لما كانت الليلة الرابعة والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن بعد ثلاثة أيام بلياليها، وصل الفيل المسحور حاملاً حسن البصري والجني عبد القدوس إلى جبل عظيم أزرق، حجارته كلها زرقاء، وفيه مغارة هائلة، لها باب من الحديد الصيني. ترجَّل عبد القدوس وحسن عن الفيل، وتركاه فانطلق وحده راجعاً من حيث جاء بهما، ثم سارا حتى وصلا إلى باب المغارة، فطرقه عبدالقدوس بنقرات معلومة بخاتم في يديه، وسرعان ما فتح الباب، وخرج منه عبد أسود أمرد كأنه عفريت، وفي إحدى يديه سيف وفي الأخرى ترس. ما إن وقعت عيناه على عبدالقدوس حتى رمى سيفه وترسه على الأرض، وانحنى على يديه يقبلهما، فأخذ عبد القدوس بيد حسن ودخلا من الباب المفتوح، ثم دخل العبد بعدهما وأغلقه من الداخل ووقف إلى جانبه كما كان، وكأنه قطعة من الحجر الصوان، ولم يزل عبد القدوس وحسن سائرين داخل المغارة، في دهليزها المعقود، مسافة ميل أو أكثر.

 انتهى بهما السير إلى فلاة عظيمة فسيحة الأرجاء، فسارا فيها ثلاثة أيام بلياليها، حتى وصلا إلى بابيْن كبيريْن من النحاس الأصفر، ففتح عبد القدوس أحدهما ودخل منه وهو يقول لحسن: انتظرني هنا حتى أرجع إليك، وإياكَ أن تحاول الدخول من أحد البابين، وإلاَّ كان في ذلك هلاكك وهلاكي معك، فقال له حسن: سَمعاً وطاعة. وجلس على الأرض إلى جانب الباب، وهو يتعجَّب من حسن صنعته، وما عليه من نقوش دقيقة وطلاسم.

Ad

بعد نحو ساعة، رجع عبدالقدوس إلى حسن ومعه حصان مسحور، إنْ سار طار، وإن طار لم يلحقه أي جني طيَّار، ثم قال له: اركب هذا الحصان يا ولدي وخذ معك هذا الكتاب، وسأفتح لك الآن هذا الباب الثاني لتدخل منه بالحصان، وتتركه يسير كما يشاء، حتى يصل بك إلى مغارة كبيرة أخرى، فترجَّل عنه، واجعل عنانه في قربوس السرج، ثم اتركه يدخل المغارة وحده، واجلس أنت على بابها في انتظاره، ولا تضجر أو تخف من شيء، فإنه يعود إليك بإذن الله بعد خمسة أيام.

فقال له حسن: سمعاً وطاعة... وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

 

«أبو الريش بن بلقيس»

لما كانت الليلة الخامسة والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن عبد القدوس، عم البنات الجنيات أخوات حسن، قال له بعد ذلك: اعلم يا ولدي أنك بعد تلك الأيام الخمسة، سيخرج إليك شيخ أسود، في ملابس سوداء، وله لحية طويلة بيضاء، ممتدة على ركبته، فإذا رأيته فانهض لاستقباله، وقبل يديه، ثم أمسك ذيل ثوبه واجعله على رأسك، وتوسل إليه طالباً الرحمة والمساعدة، فإذا سألك عن حاجتك فأعطه الرسالة التي معك، وسيأخذها منك ثم يرجع بها من حيث أتى من غير أن يتكلم. عليك يا ولدي في هذه الحالة أن تنتظره على باب المغارة كما كنت، وأن تتمسك بالصبر الجميل خمسة أيام أخرى، فإذا خرج إليك هو نفسه في اليوم السادس فاعلم أن حاجتك مقضية. أما إن خرج إليك أحد غلمانه، فاعلم أنه جاء ليقتلك، وأسرع بركوب الحصان فيرجعك إلى المكان الذي أنتظرك فيه، وبذلك تنجو بروحك وإن لم تصل إلى مرادك.

