حين انفضت الجلسة الأولى من اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي صعدنا إلى غرفة الأمين العام للاتحاد عبد المحسن أبو النور، وكان فيها مع الرئيس أنور السادات، النائبان حسين الشافعي وعلي صبري، وبقية أعضاء اللجنة التنفيذية، بالإضافة إلى أبو النور، وسامي شرف، والأستاذ محمد حسنين هيكل، وجلسنا ندرس الموقف بعد كل ما حدث.أمسك هيكل بالمشروع في يده، وبدأ يتحدث إلينا، قائلاً: كان هذا المشروع لينجز في وجود الرئيس جمال عبد الناصر، ولكنه لم يكن خضع للدراسة. وإن المشروع لو عرض أيام «الريس» كانت ستضاف إليه إضافات، أو يحذف منه بعض النصوص، وذكر بأن الوحدة مع عبد الناصر تختلف اختلافاً كبيراً عن الوحدة مع السادات، لأن تعامل الحكام العرب مع عبد الناصر غير تعاملهم مع السادات. وصدر عن هيكل كلام يفيد بأن الرئيس يكمل الخطوة التي بدأها عبد الناصر، فقاطعه عبد المحسن أبو النور قائلاً له: أنت توسع الخلاف والهوة بين الطرفين.
وبعد نقاش طويل، وبعد أخذٍ وردٍ من هنا وهناك، اتفقنا على تشكيل لجنة لدراسة التعديلات المطلوبة برئاسة أبو النور، وبعدها تسافر لجنة مكونة من سامي شرف، وحافظ غانم، وكان أحد أعضاء الوزارة ورجل قانون معروفاً، لعرض هذه التعديلات على القيادة في كل من سورية وليبيا.انتهت اجتماعات اللجنة المركزية التي ناقشت مشروع الاتحاد الثلاثي على ما اعتبرتُه من ناحيتي نتيجة طيبة نوعاً ما، وعلى أثرها حاولت أن أدعو الرئيس السادات إلى تناسي ما حدث في اجتماع اللجنة المركزية، وذهبت ومعي سامي شرف لزيارة السادات بعد هذه الجلسة الصاخبة، فوجدناه يجلس مرتدياً عباءته، وأمامه زجاجتي «فودكا» كان انتهى من احتساء الأولى، وبدأ بالثانية، وبدا كأنه يحاول أن يسيطر على أعصاب خانته، ودار الحديث من جانبنا حول ضرورة تهدئة الموقف، وذكرناه بأننا في النهاية اتفقنا، وطلبت منه أن تعود المياه إلى مجاريها في علاقته مع علي صبري، فقال: هذا موقف بيني وبين علي صبري، ولن أنسى له هذا الأمر أبداً».
