مبادرة جديدة سجلها بنك الكويت الوطني في ميدان العمل الصحي تمثلت في انشاء وحدة للعلاج بالخلايا الجذعية، تابعة لمستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي لعلاج سرطان الأطفال بمنطقة الصباح الطبية، والتي قام البنك ببنائها وإنشائها بمبلغ 7 ملايين دينار، وتعد الوحدة الجديدة الأولى من نوعها في الكويت، وهي متخصصة في زراعة النخاع الشوكي للأطفال دون سن 16 عاماً بالمجان، وقد تمت الاستعانة فيها بمستشارين عالميين متخصصين في تصميم مستشفيات الأطفال التخصصية.

وفي هذا السياق، أعرب رئيس مجلس إدارة البنك ورئيس لجنة البنك والمجتمع ناصر الساير عن سعادته وفخره بإنجاز هذا الصرح الطبي الفريد، والذي يعوّل عليه ليكون مركزاً كويتياً رائداً في المنطقة لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان.

Ad

وقال الساير، في كلمة له خلال افتتاح الوحدة بحضور وزير الصحة د. جمال الحربي وعدد من مسؤولي الوزارة والمستشفى والبنك الوطني, إن الكويت في موقع متقدم بالمنطقة في مجال تأمين وتوفير العلاجات المتقدمة والمتطورة للمرضى المصابين بالسرطان، لاسيما أنها تعاني ارتفاعاً في نسبة انتشار مرض السرطان فيها، والذي أصبح يشكل تحدياً حقيقياً لا على صحة الأفراد فحسب ولكن يمتد تأثيره السلبي إلى النمو الاقتصادي ومستوى الإنتاجية والتطور، لاسيما اذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم الإنفاق المرصود على هذا المرض من إجمالي إنفاق الدولة على الرعاية الصحية.

مسؤولية اجتماعية

وأكد أن محاربة مرض السرطان هي مسؤولية الجميع، معرباً عن فخره بالتعاون البنّاء بين البنك ووزارة الصحة والذي أثمر قبل 17 عاماً عن ولادة مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي لعلاج سرطان الأطفال، مشيراً إلى أن «الوطني» قد واصل استثماره في هذا التعاون ليحقق إنجازاً جديداً اليوم عبر إطلاقه أول مركز من نوعه في الكويت لعلاج الأطفال المصابين بالمرض عن طريق الخلايا الجذعية.

وذكر الساير أن البنك منذ تأسيسه قبل 65 عاماً تصدر قائمة مؤسسات القطاع الخاص التزاماً منه بالمسؤولية الاجتماعية، وذلك عبر إطلاقه العديد من البرامج الحقيقية الملموسة التي تلتقي مع جهود القطاع العام في مجال التنمية والدعم الاجتماعي والانساني والصحي والتعليمي، مشيراً إلى أن «الوطني» كثّف خلال السنوات الماضية جهوده لدعم كل الفعاليات الاجتماعية ليحافظ على موقعه كأكبر المساهمين في خدمة المجتمع الكويتي، وليستمر في نهجه وثقافته المتأصلة في المسؤولية الاجتماعية.

علاج مجاني

وأوضح أن افتتاح المركز خلال شهر رمضان بمثابة زخم ودعم لمواصلة الجهود في مواجهة ومكافحة السرطان ومساعدة الأطفال المصابين من مختلف الجنسيات على تلقي العلاج بالخلايا الجذعية مجاناً وهم محاطون بعائلاتهم ومحبيهم وبالدعم الأسري وذلك دون تكلفهم لمصاريف السفر إلى الخارج وما يتبعها من مصاريف علاج وإقامة.

وأضاف أن البنك، منذ تأسيسه، حمل على عاتقه خدمة جميع شرائح المجتمع حيث تجاوزت مساهماته التي قدمها خلال السنوات الماضية نصف مليار دولار في مختلف المجالات، والتي كان أبرزها التعليم، الصحة، التوظيف، التدريب، دعم الكوادر الوطنية، برامج الرعاية والدعم الاجتماعي، بالإضافة الى المبادرات الرياضية والانشطة البيئية.

ولفت إلى أن «الوطني» حرص على تقديم الدعم للقطاع الصحي من خلال إطلاق العديد من المبادرات، ويعد افتتاح الوحدة الجديدة إحدى المساهمات الهامة له في هذا القطاع، حيث قام البنك بتصميم وتنفيذ وإنشاء وصيانة مركز جديد لأمراض الدم والسرطان وزراعة النخاع الشوكي للأطفال.

مشروع متكامل

وأضاف الساير أنه تم تصميم مبنى وحدة العلاج بالخلايا الجذعية تحت إشراف وتوصيات اللجنة المشكلة من وزارة الصحة العامة لمتابعة المشروع، حيث أقيم المشروع على أرض تبلغ مساحتها 7 آلاف متر مربع، وتمت الاستعانة بمستشارين عالميين من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا متخصصين في تصميم مستشفيات الأطفال التخصصية.

وأوضح أن المواد الإنشائية والتشطيبات والأنظمة التشغيلية والطبية اعتمدت لتتوافق مع أحدث الأنظمة العالمية الخاصة بهذا النوع من المستشفيات، مشيراً إلى أن الوحدة الجديدة تحتوي على عيادات طبية خارجية وجناح متكامل لوحدة زراعة النخاع، وغرف للعمليات، وغرف للعناية المركزة، ومختبرات وصيدلية تخصصية، بالإضافة الى مكاتب للأطباء والاستشاريين، وقاعات تعليم وتدريب ومكاتب إدارية، مشيرا إلى أنه تم ربط مبنى المستشفى الجديد بمستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال من خلال جسر معلق مكون من طابقين، حتى تتكامل الخدمات الطبية الخاصة بأمراض الدم وسرطان الأطفال، موضحاً أن مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال كان قد تم إنشاؤه قبل 15 عاماً، وهو الأول من نوعه في منطقة الصباح الطبية لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان بتكلفة تجاوزت 6 ملايين دينار حينها.