لما سمع حسن كلام الجني الساحر عبد القدوس، قال له: كيف تطيب الحياة لي من غير أن أبلغ مرادي، والله إن الموت في هذه الحالة أهون على نفسي، ثم بكى وأنشد هذه الأبيات:

على فقد أحبابي وشدة صبوتي

وقفت حزيناً باكياً ضعفَ قوتي

ولاح لعيني طيفهم، فدعوتُه

فولَّى وخلاني بهمِّي وحسرتي

رعى الله من بانوا، وفي القلب ذكرهم

يزيد لهيب الشوق في كل لحظةِ

يقولون لي: صبرا... وكيف تصبُّري

وقد غاب عني الصبرُ بعد أحبتي؟

وما راعني إلا الفراق وطوله

وأنهموا يدرون مقدار لوعتي

 لمن ألتجي؟ من ارتجى بعد بعدهم

وكانوا رجائي في رخائي وشدتي

فيا حسرتي إن عدت من غير وصلهم

ولم ينطفئ ذاك اللهيب بمُهجتي

إذا غاب أحبابي فلا عيش بعدهم

وإِن حضروا... يا فرحتي ومسرتي

 

لما سمع عبد القدوس هذه الأبيات، علم أن قائلها لا يسلو أحبابه حتى الممات، ولا يهمه في سبيلهم ركوب المشقَّات، فقال له: يا ولدي إنك مُقدم على أهوال تضيع فيها الآجال، وجزائر واق التي تريد الوصول إليها، تتألف من سبع ممالك، في كل مملكة منها سبعة جيوش، وإذا أنت نجوت من جيوش الجزائر الست الأولى ووصلت سالماً إلى الجزيرة السابعة التي فيها زوجتك، فإني أخشى عليك من جيشها، لأنه مؤلف من بنات ملوك الجن، وكل واحدة منهن تغلب ألف فارس من المردة والشيطان والسحرة، وهن كلهن يعرفن مقام زوجتك عند والدها، ويفدينها بحياتهن. فبالله عليك يا ولدي لا تلق بنفسك إلى الهلاك، وتعال معي أرجعك إلى قصر بنات أخي، لتعيش فيه معززاً مُكرماً، أو ترجع إلى وطنك وأهلك فتتزوج من جديد، ولعل الله يعوضك خيراً ممن فقدت.

فقال له حسن: والله يا سيدي لو قطعوا جسمي في سبيلها إرباً، ما ازددت إلا شوقاً إليها وحباً، ولا بد لي من الذهاب إلى تلك الجزائر، فإما رجعت بزوجتي وولدي، وإما لقيت منيتي، وارتحت من عذابي وحرقتي، ثم بكى وأنشد يقول:

أنتم مرادي وأنتم أحسن البشـــر

وحلكم فيّ محل السمع والبصـــر

ملكتمو القلب مني وهو منزلكم

وصرت من بعدكم في شدة الكدر

غبتم فغاب سروري بعد غيبتكم

وزال صبري وسلواني على الأثر

تركتموني أراعي النجم من ألمٍ

أبكي بدمع يحاكي هاطل المطر

يا ليل طلت على من بات في قلق

من شدة الوجدِ يشكو قسوةَ القدر

وأنت يا بدر أبلغهم تحية مَن

أصابـه بُعدُهم بالدمع والسهر

لما فرغ حسن من شعره، بكى بكاء شديداً حتى أغمي عليه، فجعل عبد القدوس ينعشه حتى أفاق، ثم قال له: يا ولدي، إن لك والدة لا تعيش إلا لأجلك، فارجع إليها ولا تذقها آلام فقدك، فقال له حسن: والله يا سيدي ما أرجع إلا إذا بلغت مرادي، ولا أبالي في سبيل ذلك أن أذوق حمامي، ولا أن يخلط لحمي بعظامي. لما سمع عبد القدوس من حسن هذا الكلام، أيقن أنه لن يرجع عن عزمه إلا ببلوغ المرام، أو يذوق كأس الحمام، فقال له: ما دمت مصراً على السفر، والاستهانة بكل خطر، فتوكل على الحميد المجيد، وتوجه مع السلامة إلى حيث تريد، واعلم أن الكتاب الذي معك مرسل مني إلى أستاذي ومعلمي، وهو «أبو الريش بن بلقيس بنت معين»، والجان كلهم يخشون بأسه وسطوته وقوة سحره، وأوصيته بك خيراً.

الشبح الأسود

ثم ودعه داعياً له بالسلامة، وركب حسن ذلك الحصان، وأرخى له العنان، فمضى به في سرعة البرق، ولم يزل كذلك عشرة أيام، وفي اليوم الحادي عشر، رأى حسن أمامه شبحاً هائلاً كأنه الليل الحالك السواد، فكاد قلبه يقف من الرعب، وما اقترب الحصان من ذلك الشبح حتى وقف وأخذ في الصهيل، وسرعان ما ظهرت حوله خيول كثيرة لا يُحصى عددها، وراحت تتمسح به، ثم سار الحصان به وتلك الخيول تتبعه، حتى وصل إلى باب المغارة التي وصفها عبد القدوس لحسن، فترجل عن الحصان ووضع عنانه في قربوس سرجه، فدخل الحصان المغارة، والتفت حسن إلى الخيول التي كانت خلفهما فلم يعثر لها على أثر.