جولة شرف
اجتمعت اللجنة المنوطة بها دراسة التعديلات الواجب إدخالها على مشروع «الاتحاد الثلاثي» برئاسة أبو النور، وباشرت مهمتها في صياغة تلك التعديلات. بعد ذلك، سافر سامي شرف إلى البلدين، ليعرض عليهما التعديلات التي أقرتها القيادة السياسية في مصر، ووافقت ليبيا عليها من دون أي تحفظ، ولكن الأسد لم يرد أن يعطي رداً قاطعاً فيها، ويبدو أنه كان على اتفاق مع السادات، وعلمت لاحقاً أن الأخير كان أبلغه بأنه يفكر في طريقة للتخلص من المعيقين للعمل السياسي معه.لذلك وجد سامي شرف أن انتظاره للقاء الأسد في دمشق قد يطول فاضطر إلى الذهاب إليه في اللاذقية، وعندما استقبله حافظ الأسد أخبره بأنه سيعرض الأمر على القيادة السياسية لحزب البعث، وذكر له أن نسبة موافقة القيادة السياسية على التعديلات تصل من 80% إلى 90%، وعاد شرف إلى القاهرة معتبراً أن كلام الأسد معه يعني موافقة على التعديلات.وهكذا كان علينا أن ندعو اللجنة المركزية إلى الانعقاد في جلسة ثانية لنعرض عليها ما توصلت إليه اللجنة من تعديلات، وإبلاغها كذلك بالموافقة السورية والليبية عليها.هنا أرى من الضرورة أن أتوقف قليلاً لأذكر واقعة كان لها صدى كبير داخل تحقيقات المدعي الاشتراكي معي في صيف 1971.قصة عشاء
أذكر أننا عندما اتفقنا في الاجتماع في مكتب عبد المحسن أبو النور، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي، نزلنا إلى اجتماع اللجنة المركزية، وعرضنا الاتفاق على التأجيل، وقرار تشكيل اللجنة المذكورة. في هذه الأثناء، حاول الأخ فريد عبد الكريم الحديث طالباً التعليق على القرار، وانفعلت بشدة وأسكتّه بصوت عال قائلاً: «أسكت يا فريد، لا يحق لك الحديث، وانتهينا إلى قرار التأجيل، ولا تعليق عليه».سكت فريد، وشعرت بأنني أخطأت في حقه، وكان أسلوبي معه عنيفاً جداً، ورأيت أن من المناسب أن أذهب إليه لمصالحته، فقلت له: أرجوك ألا تغضب مني، وأذكر أنك كنت دعوتني مرة على العشاء وأرجو أن أتمكن من تلبية الدعوة قريبا جداً، وأخيرا ومرة أخرى أرجوك ألا تكون غاضباً. وأصبحت قصة هذا «العشاء» مشهورة جداً، ووردت في التحقيقات، ودار ولف حولها المحققون كثيراً.عندما حددنا موعد جلسة اللجنة المركزية الثانية اتصل بي الرئيس السادات وقال بالحرف: عندي خبر أن فريد عبد الكريم سيتحدث في الجلسة الثانية وسيعارض الاتفاقية.فقلت له: لا، لن يتكلم، وأنا أؤكد لك ذلك، وعلى العموم أنا سأزوره وأتفق معه على عدم الكلام.وكنت اتفقت معه على أن نتناول العشاء في منزله، سألني: متى ستحضر؟ أجبته: نحو الثامنة مساء بعدما أنتهي من عملي في وزارة الداخلية.وقبل أن أغادر مقر الوزارة، فجأة يتصل بنا مطار «ألماظة» ويبلغني أن العقيد القذافي وصل، أو هو في الأجواء المصرية، فاضطررت إلى الذهاب إلى هناك لاستقباله مع أنور السادات، وسامي شرف، ثم توجهنا إلى قصر القبة، وكان العقيد القذافي يريد أن يتحسس أجواء ما يجري في مصر في هذه الفترة بنفسه، وكان بصحبته الأخ عبد المنعم الهوني، واستمرت جلستنا إلى ما بعد منتصف الليل، وكنتُ استدعي بين الحين الآخر بعض معاوني وأطلب منهم الاتصال بفريد لتأجيل العشاء قليلاً حتى انتهي من أمرٍ مهم وطارئ.انتهت جلستنا مع القذافي في الواحدة صباحاً، وكان لا بد من أن أذهب إلي فريد في منزله ووصلت نحو الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، حيث وجدت عبد الهادي ناصف والأخ عادل الأشوح.أصبح «عشاء ما بعد منتصف الليل» شهيراً، ودارت حوله أسئلة المحققين، كانوا يحاولون تصوير الأمر على أنه مؤامرة تدبر بيني وبين فريد والآخرين، وكان الوقت الذي ذهبت فيه إلى هناك هو الأمر الوحيد الصحيح في كل ما ذكروه عن هذا العشاء الذي حولوه إلى «مؤامرة»، بينما الأمر على حقيقته أنني كنتُ أحاول الاتفاق مع فريد عبد الكريم، بناء على طلب ورغبة من السادات شخصياً، على عدم الكلام في الجلسة الثانية من اجتماع اللجنة المركزيةَ!فدرالية أو كونفدرالية
وأخيراً، مرَّ مشروع الاتحاد الثلاثي ووافقت عليه اللجنة المركزية، بالتعديلات الجديدة، وكانت الخطوة المقبلة أن يُعرض بتعديلاته أولاً على مجلس الوزراء، وتالياً على الهيئة البرلمانية للاتحاد الاشتراكي، ثم على مجلس الأمة.وبدأ اجتماع مجلس الوزراء صاخباً، وفوجئت بأن الوزراء يتحدثون ضد الاتحاد، فيما د. محمود فوزي صامت، ويقولون: نحن لا نعرف كيف نرد على أسئلة الناس حول هذا الموضوع، ولا نعرف أهداف المشروع، ولا ما هي أهداف الاتحاد نفسه.وبرزت تساؤلات كثيرة حول كيفية إتمام هذه الخطوة من دون دراسة في مجلس الوزراء واطلاعه عليها، بل ومن دون علمه بها. كان النقد الموجه إلى هذه الاتفاقية مراً، وكانت في الحقيقة إحدى المفاجآت بالنسبة إلي، لم أكن أتوقعها من كثير من أعضاء الوزارة، ورغم سيل الانتقادات الموجهة من الوزراء إلى المشروع، لم يطرح د. فوزي رأيه، وآثر الصمت في اجتماع مجلس الوزراء الذي يرأسه.ولكنه أبدى رأياً في منتهى الغرابة لاحقاً، أثناء لقاء ضمني معه وسامي شرف تحدث خلاله عن علاقته برئيس الجمهورية، ذكر فيه أن الرئيس السادات لا يعطيه حقه في أمور عدة. وقال: أريد أن أطلعكم على سر، وهو أنني لم أكن أوافق على مشروع الاتحاد سواء في اللجنة التنفيذية العليا، وفي اجتماع اللجنة المركزية، أو في مجلس الوزراء، إلا لأنني كنت أخاف على السادات، إذ تذكرت الرئيس الأميركي ويلسون حينما أعلن مشروع الـ 14 نقطة بعد الحرب العالمية الأولى في سويسرا، وعندما عاد إلى وطنه رُفض مشروعه فأصيب بالشلل، وكنت أخاف أن يحدث ذلك مع السادات وهو العائد من ليبيا في قمة السعادة بالتوقيع على اتفاقية «اتحاد الجمهوريات العربية»!كانت المناقشات في جلسة مجلس الوزراء حول مشروع الاتحاد افتتحت بكلمة من د. عبد العزيز حجازي، وكان أطرف ما فيها أنه نقل إلى المجلس أن كثيراً من المثقفين يتساءلون عن معنى «فيدرالي» وما الفارق بينها وبين «كونفدرالي»، وتساءل حجازي باستغراب عن مغزى هذه الخطوة الآن؟ وأذكر أن محمود رياض (وكان خفيف الدم، وكان موقفه وطنياً بامتياز) علق على ذلك قائلاً: المشروع المقدم أمامنا ليس «كونفدرالياً» ولا «فيدرالياً»، ودعونا نسميه أي شيء آخر، لأنه شيء «عمولة» لا مثيل له في العالم، هو أقرب إلى أن يكون «اتحاد كرة» وليس اتحاد جمهوريات، وهذا هو أفضل اسم يمكننا أن نطلقه على هذا الاتحاد.وتوقف عدد من الوزراء عند نقطة مهمة جداً، وتساءلوا عما إذا كانت هذه الخطوة ستضيف إلى الموقف العسكري دعماً ما؟ وكان محمود رياض أسرعنا إجابة عن هذه التساؤلات، وأكد أن الموقف بيننا وبين سورية تحكمه «اتفاقية الدفاع العربي المشترك»، وأن خطوة كهذه لا تضيف إلى هذا المحور أي جديد، إن لم تمثل عائقاً حقيقياً أمام الاستعداد الجاد للمعركة.انتهى اجتماع مجلس الوزراء، بالموافقة على المشروع المقدم بتعديلاته، ولم يتبق أمامنا غير اجتماع الهيئة البرلمانية، التي اجتمعت فعلاً ووافقت على المشروع بتعديلاته التي أدخلتها اللجنة المركزية كما فعل مجلس الوزراء، إلا أن السادات كان يدبر لأمر آخر غير ما جرى الاتفاق عليه، كان يبدو كمن يسعى إلى الصدام بطاقته كلها، وأراد أن يحسم الخلاف لصالحه، فبعدما أنهينا اجتماع الهيئة البرلمانية طلبني هاتفياً، وعندما أمسكت بالهاتف كانت بانتظاري قنبلة موقوتة قابلة لتفجير الموقف كله.طريقة عمل
كان أنور السادات شخصاً انفعالياً، له في كل دقيقة رأي، يرجع عنه في الدقيقة التي تليها، ولم يكن يُدخل الجماهير في حساباته بأي شكل من الأشكال، وكان يسعى إلى أن يحقق ما يريده هو. طريقته في العمل والتفكير، على العكس تماماً من طريقة جمال عبد الناصر، وكان الأخير دائم القول: فكر في الطرف الآخر، وفكر في الجماهير؟ فكر في ماذا سيقول الناس.ولكن السادات كان مختلفاً تماماً، وهكذا فوجئت بقوله: سامي شرف خدعنا، لأن ثمة برقية أبرقت من دمشق اليوم تقول إن القيادة السياسية لحزب البعث لم توافق على التعديلات التي طلبتها اللجنة المركزية، وأنا أطلب منك أن تعرض المشروع الأصلي من دون التعديلات على اجتماع مجلس الأمة.وتحت وقع المفاجأة والاندهاش الشديدين سألته: كيف؟ واستدركت: كيف تتصور أن أعرض على مجلس الأمة مشروعاً ناقشته اللجنة المركزية، وعُدِّل بواسطتها، وعُرض على مجلس الوزراء بهذه التعديلات، ووافق عليه مجلس الوزراء بهذه الصورة، وعُرض على الهيئة البرلمانية، ووافقت عليه؟وظللت أتساءل على مسمع من السادات الذي كان على الطرف الآخر من الهاتف، وأضفت: كيف تطلب مني أن «أركن» مشروعاً حاز الموافقة، وأعرض مشروعاً آخر ثار حوله خلاف وجدل كبيران؟ورغم أنه كان واضحاً أمام السادات أنني أرفض هذا التفكير نهائياً، جاءني صوته منفعلاً وهو يقول: هذه هي التعليمات، ولا جدال ولا مناقشة في هذا الكلام!كان الرئيس السادات ثائراً وعصبياً، فخرجت من مبنى الاتحاد الاشتراكي حيث كان اجتماع الهيئة البرلمانية للاتحاد الاشتراكي، وقد أنهت أعمالها منذ وقت قصير، وفي طريقي إلى مقر مجلس الأمة اصطحبت الأخ والصديق العزيز محمد فائق وزير الإعلام، وأخبرته بمكالمة الرئيس، وفكرت معه في ضرورة الاستعانة بشخص آخر يكون على علاقة طيبة بالسادات، قلت: نريد شخصاً يمكنه التأثير فيه، ويساعدنا في التوصل إلى حل لتلك المشكلة الجديدة التي يصرّ السادات على وضعنا فيها. وعدَّدنا معاً بعض الأسماء، ولكني قلت له:- لن يحل هذه المشكلة غير د. محمود فوزي.