الكويت في حكومة العالم!
تبقى عضوية الكويت في مجلس الأمن نصراً دولياً رمزياً، فهذه المؤسسة الأممية المنوط بها أهم أهداف السياسة الكونية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين تبقى أسيرة الدول الكبرى صاحبة الأمر والنهي؛ لما تملكه من حق النقض أو الفيتو، لكن يظل مجلس الأمن منبرا عالميا للتعبير عن مواقف دولة الكويت في القضايا الدولية بجرأة ووضوح.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لهذا فإن رصيد الدبلوماسية الكويتية غني بالسمعة الإيجابية والمصداقية في القيم والمواقف على الرغم من عدم بلوغها قمة الكمال في عالم تعصف به توازنات القوى وضغوطها وتحولاتها السريعة، ولعل السياسة الخارجية الكويتية تمثل نقاط التقاء ليس بين الحكومة والتيارات السياسية والشعبية الوطنية فقط، بل حتى بين عامة أفراد المجتمع الكويتي رغم الخلافات الكبيرة والحادة أحياناً في الشأن الداخلي.لذا تبقى عضوية الكويت في مجلس الأمن نصراً دولياً رمزياً، فهذه المؤسسة الأممية المنوط بها أهم أهداف السياسة الكونية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين تبقى أسيرة الدول الكبرى صاحبة الأمر والنهي لما تملكه من حق النقض أو الفيتو، لكن يظل مجلس الأمن منبرا عالميا للتعبير عن مواقف دولة الكويت في القضايا الدولية بجرأة ووضوح، والتحدي الأكبر الذي يواجه الدبلوماسية الكويتية في عضوية مجلس الأمن لمدة سنتين يتمثل بالقضايا الحساسة والأزمات الكبرى التي بدأت تصدع الجدار العالمي ومواقف الدول الكبرى منها، وخصوصاً الحروب المستمرة في منطقة الشرق الأوسط والإرهاب والتمرد الأميركي الصريح على الإجماع الدولي، وآخرها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس الخاصة بالبيئة والاحتباس الحراري.نتمنى للدبلوماسية الكويتية التي أجمعت الأسرة الدولية بالكامل تقريباً على اختيارها لتمثيل قارة آسيا العملاقة، ومنها تمثيل العالم بأسره في مجلس الأمن الدولي، النجاح، وتثبيت أسس المصداقية الكويتية العريقة فيما تتخذه من مواقف عملية إزاء مختلف القضايا العالمية، كما نتمنى أن تنعكس هذه السمعة الخارجية الطيبة على أداء الحكومة محلياً، التي أصبحت من خلال مقعدها الجديد عضوا في الحكومة العالمية، في الداخل الكويتي وما نواجهه من مشكلات مزمنة، فلا خير فينا أن ننجح في الخارج في حين نفشل في الداخل!