لما كانت الليلة السادسة والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الهواجس اشتدت على قلب حسن وهو وحيد شريد في تلك البيد، ولكنه أخذ يعلل نفسه بالآمال، ويستعين بالصبر على ما يعانيه من شدائد وأهوال، إلى أن مضت عليه خمس ليال طوال، وهو على تلك الحال.

ولما كان اليوم السادس، جلس حسن على باب المغارة، وقلبه شديد الخفقان، وعيناه شاخصتان نحو الباب الذي دخل منه الحصان. مضت ساعة من غير أن يظهر أي شخص كان، قادماً من ذلك المكان، فاشتدت به الأشجان، ولم يقو على كتمان الأحزان، فأنشد يشكو فراق الخلان، وما يشعر به من نيران الهجران والحرمان:

لديكم دواء القلب، والقلب ذائب

ومن فرط أشجاني دموعي سواكب

فراق وحزن واشتياق وغربـــة

وبعد عن الأوطان واليأس غالب

وما أنا إلا عاشق ذو صبابــــةٍ

وبعد الذي أهوى دهتني المصائب

فإن كان عشقي قد رماني بنكبة

فكم من كريم أثقلته النوائب

وما كاد حسن يفرغ من إنشاد هذه الأبيات، وقد سالت على خديه العبرات، حتى برز من باب المغارة، شيخ أسود له لحية بيضاء، فأدرك حسن أنه الشيخ أبو الريش معلم عبد القدوس، ونهض مسرعاً فناوله الكتاب، ثم قبل يديه ومرغ خديه على قدميه، وأمسك ذيل ثوبه ووضعه على رأسه، وأخذ يبكي ويتوسل إليه أن يقضي حاجته، ويفرج عنه كربته وشدته، فتناول الشيخ أبو الريش منه الكتاب، ثم رجع من حيث أتى، وما هي إلا لحظة حتى اختفى، فعاد حسن إلى موضعه إلى جانب الباب.

ولم يزل كذلك خمسة أيام بلياليها، كما أوصاه عبد القدوس، فلما كان اليوم السادس، أخذ منذ طلوع الفجر يترقب من سيخرج من المغارة، ويدعو الله أن يكون الشيخ أبو الريش نفسه هو الذي يخرج إليه، فيكون ذلك دليلاً على قضاء حاجته. ثم خطر على باله أن الخارج إليه ربما يكون غلام الشيخ، وما جاء إلا لقتله، فارتعدت مفاصله، وأخذ يتلفت باحثاً عن الحصان كي يركبه وينجو بنفسه إذا اقتضى الأمر ذلك. ولكنه ما لبث أن سخر من نفسه لتعلقه بالحياة بعد اليأس من لقاء زوجته وولديه، فأسلم أمره إلى من في يده الأمر كله، وتعلقت نظراته بباب المغارة وأنشد يقول:

سبحان جبار السما

إن  المحب لفي عنا

من لم يذق طعم الهوى

لم يدر ما جهد البلا

لو كنت أحبس عبرتي

لوجدت أنهار الدما

كم من صديق قد قسا

قلبا وأولع بالشقا

فإذا تعـــــــطَّف لامني

فأقول: ما بي من بكا

لكن ذهبت لأرتدي

فأصيب طرفي بالقذى

بكت الوحوش لوحشتي 

وكذاك سكان الفلا

لم يزل كذلك حتى أشرقت شمس النهار، وبدا كل شيء واضحاً للأبصار، فرأى حسن لحية الشيخ أبي الريش، وقد سبقته إلى الظهور بالباب، ثم بدا وجهه الأسود الذي يشبه وجه الغراب، فرقص قلبه من فرط السرور، وقفز لاستقباله في خفة العصفور، وأشار إليه الشيخ أبو الريش أن يتبعه إلى داخل المغارة، فامتثل من فوره لهذه الإشارة، ولم يزل سائراً معه مقدار نصف نهار، حتى وصلا إلى قنطرة عليها باب من الفولاذ، فدخلا منه إلى دهليز معقود بحجارة من الجزع المنقوش بالذهب، أدى بهما إلى قاعة كبيرة مرخمة في وسطها بستان فيه أشجار وأزهار وأطيار ولها أربعة أواوين متقابلة، في كل منها مجلس فيه نافورة جميلة، وقد نصب في ركن كل منها تمثال ذهبي لأسد كبير، وإلى جانبه شيخ جالس، وبين يديه كتب كثيرة، وطلبة يقرأون فيها.

