أجج اعتداء السبت، الذي نفذه في وسط لندن ثلاثة أشخاص، كان أحدهم معروفاً لدى الشرطة ويثير انتقاله إلى تنفيذ هجوم الغضب، الجدل السياسي قبل الانتخابات التشريعية، إذ حذر رئيس بلدية لندن صادق خان أمس، من أن بقاء المحافظين في السلطة يعني "أنه سيكون لدينا عدد أقل من الشرطيين".

وأبدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي تأييدها لصادق خان خلال تجمع مع أنصار حزبها أمس، في برادفورد شمال لندن. ويأتي هذا الموقف بعد أن طالبت المعارضة، أمس الأول، باستقالة ماي المتهمة بالتساهل في موضوع الأمن.

Ad

وأطلق زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن الجدل متهما ماي بأنها تقف وراء خفض عديد عناصر الشرطة حين كانت وزيرة للداخلية بين 2010 و2016.

وواجهت الشرطة البريطانية ضغوطا أمس لتوضيح كيف أمكن لأحد منفذي هجوم الدهس والطعن في لندن الإفلات من مراقبة الشرطة. وقال خان "هذا ليس شيئا غير المعقول، هذه الأسئلة يتم طرحها".

وصرح "إنني واثق من أن الشرطة سوف تبحث فيما تعرفه ، وما كان يمكن أن تفعله، وما فعلوه ، وما إذا كان هناك أي شيء كان يمكن القيام به بشكل مختلف".

بدوره وإن كان حزب المحافظين يتصدر استطلاعات الرأي، فإن الفارق تراجع بينه وبين المعارضة، إذ توقع استطلاع نشره معهد "سرفيشن" أمس فوز المحافظين بنسبة 42 في المئة من الأصوات مقابل 40 في المئة للعمال.

وهذا يجعل الوضع صعباً بالنسبة لماي التي تأمل في تعزيز الغالبية المحافظة في مجلس العموم لكي تتفاوض بقوة مع الاتحاد الأوروبي حول بريكست.

من جهة أخرى، قامت وحدة في قسم مكافحة الإرهاب في شرطة اسكتلنديارد أمس بمداهمة في شرق لندن بعد ان كشفت الشرطة عن هوية منفذين أحدهما خرام شزاد بات "27 عاماً" وهو بريطاني مولود في باكستان ومعروف لدى الشرطة، ورضوان رشيد "30 عاماً" الذي كان يعرف عن نفسه بأنه مغربي وليبي.

وقال رئيس شرطة مكافحة الإرهاب مارك راولي إن العمل جار للتعرف على هوية الثالث.

ولكن صحيفة ذا غارديان ذكرت أن المنفذ الثالث يدعى يوسف زغبة الذي أوقف من قبل السلطات الإيطالية في مطار بولونيا في مارس 2016 أثناء محاولته السفر إلى تركيا ومن ثم سورية.

وأضاف أن الشرطة تجري 500 تحقيق في إطار مكافحة الإرهاب تشمل ثلاثة آلاف شخص لا يزالون ناشطين، وأنها أحبطت خمسة اعتداءات منذ اعتداء ويستمنستر في 22 مارس، الذي قتل فيه خمسة أشخاص وتبناه كذلك تنظيم داعش الذي تبنى اعتداء 22 مايو في مانشستر حيث قتل 22 شخصاً.

وكان خرام بات معروفا لدى الشرطة والاستخبارات التي لم تتوفر لديها عناصر تفيد بأنه يعد لاعتداء.

وقبل يومين من الانتخابات التشريعية تساءلت الصحف عن سبب عدم تمكن السلطات من توقع انتقاله الى الفعل في حين أنه ظهر أمام علم أسود شبيه بعلم تنظيم داعش الذي تبنى الاعتداء، في شريط وثائقي لقناة "تشانل 4" السنة الماضية بعنوان "جيراني الجهاديون".

وأقر وزير الخارجية بوريس جونسون أمس بأنه من المفهوم أن يطرح الناس تساؤلات "عندما يرون في صحف الصباح صور البرنامج التلفزيوني الذي ظهر فيه هذا الشخص".

أما رشيد رضوان فلم يكن معروفاً لدى أجهزة الأمن. وكلاهما كان يعيش في شرق لندن.

وسقط سبعة قتلى ونحو خمسين جريحا قبل أن تقتلهم الشرطة. ولا يزال 36 جريحا في المستشفى، 18 منهم في حالة حرجة.

ووقفت بريطانيا أمس دقيقة صمت على ضحايا الاعتداء.

كما أفرجت الشرطة أمس الأول عن كل الذين اوقفتهم الاحد في اطار التحقيق في حي باركينغ المختلط. وقالت الشرطة في بيان صحافي ان الموقوفين البالغ عددهم 12 شخصا "تم الإفراج عنهم جميعا دون توجيه اي تهم لهم بعد اجراء التحقيقات اللازمة والتأكد من عدم صلتهم بالهجمات الإرهابية".