منذ ثماني سنوات يشهد لبنان مهرجانات بيروت الدولية للتكريم «بياف» التي تكرِّم شخصيات كانت لها علامة خاصة في أنحاء العالم، وفي مختلف مجالات الفن، والسياسة، والثقافة، والموسيقى، والتمويل، والخدمات الإنسانية، مسلطة الضوء على الإبداع.

أما لجنة المهرجانات فتجمع باقة من الأعضاء المتنوعي الاختصاصات، يدمجون خبراتهم في مجالات تخصصهم لتكريم الأفضل.

Ad

تقام المهرجانات بدورتها الثامنة في بيروت بـ«الزيتونة باي» على مدى يومين متتاليين: السبت 8 يوليو المقبل، وهو تاريخ افتتاح السجادة الحمراء وإزاحة الستار عن أطول جائزة تكريميّة بارتفاع 15 متراً مهداة إلى روح من سمّيت الدورة باسمه وهو الشهيد رفيق الحريري. أما اليوم الثاني الأحد 9 يوليو، فيبدأ خلاله التوافد على السجادة الحمراء من الساعة السادسة مساءً ويستمر حتى التاسعة موعد افتتاح المهرجانات بدورتها التكريمية الثامنة.

الدورة الثامنة ستبثّ مباشرةً على سبع محطات بإخراج عماد عبّود، وستقدّم الحفلة الإعلاميّة ريما نجيم.

هذه التفاصيل أعلنها رئيس لجنة BIAF د. ميشال ضاهر خلال مؤتمر صحافي، وأشار إلى أن مهرجانات بيروت الدولية للتكريم تكرم لبنانيين وقادمين من 12 بلداً: الولايات المتحدة الأميركيّة، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وباكستان، وتركيا، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وأرمينيا، ومصر، وفلسطين، وسورية.

كذلك أضاف أنّ الإمارات العربيّة المتحدة، تحديداً دبي، صوّبت عينيها على مهرجانات بيروت الدولية للتكريم «فنقلناها الى أراضيها بنسخة خليجيّة بامتياز تحت اسم «ضيافة» DIAFA، وستقام في 9 يناير 2018 في منتجع «أتلانتس النخلة».

والمهرجانات في نسختها الثامنة تتخطّى ذاتها، كي لا تتهاوى في لعبة الاجترار، كما أوضحت رئيسة مجلس الفكر الشاعرة كلوديا أبي نادر (عضو مؤسس في لجنة المهرجانات)، و«التميّز لا يعني الغرابة واقتناص الفرص الباهتة، إنّما التميّز بالجديّة والسعي نحو الأفضل والأمانة في تسليط الضوء على من يستحقون وليس على من يصنعون حدثاً مزيّفاً، ففي لعبة الإعلام الجهنمية أكثر من حقيقة تزوّر، وهذه طعنة في قلب الإبداع الذي لا يقبل الزغل ولا يرضخ للمقاومة».

 

كلمة حق

مغنيّة الأوبرا آراكس شيكيجيان التي كرِّمت منذ سنتين، قبل أن تصبح من أعضاء لجنة BIAF، أعربت عن فرحها لمنحها شرف الانضمام إلى لجنة التحكيم، لافتةً إلى أنّ المهرجانات تقول كلمة حق لأنّ بيروت منارة الشرق ولأنّ عظماء كثيرين قصدوها كوجهة للانطلاق في مسيرتهم.

أما وزير السياحة أفيديس كيدانيان فأكّد خلال المؤتمر أنّ لمهرجانات بيروت الدولية للتكريم طابعاً مختلفاً إذ تكرّم الذين يحدثون الحدث، والإبداع اللبناني والعالمي على الصعيدين الفني والثقافي، مشدداً على أنّ لدى اللبنانيين القدرة ليكونوا رواداً في المجالات كافة، السياحية والفنية والثقافية، وكلّ ما لا يتعلّق بالقباحة والسواد واليأس. وتمنى أن يحمل الشهر الفضيل البركة والخير لكلّ اللبنانيين، على أمل بأن نحتفل بعيد الفطر وندخل إلى موسم صيفي حافل بالنشاطات والحفلات والمهرجانات.

«غينيس»

وفي كلمة ألقاها المدير الدولي للشرق الأوسط في موسوعة «غينيس للأرقام القياسية»، عمر طلال، أعرب عن سعادته باستضافته في لبنان باسم غينيس، مشيراً إلى أنّ غينيس- الأرقام القياسية تشرف على متابعة أهمّ الإنجازات في شتّى أنحاء العالم وفي البلدان كافة.

وأشار إلى أنّ للبنان الكثير من الأرقام القياسية المسجّلة في غينيس، سواء في التاريخ، أو تلك المتعلقة بحضارة البلد أو تراثه، أو لناحية أفراد أبدعوا في مجالات مختلفة وسجّلوا أرقاماً قياسية شخصية باسم البلد.

وأكّد أنّه سيعلن خلال فعاليات مهرجانات بيروت الدولية للتكريم تسجيل رقم قياسي جديد، هو بمثابة رسالة سامية هدفها تقدير وتكريم شخصية هذا العام بأكبر «تروفي» The largest trophy of the world، ذلك عبر تحطيم الرقم القياسي الأخير الذي سجِّل في الهند عام 2015 اذ بلغ ارتفاعه ما يقارب الـ13 متراً. يُذكر أن هذه الجائزة انطلقت في العام 2001 ومرّت بدول عدة من بينها الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة والهند.

انعكاس للغنى الثقافي

أشارت المستشارة الإعلامية للمهرجان إليان الحاج وأحد أعضاء اللجنة، إلى أنّه ليس سهلاً أن تتحوّل مبادرة فرديّة إلى حدث سنوي بحجم الوطن، لتصبح انعكاساً للغنى الثقافي والاجتماعي وترجمة حقيقية لهويّة لبنان وفقاً لرؤية رئيس المهرجان د. ميشال ضاهر.

وكان العام الفائت نقطة تحوّل في المهرجانات، بحسب الحاج، إذ تحوّلت إلى فعاليات متنوعة بعدما كانت تظاهرة فنية وثقافية تنظّم في يوم واحد، فأصبحت محطة وطنية هدفها الأوّل وضع لبنان على الخارطة العالمية والحفاظ على أجمل صورة للوطن.

ولفتت الحاج إلى أنّ المهرجانات تكرّم سنوياً عشرات الأسماء من جنسيات مختلفة، أسماء تركت بصمات تحسب لها في مجالات مختلفة مع مرور الزمن. كلّ شخصية تنال جائزة الإبداع والتميّز تحمل معها اسم لبنان إلى بلدها الأمّ.

كذلك أعلنت الحاج أنّ أحد فعاليات المهرجانات جائزتان يستحقهما شخصان من الحضور، وهي «Best Dress» و«Best Tuxido»، وستمنحان بالتعاون مع لجنة محترفة من خبراء الموضة.

المؤتمر الصحافي قدمته ملكة جمال لبنان لعام 2014، سالي جريج، التي اعتبرت أنّ رغم الصعوبات ينكبّ القيّمون على المهرجانات على بناء لبنان الحضارة.

وفي ختام المؤتمر، قدّم رئيس المهرجان د. ميشال ضاهر، درعاً تقديرية لأعضاء اللجنة ولأشخاص وظفوا جهودهم من أجل أن ترتقي المهرجانات وتتوالى نجاحاتها سنة تلو الأخرى.