الملك حسون

لما رآهما الشيوخ الأربعة وطلبتهم، نهضوا لاستقبالهما والترحيب بهما، ثم انصرف الطلبة، ولم يبق إلا المشايخ الأربعة، فقال الشيخ أبو الريش لحسن: اجلس وحدثهم بحديثك وبجميع ما جرى لك من أوله إلى آخره، فبكى حسن بكاء شديداً، وأخذ يروي لهم حكايته بالتفصيل، فلما انتهى حديثه، قال كبيرهم: هذا والله شيء عجيب، وما كان أحد يصدق أن يعيش هذا الشاب، بعدما وقع في شباك «بهرام المجوسي»، ورماه ذلك اللعين فوق جبل السحاب بعدما وضعه في جلد الجمل، وأعجب من ذلك أن هذا الشاب الذي تمكن من قتل المجوسي الساحر اللعين، وخلص العالم من شروره، يعيش منغَّصاً بسبب فرار زوجته منه، وأخذها ولديه معها، ولكن إن شاء الله تحصل له بركة الشيخ أبي الريش، فينال مقصوده.

لما سمع الشيخ أبو الريش هذا الكلام، قال للمشايخ الأربعة وحسن يستمع: والله يا جماعة، لقد رق قلبي لحالة هذا الشاب، ويسرني أن أخدمه بقلبي وروحي، ولكنكم تعلمون أني عاهدت نفسي على ألا أتوجه أبداً إلى جزائر واق.

لما كانت الليلة السابعة والخمسون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن المشايخ الأربعة قالوا للشيخ أبي الريش: نحن نعرف أن جزائر واق منيعة الحصون، كثيرة الجيوش، لا يستطيع أحد أن يصل إليها خوفاً من سطوة ملكها، لأنه ملك ملوك الجن جميعاً، ولكنك شيخ الشيوخ، وعندك من العلم ما ليس عند أحد من الجن والإنس، وقد جاءك هذا الشاب بخطاب من أخيك وتلميذك الشيخ عبد القدوس، يرجو منك فيه أن تساعده وتعمل على تحقيق أمله، ويكون لك عظيم الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.

ثم أخذوا يلحون على الشيخ أبي الريش، ويتوسلون إليه كي يصنع هذا المعروف مع حسن الصائغ البصري المسكين، وبكوا جميعاً حتى بللت دموعهم لحاهم، وأخذ حسن يبكي معهم. ولم يزالوا كذلك حتى بكى الشيخ أبو الريش لبكائهم، ثم التفت إلى حسن وقال له: أنت يا ولدي لا تعرف مقدار الخطر الذي تعرض له نفسك بالتوجه إلى تلك الجزائر، ولكني لأجل الشيخ عبد القدوس وزملائه المشايخ الأربعة، سأساعدك بقدر طاقتي، وعلى الله التوفيق.

لما سمع حسن كلام الشيخ أبي الريش، كاد أن يطيرَ من الفرح، وقام فقبل يديه وذيل ثوبه، كما قبل أيدي المشايخ الأربعة واحداً بعد واحد، وشكرهم على جميلهم. بعد ذلك أخذ الشيخ أبو الريش ورقة وكتب فيها خطاباً إلى الملك حسون صاحب أرض الكافور، ثم ختمه بخاتمه وأعطى حسنا إياه، كما أعطاه كيساً فيه بخور وآلات لإيقاد النار من زناد وفتيل، وقال له: إذا وقعت في أية شدة أو ضيق، فأحرق قليلاً من هذا البخور ثم اذكر اسمي فأحضر إليك فوراً وأخلصك مما أنت فيه.

بعد ذلك طلب الشيخ أبو الريش من أحد الحاضرين أن يحضر إليه عفريتاً من الجن الطيارين، يدعى «دهنش»، فلما حضر اقترب الشيخ منه وهمس في أذنه بكلمات لم يسمعها غيره، فحرك رأسه دلالة على السمع والطاعة، ثم التفت الشيخ إلى حسن وقال له : اركب على كتف هذا العفريت، وإياك إذا سمعت تسبيح الملائكة وهو محلق بك في أعالي السماء أن تفتح فمك مسبحاً مثلهم، لأن هذا يؤدي إلى هلاك العفريت وهلاكك تبعاً لذلك، وسيهبط بك في اليوم التالي وقت السحر إلى أرض بيضاء نقية كالكافور، ثم ينصرف في سبيله، فلا تخف من شيء، وامض في الطريق الذي تجده أمامك، إلى أن تصل بعد 10 أيام إلى باب مدينة عظيمة، فادخلها واسأل عن قصر ملكها، وهو "الملك حسون” صاحب أرض الكافور، ومتى وصلت إليه أعطه الخطاب الذي معك، واعمل بما يشير به عليك.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد