• ماذا يعني تجديد الخطاب الديني؟- تجديد الخطاب الديني يعني توصيل مقاصد الشرع باللغة، التي تناسب واقع الناس وحالهم، والأمر له أصل في الدين، فالخطاب في مكة المكرمة يختلف عن الخطاب في المدينة المنورة، فهناك تجديد في الخطاب القرآني والخطاب النبوي للمسلمين بين الاثنين، فالنداء في مكة كان "يا أيها الناس"، أما في المدينة فكان "يا أيها الذين آمنوا"، والتجديد المقصود لا يعني الاقتراب من ثوابت العقيدة والشريعة كالصلاة والزكاة والصوم، ولكن لغة الخطاب، لغة توصيل الدعوة من عقائد وعبادات ومعاملات، ولغة الدعوة هي التي تتغير بما يناسب الوقت والعصر والزمان والمكان، كما أن التجديد يعني أن الفتوى، التي كانت صالحة منذ 1000 سنة قد لا تصلح الآن، فالفتوى مجال من مجالات التجديد والتغيير، لأن هناك مستحدثات مع العصر، فالمستقبلون للدعوة يريدون خطاباً جديداً، كما أن التجديد فيه حديث صحيح: "يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد للأمة أمر دينها".
• ما هي معوقات التجديد؟- بعض الناس أخذت الحديث عن التجديد إما بتعصب أو تندر، وهناك بعض المشوشرين، الذين يريدون أن يثبطوا همم الناس سواء كان من لديه آلية التجديد أو من يستقبل التجديد، فيحدث نوع من البلبلة بين المرسل والمستقبل.• هل تعتقد أن هناك خلافاً بين الأزهر والأوقاف بهذا الخصوص؟- إطلاقاً، فالأوقاف بنت الأزهر وعلماؤها كلهم أزهريون، وعلماء الأزهر والأوقاف تعلموا في جامعة الأزهر ومعاهده ومجمع بحوثه. • برأيك لماذا يُهاجم الأزهر؟- المهاجمون للأزهر، إما مغالون مفرطون في الغلو والتنطع والتشدد والأخذ بأطراف الدين أو علمانيون ملحدون، وكلاهما يشكلان طرفي نقيض لا يرضيهم منهج الأزهر، الذي كما هو معلوم منهج الاعتدال والوسطية ومنهج أهل السنة والجماعة، وحين نقول الوسطية لا نعني بها التسيب والتنازل عن ثوابت الدين.• ما قولك في اتهام الأزهر بنشر تشجيع الفكر المتطرف؟- أهل هذا التهام كاذبون، فليأتوا بدليل على ذلك، وليذكروا أزهرياً حقاً تعلم العلم في الأزهر بحق وأخذه بحق وكان متطرفاً على مر العصور لا ناحية اليمين أو الشمال إلا من أراد له الله الهلاك. • وهل نحن بحاجة إلى تعديل مناهج الأزهر؟- ليس تعديلاً بل يكون تطويراً بما يناسب العصر، الذي يعيشه الطلاب، وقد طور الأزهر نفسه، وهناك لجان دائمة منذ ست سنوات تنعقد بشكل مستمر للنظر في مناهج التعليم الأزهري لتقديمها بطريقة جديدة على الطلاب، التعليم الأزهري متطور وليس واقفاً عند حد معين، وهذا التطوير يناسب العصر مع الحفاظ على الثوابت وقيم الأزهر الشريف مثل اللغة والدين، وحينما نقول الدين نقصد الشريعة والعبادات والمعاملات والأخلاق التي وردت إلينا من الينابيع الصحيحة، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وسير الصحابة والسلف الصالح وعلماؤنا وأسلافنا.• إلى أي مدى ترى أن كتب التراث تحتاج إلى تنقية؟- كتب التراث نأخذ منها ما يوافق عصرنا وأحوالنا ويوافق مآلاتنا، لكن هذا تراثنا وأصالتنا، لا يمكن لأحد أن تمتد يده إليها بتحريف أو تصحيح أو نبذ أو طرح أو بترك، لكنها موجودة ننظر فيها نظرة أخرى من حيث الشرح والتحليل والتعليل والتعليق والتجديد بطريقة مناسبة للعصر الذي نعيشه.• هل يمكن توحيد جبهة الفتوى في مصر والعالم الإسلامي؟- بكل تأكيد والأمر تم تنفيذه في بعض الدول العربية والأمر مهم وضروري حتى لا يكون هناك بلبلة، وفي مصر لدينا الأزهر الشريف ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية والكل لا ينطق بفتواه إلا على أصول ثابتة راسخة، وهناك فارق بين نقل الفتوى والفتوى، فالأول يعني عندما يستفتي العالم في أمر سبقت الإجابة عنه من علماء أجلاء نقول لهذا العالم انقل الفتوى كما سمعتها أو قرأتها نسخاً لا مسخاً، أما في الأمور المستحدثة فهي أمور تحتاج إلى إجماع من العلماء لإصدار فتوى، ويجب على العالم الامتناع عن الفتوى حتى تصدر بإجماع العلماء. • كيف ترى الهجوم على السنة النبوية؟ وصحيحي البخاري ومسلم؟- أمر مصدره إما جهل بالدين وبثوابته (القرآن الكريم والسنة والنبوية) وبدور العلماء المحققين المخططين، أو نفوس ضعيفة خبيثة تريد أن تهدم أصلاً من أصول الدين.• متى ستكون للأزهر قناة فضائية؟- نحن الآن في طور الإعداد لإخراج قناة تابعة لمشيخة الأزهر ستخرج قريباً بتمويل من الأزهر وطُلبت منا اقتراحات وتقدمنا بها، وستكون بها برامج تعليمية وإرشادية ووعظية، وكلها بنكهة الدين، كذلك برامج ثقافية واجتماعية ورياضية، ولا مانع من عرض أعمال فنية مناسبة لواقع الأمة ولا تتعارض مع ثوابت الدين.
توابل - دين ودنيا
وكيل كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر عوض إسماعيل لـ الجريدة.: تجديد الخطاب الديني يعني توصيل مقاصد الشرع بلغة الواقع
07-06-2017