خاص

ممثل الشباب في بورما أضف عبدالحميد لـ الجريدة.: مسلمو ميانمار يواجهون أبشع إبادة في العصر الحديث

«استمرار المذابح سيقضي على وجودنا خلال عام... وبوذيون معتدلون متعاطفون معنا»

نشر في 08-06-2017
آخر تحديث 08-06-2017 | 00:00
كشف ممثل الشباب المسلمين وعضو المجلس الأعلى للبحوث الإسلامية في بورما (ميانمار) أضف عبدالحميد، عن أكبر حركة إبادة يتعرض لها المسلمون في ولاية أركان من قبل متطرفين بوذيين طوال العامين الماضيين تم خلالها قتل أكثر من 250 ألفا، بخلاف نزوح نحو 150 ألف مسلم إلى دول مجاورة، محذراً خلال حوار أجرته معه "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، من أن استمرار حملات الإبادة التي يتعرضون لها ستقضي على جميع مسلمي ميانمار خلال عام فقط... وإلى نص الحوار:
• حدثنا عن واقع مسلمي بورما الآن؟

- بالغ الخطر، حيث نتعرض لخطر الإبادة بكل صورها من قبل بعض المتطرفين البوذيين، وتعد أبشع إبادة يتعرض لها المسلمون في العصر الحديث، ومنذ اندلاع عمليات الإبادة منذ نحو عامين فقدنا أكثر من نصف المسلمين هناك، ما بين القتل والتشرد والنزوح الجماعي، ولا نستطيع حماية أنفسنا من هؤلاء المتطرفين المنظمين الذين أطلقت بعض الجهات العنان لهم بإبادتنا بشكل كامل، وفي ظل تعتيم كامل عن واقع المعاناة التي يتعرض لها مسلمو "الروهينا".

• هل كل الأخبار والصور التي يتم تداولها عن واقع مسلمي بورما حقيقية؟

- كل ما يصل إليكم من صور وأخبار عن المجازر التي تحدث في بورما هو جزء قليل مما يحدث من إبادة لنا، وما يصل إليكم فقط ما ننشره على وسائل التواصل الاجتماعي من قبلنا فقط، فلا يوجد إعلام دقيق يغطي هذه الأحداث بشكل واسع، بسبب إعاقة وسائل الإعلام العالمية من الوصول إلينا من قبل المتطرفين البوذيين، كما أن وسائلهم تزعم أن المسلمين يعيشون في أمان ولهم حقوقهم وأن الصور المفزعة التي نرسلها عن المذابح مفبركة، وهذا كذب وافتراء.

• قيل إن هناك عدداً كبيراً من المسلمين ارتد عن الإسلام مخافة الإبادة، ما صحة ذلك؟

- هذه أقاويل مغلوطة، فرغم الإبادة التي نتعرض إليها فإن المسلمين متمسكون بعقيدتهم، وما يشيع ذلك هو الإعلام البوذي فقط ليظهروا أن هناك مسلمين تخلوا عن دينهم، ودخلوا في الديانة البوذية، فهؤلاء الإرهابيون دمروا منازلنا ومساجدنا، ويمنعون إقامة الصلوات.

• شيخ الأزهر ناشد العالم بحماية مسلمي بورما من الإبادة، كيف ترى هذه الدعوة وتأثيرها على قضيتكم؟

- الأزهر وشيخه هما قلعة الأمان والحماية والدفاع عن الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكان لمناشدة شيخ الأزهر العالم بأثره لحمايتنا صدى كبير علينا بتمسكنا لآخر نفس فينا بالإسلام وعدم التخلي عنه، إلى جانب تحرك منظمات دولية حقوقية أخرى جاءت إلينا، وقد استجابت دول عربية وإسلامية وقاطعت دولة ميانمار ديبلوماسيا واستدعت سفراءها، كما أن منظمة العفو الدولية اعترفت بحقيقة المذابح التي تحدث للمسلمين في ولاية "أركان".