وعبر الساير عن شكره لجميع من شارك وساهم في هذا المشروع من مسؤولين في وزارة الصحة وأطباء ومتخصصين ومهندسين واستشاريين، وذلك لجهودهم وتعاونهم في انجاز هذا المشروع.

مواصفات عالمية

بدوره، أكد وزير الصحة د.جمال الحربي أن وحدة العلاج بالخلايا الجذعية هي الأولى من نوعها وتمثل طفرة وإضافة جديدة لمنظومة خدمات علاج أطفال مرضى السرطان التي تقدم في الكويت، فهي وحدة متخصصة ومتكاملة وبمواصفات عالمية، وتأتي ضمن رؤية الوزارة لتطوير الأداء بهذا التخصص المهم.

وقال الحربي، في تصريح للصحافيين خلال افتتاح وحدة العلاج بالخلايا الجذعية، إن البنك الوطني قام ببناء الوحدة التي تكلف إنشاؤها 7 ملايين دينار، وتعد الأولى من نوعها في الكويت وهي متخصصة في زراعة النخاع الشوكي للأطفال دون سن 16 عاماً بالمجان.

وأضاف أن وحدة العلاج بالخلايا الجذعية مجهزة بأحدث التجهيزات التي تسهل علاج الأطفال، غير أن هذا العلاج يستغرق وقتاً طويلا، موضحا أنه خلال مدة شهر يتم تبديل الخلايا الجذعية لحالتين فقط بمعدل يتراوح ما بين 48 إلى 50 حالة سنويا.

وبينما أعرب عن اعتزازه بإسهامات بنك الكويت الوطني في توفير خدمة متميزة تضاف إلى الخدمات التخصصية للمرضى، أشاد بدقة تصميم المبنى الجديد بما يتوافق مع المعايير العالمية، مشيراً إلى أن أعمال الحفر بدأت في مركز الشيخة سلوى الصباح للخلايا الجذعية للكبار بمنطقة الصباح الصحية، والمتوقع الانتهاء منه في القريب العاجل.

شروط بيئية

من جانبه قال مدير مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال د. ميثم حسين إن المشروع الجديد راعى في تصميمه أعلى المعايير المعمارية والهندسية العالمية إلى جانب الشروط البيئية والنفسية للمرضى وذويهم، وذلك بفضل جهود فريق من المحترفين من أطباء وممرضين ومهندسين ساهموا بأفكارهم وآرائهم وجهودهم في إنجاز وإنجاح هذا المشروع.

وأضاف حسين أن هذا المستشفى هو الأول من سلسلة مرافق وزارة الصحة الذي يهتم حصرياً بفئة الأطفال دون سن 16 عاماً والوحيد على مستوى الكويت الذي يهتم بعلاج سرطان الدم والأورام لدى الأطفال والعلاج بالخلايا الجذعية.

«تكريم الوطني»

عقب الافتتاح، قام وزير الصحة د. جمال الحربي يرافقه رئيس مجلس إدارة البنك ناصر الساير، والرئيس التنفيذي للمجموعة عصام الصقر، وباقي الحضور بجولة تفقدية في المستشفى، حيث قاموا بزيارة الأجنحة المختلفة وغرف العمليات والعناية المركزة، إضافة إلى العيادات الطبية الخارجية والمختبرات. واختتمت الجولة بتكريم ناصر الساير ممثلاً للبنك الوطني.

حملات صحية لمكافحة السرطان

قال ناصر الساير إن البنك الوطني، في إطار تواصل اهتمامه بالقطاع الصحي، أطلق العديد من الحملات منها حملته السنوية لمكافحة مرض سرطان الثدي والتوعية بسبل الوقاية منه تحت عنوان «افحصي»، كما أطلق حملة «أحلم أن أكون» لتحقيق أحلام الأطفال من مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضاف الساير أن البنك واصل دعمه لمختلف الجهات التي تعنى بالشأن الصحي مثل الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم «كالد» والمتخصصة في مساعدة الطلاب الذين يعانون صعوبات في التعلم، لافتاً إلى رعاية بنك الكويت الوطني لمشروع تعليم أطفال الأسر من ذوي الدخل الضعيف، والذي أطلقته جمعية الهلال الأحمر الكويتية سابقاً.

وشدد على التزام «الوطني» بدعمه لكل ما من شأنه المساعدة في مواجهة مرض السرطان، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والشباب الكويتي من أطباء واختصاصيين، سعياً منه إلى مواكبة التطورات وتوفير ما أمكن من علاجات ناجحة للمرضى من الأطفال الذين لهم الحق في عيش حياة أفضل وأكثر صحة.

حضور الافتتاح

حضر حفل الافتتاح كل من وزير الصحة الأسبق ورئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفيات (KACCH) د. هلال الساير، ورئيس مجلس ادارة بنك الكويت الوطني، رئيس لجنة البنك والمجتمع ناصر الساير، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لمجموعة «الوطني» عصام الصقر، ونائبة الرئيس التنفيذي للمجموعة شيخة البحر والرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني- الكويت صلاح الفليج، وأعضاء مجلس ادارة البنك والادارة التنفيذية والمديرين العامين في البنك، إلى جانب مدير مستشفى الصباح د. مهدي الفضلي، ومدير مستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال د. ميثم حسين، وعدد كبير من الأطباء والهيئة التمريضية والإدارية.