بمعالمها وبيوتها التراثية في ليلة المتاحف التي نظمتها وزارة الثقافة في نيسان الماضي».كذلك نوه بنشاط «السيدات النشيطات» في لجنة المهرجانات، «لجهودهن اللواتي استطعن من خلالها إعادة صيدا على خارطة المهرجانات السياحية في لبنان، حيث لم يقتصر هذا النشاط على مهرجانات الصيف، إنما استمر خلال الأعياد المجيدة نهاية عام 2016 بتنظيم مهرجان القرية الميلادية، ثم أخيراً مهرجان «سوق صيدا بيساع» في الوسط التجاري، وجميعها أنشطة تصبّ في هدف واحد هو تحفيز النشاط السياحي والثقافي والتراثي في صيدا انطلاقاً مما تمتلكه من مقومات كمدينة تاريخية أثرية تكاد تكون من بين المدن التاريخية القليلة التي لا تزال تضج معالمها بالحياة والنشاط».الخوري بدوره قال: «في صيدا معالم تاريخية وتراثية نفتخر بها، ومهرجاناتها تتمتّع بطابع ثقافي ونحن نشجعها على ذلك، خصوصاً أنها تضمّ الفنان غي مانوكيان وكوكبة من الفنانين المميزين». وختم: «نصر على أن تبقى الحياة تدب في صيدا وتزدهر».وأكّد كيدانيان أنه عندما تكون السياحة متطورة في لبنان، وهي تؤمن 20 في المئة من دخله القومي، فإن الوضع الاقتصادي يكون جيداً ويؤمن إدخال العملة الصعبة إلى البلد، كذلك الوضع الاجتماعي يكون ممتازاً. من ثم، تتراجع الخلافات السياسية».المكتوب يقرأ من عنوانه، هكذا وصف كيدانيان مهرجانات صيدا، «خصوصاً أنها تضمّ غي مانوكيان الذي شارك في العزف على البيانو خلال مهرجان منتدى السياحة العالمي، وكانت له أهم بصمة بقيت محفورة لدى ممثلي 150 شركة عالمية، وكانت ردود فعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي إيجابية جداً.