تمكنت قوات "سورية الديمقراطية" التي تضم خليطاً من الأكراد والعرب وتحظى بدعم الولايات المتحدة من دخول مدينة الرقة عاصمة تنظيم "داعش" اليوم من الجهة الشرقية، وسيطرت على عدد من المباني في حي المشلب بعد ساعات على إطلاقها لما وصفته بـ"المعركة الكبرى" للسيطرة على أبرز معاقل التنظيم المتطرف في سورية.

وأعلن متحدث باسم القيادة العامة للقوات المعروفة بـ"قسد" انطلاق معركة تحرير الرقة، "العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهاببين" في مؤتمر صحافي عقد في قرية الحزيمة على بعد 17 كيلومترا من الرقة شمال البلاد.

Ad

وقال المتحدث إن الهجوم على الرقة بدأ ليل الاثنين ــــــ الثلاثاء من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.

وأضاف أن التنظيم "يقاوم للدفاع عن عاصمته"، مؤكداً أن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقوات سورية الديمقراطية من خلال الطيران والسلاح الحديث سيؤدي إلى انتزاع الرقة من "داعش".

ويأتي ذلك بعدما أحرزت قوات "قسد"، المدعومة من واشنطن، تقدما كبيرا على الأرض خلال الأسابيع الماضية في اتجاه الرقة.

وبدأت "قسد" هجوما واسعا في اتجاه الرقة مطلع نوفمبر الماضي، ونجحت في السيطرة على العديد من القرى والبلدات وقطعت طرق الامداد الرئيسية للجهاديين. وكانت السيطرة على مدينة الطبقة وسد الاستراتيجي أبرز العمليات العسكرية خلال الأسابيع الماضية.

وتوقع التحالف الدولي أن يكون هناك قتال صعب بعد هزيمة "داعش" في الرقة والموصل، مضيفاً أن السيطرة على الرقة سيقضي على "فكرة داعش".

تحذير تركي

في هذه الأثناء، أبدت أنقرة قلقها من التطورات الأخيرة بالرقة، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن أنقرة سترد على الفور إذا مثلت عملية انتزاع السيطرة على مدينة الرقة التي تشارك بها "وحدات حماية الشعب الكردية" تهديدا لتركيا.

وأضاف متحدثا أمام نواب من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بعد إعلان اطلاق المعركة أن تركيا تتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت الحالي، وأن أنقرة ستتدخل منفردة من دون مراجعة احد في حال تعرضت لتهديد من الجانب السوري للحدود.

وتعتبر أنقرة "وحدات حماية الشعب الكردية"، وهي جزء من تحالف "قسد" المدعوم من واشنطن، جماعة إرهابية متحالفة مع مسلحين يشنون تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984.

مقتل مدنيين

وفي وقت سابق، قتل 21 مدنيا في غارة جوية شنها التحالف الذي تقوده واشنطن أثناء محاولتهم الفرار من الأحياء الجنوبية لمدينة الرقة.

إلى ذلك، أعلن "المرصد السوري" لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة أسقطت طائرة حربية تابعة للنظام السوري اليوم الأول في منطقة تل دكوة بريف دمشق الجنوبي، وأن مصير قائدها لا يزال مجهولا.

في موازاة ذلك، استأنفت فصائل معارضة من "الجيش السوري الحر"، أمس، معركة "الأرض لنا" التي أطلقتها قبل أيام في البادية السورية (صحراء سورية الجنوبية الشرقية)، وكبدت قوات النظام وميليشيات موالية لإيران خسائر وصفتها بـ"الفادحة" في العتاد والأرواح، كما شنت هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام في ريف السويداء الشرقي وريف دمشق، وأحرزت تقدماً على محور كسارات الشحمة ومفرق جليغيم على أوتستراد دمشق.

على صعيد آخر، أعلن مصدر عسكري في جيش النظام السيطرة على نقاط استراتيجية في منطقة ريف سلمية الشرقي التابعة لمحافظة حماة وسط البلاد بعد القضاء على 60 من عناصر "داعش" وتدمير عدد من آلياتهم.

معركة المنشية

من جانب آخر، جُرح عدد من المدنيين اثر قصف الطيران الحربي لقوات النظام بلدة طفس بريف درعا الجنوبي وبلدة الحارة بمنطقة الجيدور بريف درعا الشمالي.

وجاء ذلك في وقت تدور اشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة في حي المنشية بدرعا البلد، وسط قصف النظام للأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة.

وقتل 16 فردا من "حزب الله" اللباني في درعا خلال مواجهات عنيفة اندلعت في حي المنشية الاستراتيجي، والذي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليه بعد أن خسرته قبل أسابيع.

ويسعى النظام من خلال استعادة المنشية، وفقاً لمصادر معارضة، لفتح هجوم كبير للوصول إلى الحدود السورية الأردنية.