وفعلاً توجهنا إلى حجرة رئيس الوزراء في مجلس الأمة، حيث وجدنا د. فوزي وشرحنا له الموقف، ووافق على التدخل لدى السادات لحل المشكلة، ولكن الرئيس رفض أية مناقشة في الموضوع، وصمم على عرض المشروع الأصلي على اجتماع مجلس الأمة.كان علينا أن نحاول مجدداً، وقلت للأخ محمد فائق: لو سمحت اطلب لنا المهندس سيد مرعي، وهو أحد المقربين جداً إلى السيد أنور السادات، وشرحت له الموقف، وأخبرته أنه يكاد يكون من المستحيل القول بعرض المشروع الأصلي بعد كل ما حدث من ملابسات حوله، وطلبت منه التدخل للتوصل إلى حل ما، واتصل سيد مرعي بالسادات وأمكنه في النهاية أن يقنعه بأننا سنعرض المشروع المعدل، ثم نناقش سورية في ما تطرحه حول التعديلات.وانفرجت أزمة كادت تنفجر مجدداً، ودخل المشروع بتعديلاته إلى مجلس الأمة وتمت الموافقة عليه، ولكن الجلسة تحولت إلى تظاهرة سياسية لصالح السادات، تصفيق ومحاولات من الأعضاء الموالين له لإبراز أن قوى كبيرة تقف إلى جانبه وتستطيع الحركة، وبدا أن المواجهة مع الرئيس أنور السادات قادمة لا محالة.أين الخطأ؟
بعد الاستعراض السريع لما حدث في مراحل المواجهة بين القيادة السياسية من ناحية وبين الرئيس السادات من ناحية أخرى، حول موضوع «الاتحاد الثلاثي»، يبقى أن نعيد تقييم الأمور، ولست أحسب أنني أجازف بالقول إن أنور السادات كان يهدف من وراء خطوة «الاتحاد الثلاثي» والإسراع بها، والحرص عليها، وهو أراق ماء وجهه أمام الرئيسين حافظ الأسد ومعمر القذافي لأجل تحقيق هدف رئيس لديه هو ضرب المؤسسات القائمة، وتأجيل المعركة إلى ما بعد حسم الأمور لصالحه.أسأل نفسي الآن: هل كان من الممكن أن نترك السادات ينفذ هذا المخطط، ونحن على بينة تامة من أنه يريد تأجيل المعركة؟ هل كان من الطبيعي أن نتجاهل الشواهد التي تؤكد لنا سعيه الدؤوب إلى ضرب المؤسسات؟وأجيب بضمير مستريح: لم يكن من الممكن، ولا من المسموح به، أن نغلق عيوننا عما يحدث حولنا. أستطيع أن أقول أيضاً ومن واقع اطلاعي على تفاصيل ما كان يجري في الكواليس إن السادات نجح من خلال مناورة الاتحاد الثلاثي أن يكشف مواقف القيادات السياسية، وكان الخطأ الذي ارتكبناه، وكان من الممكن، لو لم نقع فيه، أن نفوت على السادات «تكتيكه»، وأن نحبط مناورته، كان الخطأ أننا تجاهلنا الجماهير بالكامل، ومن ناحية ثانية تجاهلنا أن ننقل إلى القيادات والقواعد تفصيلات الخلاف.ببساطة لم ننقل المعركة بيننا وبين السادات إلى الشارع، وأحسب أننا لو كنا فعلنا ذلك لكان الموقف تغير، وكانت قواعد الاتحاد الاشتراكي كلها معنا بنسبة 100 % ضد السادات. وللأسف، حوادث مايو 1971، وما تلاها من وقائع، جرت كلها، ولم تكن الجماهير على علم بكل ما يحدث.وأسأل نفسي الآن: لماذا فعلنا ذلك، ولماذا لم نخطط لإصدار قرار برفض الاتفاقية في اجتماع اللجنة المركزية؟ ولماذا كان قرارنا هو التأجيل؟