كارلا بطرس: تيم حسن مثقف وراقٍ ونادين نسيب نجيم أداؤها رائع
تطلّ الممثلة اللبنانية كارلا بطرس في عملين دراميين راهناً، الأول لبناني محلي هو «ورد جوري» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج إيغل فيلمز) والثاني لبناني سوري هو «الهيبة» (كتابة هوزان عكو، وإخراج سامر البرقاوي، وإنتاج الصبّاح). عن الشخصيتين وفريق العمل والدراما الرمضانية تحدثت إلى «الجريدة».
ما سبب اختيارك المسلسلين الرمضانيين «الهيبة» و«ورد جوري»؟عُرضت عليّ هذا العام ثمانية مسلسلات رمضانية فكان الخيار صعباً، خصوصاً أن التنفيذ يختلف عمّا نقرأ في الورق. صحيح أن الأعمال كلها جيدة والقصص جميلة، إنما تواقيت التصوير أثّرت في خياري من ناحية، ومن ناحية أخرى رغبت في التعاون مع شركة «إيغل فيلمز»، كذلك شجعّني حضور الممثلة القديرة رولا حمادة فيه. أمّا «الهيبة»، فرغبت من خلاله في التعاون أيضاً مع شركة «الصبّاح» التي قدّمت أعمالاً لافتة في السنوات الأخيرة من بينها «تشيللو»، إضافة إلى حضور النجمين تيم حسن ونادين نسيب نجيم فيه، فضلاً عن المخرج سامر البرقاوي والكاتب هوزان عكو.هل يختلف معيار اختيار الأعمال مع تقدّم الخبرة؟
طبعاً، إذ نبدأ بالبحث عن تحقيق طموحات جديدة كالتعاون مع شركة إنتاج معيّنة، أو مع ممثلين مخضرمين، أو التعرّف إلى أناس أعمالهم السابقة جيّدة، إضافة إلى تحقيق الانتشار عبر محطات جديدة.هل تنعكس الغزارة الإنتاجية التي نشهدها أخيراً على مستوى الأعمال؟الغزارة الإنتاجية الدرامية بادرة خير، فيما الغربلة في النوعية ستتحقق لاحقاً. عموماً، لدينا عناصر جيدّة جداً لم تتوافر لها الفرص دائماً، لذا تفسح هذه الغزارة في المجال أمام مشاركة هؤلاء في الأعمال الدرامية، على أن يبقى للجمهور اختيار النوع الذي يحبّ ومتابعة ممثليه المفضلين. ما رأيك في منافسة أكثر من ثماني أعمال درامية لبنانية هذا العام؟شعرت شركات الإنتاج اللبنانية أن لا مانع في دخولها السباق الرمضاني ما دمنا نحن اللبنانيين لا ينقصنا شيء من الاحترافية العالية. بل كنّا نحتاج إلى إنتاجات كبيرة وانتشار أوسع، وفي رأيي تحقق هذا الأمر بفضل الأعمال العربية المختلطة، من بينها «الإخوة» التي حققت هذه النقلة النوعية.أنت من أوائل الذين شاركوا في الأعمال المختلطة، هل تفضلينها على سائر الأعمال؟ما يهمني فعلاً أن تكون الخلطة ذكية ومبررة. في رأيي، أصبحت البلدان العربية كلها مختلطة وفي ظل تعدد الزيجات من الطبيعي أن نرى أولاداً من أمهات ذات جنسيات عربية مختلفة. ما من شك في أن الممثل اللبناني حقق انتشاراً بفضل هذه الدراما وهذا ما كان ينقصنا فحسب.