• هل مسلمو بورما لهم تمثيل في أجهزة الدولة لديكم؟

- مسلمو بورما يعانون التهميش والفقر والأمية، ولا يوجد تمثيل لنا في أي جهاز حكومي، فنحن نمثل أقلية هامشية والنظام السياسي لدولة ميانمار لا يريد لنا تمثيلاً في أي شيء، فالمسلمون في بورما لهم حد أقصى للتعليم، وممنوعون من الدراسة في الجامعات والالتحاق بالكليات العسكرية، والسلك القضائي والخارجية، من أجل ألا يصبح لنا صوت ينادي بحقوقنا.

• من المسؤول عن اندلاع المذابح التي تنفذها الميليشيات البوذية للمسلمين؟

- هناك عدة أمور كانت سببا حقيقيا في اندلاع الأزمة، منها أسباب داخلية وأخرى خارجية، أما السبب الرئيس فهو خارجي وألقى بظلاله علينا، فعندما وصلت حركة طالبان للحكم في أفغانستان، قامت بهدم المعابد والتماثيل البوذية هناك، ودعوا جميع المسلمين بضرورة هدم هذه التماثيل بحجة أنها تمثل الوثنية، هذه الدعاوى استغلها المتطرفون البوذيون في الانقضاض علينا وتصفيتنا بحجة أننا نؤيد تلك الدعاوى، علماً بأن هؤلاء المتطرفين لهم سطوة كبيرة داخل دولتنا، ودعمتها منظمات غربية كارهة للإسلام، وأطلقت العنان للشباب المتطرف لفعل القتل والإبادة، خاصة أن هذه المنظمات البوذية رأت أننا العدو الأول خلال السنوات الأخيرة بعد دخول أعداد كبيرة منهم في الإسلام، ومنذ عشر سنوات ونحن نعاني الاضطهاد والقتل.

• هل يعاني المسيحيون من الاضطهاد البوذي مثل المسلمين؟

- المسيحيون يواجهون مضايقات فقط، لكن بشكل أقل بكثير مما نعانيه، لأن البوذيين المتطرفين يعتبرون أن العدو الأساسي لهم هو الإسلام وليس المسيحية، والأقلية المسيحية متضامنة معنا بشكل كبير، وتندد دائماً بتلك المذابح، لكن صوتهم ضعيف لا يصل لأحد.

• هل يعني ذلك أن جميع البوذيين ضد الإسلام؟

- ليس جميعهم، لكن كما قلت المتطرفون البوذيون هم فقط من يفعلون ذلك، وبين الحين والآخر نرى مبادرات من قبل بعض البوذيين المعتدلين يعارضون أفعال هؤلاء المتطرفين، لكن دون مجيب لصوتهم.

• وما سبل الحل للخروج من هذه الأزمة؟

- الحل يكمن في أن تكون هناك قوة دولية لحماية المسلمين في "أركان"، وإلزام الحكومة في ميانمار بأن يتم التعامل مع المسلمين باعتبارهم مواطنين أصليين لهم حقوق وعليهم واجبات، وليسوا إرهابيين.

• كيف وصل الإسلام لدولة ميانمار أو بورما؟

- وصل الإسلام إلينا كسائر دول شرق آسيا عن طريق التجار العرب في ولاية "أركان"، وهي أكبر الولايات، لكن شهد الإسلام قوته وانتشاره في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، والحمد لله انتشر الإسلام في هذه البقعة دون أي نشاط سياسي أو عسكري، بل انتشر بحسن الخلق والصدق والكرم التي أتى بها هؤلاء التجار قديماً، ومازال الإسلام ينتشر بنفس هذه الصفات إلى يومنا هذا، وعدد المسلمين اليوم يمثل 5 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 52 مليون نسمة غالبيتهم يعتنقون الديانة البوذية، ومسلمو بورما موجودون منذ المملكة البورمية منذ أكثر من ألف عام، وأغلبهم ينحدرون من أصول هندية، ومعظم السكان المسلمين يعيشون في "أركان"، والنصف الآخر موزع على 13 ولاية مختلفة.

فتاوى "طالبان" بهدم الآثار البوذية السبب الرئيس وراء قتل المسلمين
back to top