«ورد جوري»
كيف تصفين شخصية «سمارة» في «ورد جوري»؟هي أم لطفلين هربت معهما بعدما حدث إشكال في قريتها سُجن على إثره زوجها (غبريال يمين). نكتشف مع تطوّر الأحداث المزيد عن هذه الشخصية وكيفية حمايتها ولديها وتأمين كل ما يلزم لهما. للمرة الأولى تؤدين ثنائية مع غبريال يمين.يذكّرني بثنائيتي مع رفيق علي أحمد كونهما من أرباب المسرح اللبناني المخضرمين، لذا يُغني حضورهما الدراما التلفزيونية. حقق غبريال يمين عودة جميلة إلى الدراما فهو ممن تشتاق الكاميرا إلى حضورهم.أية مشكلات يعالج هذا المسلسل؟يعالج مشكلات اجتماعية صوّرتها كلوديا مرشليان بواقعية، فهي من الكتّاب الذي يعالجون «تابوهات» المجتمع بطريقة ذكية وحقيقية. ما مقوّمات نجاحه؟لا شك في أن خلطته متكاملة على صعيد الإخراج أو القصّة أو الإنتاج أو فريق عمل الممثلين المخضرمين. المشاهد ذكي ومثقف درامياً، وبالتالي لا يمكن أن نستسهل بعد الآن في النوعية التي نقدّمها بل على العكس يجب النهوض بها ليزيد شغفه تجاه المسلسلات الدرامية. ولاحظنا في الفترة الأخيرة أن الجمهور الدرامي توّسع ولم يعد يقتصر على ربّات المنزل بل انسحب على شرائح المجتمع كلها.«الهيبة»
تؤدين دور طبيبة الأسنان «غادة خوري» حبيبة البطل «جبل» في «الهيبة»، هل سنشهد إيقاعاً تصاعدياً لعلاقتكما؟غادة شخصية هادئة وراقية مرتبطة سراً منذ سنوات بشيخ الجبل وتقتصر تحركاتها ما بين العيادة والمنزل الموجودين في الطابق نفسه. هي بمثابة المهدئ في ظل الحياة الصاخبة التي يعيشها «جبل» ما بين تهريب السلاح والمخدرات. تتميّز بأسلوبها الناضج جداً غير المتهوّر في معالجة الأمور، حتى أنها راقية في غيرتها على حبيبها وستبقى كذلك حتى النهاية. أليس غريباً أن تُغرم طبيبة هادئة وراقية بتاجر أسلحة؟في الحبّ لا مجال لطرح الأسئلة! ربما هي تعشق سلطته وقوّته وهيبته. كيف تصفين الثنائية مع تيم حسن؟حضوره قويّ وهو مثقف وراقٍ جداً، لذا قبلت دوري، فضلاً عن حضور نادين نجيم المتألقة والنجمة التي تتميّز بأداء رائع، والنجمة القديرة منى واصف. فهذا العمل متكامل وهو يحقِّق أصداء إيجابية جداً.هل سنشهد مواجهة بينك وبين «نادين نجيم»؟طبعاً، إنها مواجهة بين حبيبتي «شيخ الجبل».ألا تشعرين بأن ثمة إضاءة لافتة على الخيانة الزوجية في المسلسلات حتى أن الجمهور يتعاطف أحياناً مع الخائن؟يجب أن تطرح الدراما قضايا أساسية من المجتمع، وفي الوقت نفسه حلولاً منطقية وذكية لها، فينال كل إنسان جزاءه العادل فيها. ثمة ثنائيات رمضانية وأبطال دراميون محددون لرمضان، هل تؤدين ذلك؟ثمة منتجون يسعون إلى استثمار نجاح أبطال معيّنين في رمضان ولا مانع في ذلك ما دامت الإعادة مدروسة بذكاء وتجدد وبشخصيات مختلفة مثلما حصل مع تيم ونادين.علاقات وإنتاج
توليت مسؤولية العلاقات العامة واختيار الممثلين في فيلم «زفاف... يان»، هل تكررين التجربة الإنتاجية؟أحببت كثيراً هذه التجربة. يؤكِّد «زفاف.. يان» أن العلاقات الجيّدة والاحتراف في العمل والانضباط تثمر مجتمعة عملاً ناجحاً. هذا الفيلم حالة جديدة ناجحة بين أصدقاء وأناس محترفين جداً اجتمعوا بطريقة ذكية فجاء الشخص المناسب في المكان المناسب.أكون حيث يأخذني إحساسي
شهدنا خلال العام أعمالاً درامية لبنانية ناجحة جداً خارج السباق الرمضاني. تقول كارلا بطرس في هذا الشأن: «من المفترض توافر موسمين، الأول رمضاني والآخر خارج السباق الرمضاني لتأخذ الأعمال كافة حقها. أحيي المنتجين على شجاعتهم في تقديم أعمال درامية ضخمة وجيّدة خارج السباق الرمضاني، وهذا النجاح الذي يتحقق دليل على أن الممثل اللبناني أصبح مطلوباً في الخارج أيضاً ويتلقى عروضاً عربية». وحول تحضيراتها لما بعد شهر رمضان تذكر: «أتريّث في خياراتي في انتظار نتيجة «ورد جوري» و«الهيبة». ثمة مشاريع مطروحة، إنما بصراحة لا أعيش عقدة البقاء أمام الكاميرا، خصوصاً أن ثمة أفكاراً عدّة على صعيد الإنتاج. سأكون حيث يأخذني إحساسي لأنني أختار دائماً المكان الأحبّ إلى قلبي».
في الحبّ لا مجال لطرح الأسئلة
الغزارة الإنتاجية الدرامية بادرة خير والغربلة تتحقق لاحقاً
الدراما يجب أن تطرح قضايا أساسية من المجتمع
الغزارة الإنتاجية الدرامية بادرة خير والغربلة تتحقق لاحقاً
الدراما يجب أن تطرح قضايا أساسية من المجتمع