جليب الشيوخ... مدينة الفوضى التي لا تقتصر فيها التجاوزات والأزمات على منحى بعينه، فسلسلة المخالفات أكبر من أن تحصى بدءاً بالانفلات الأمني، الذي جعل المنطقة ملاذ الخارجين على القانون، مروراً بالمحلات التجارية التي فتحت بدون أي ترخيص تجاري، والأسواق العشوائية التي تتخذ من طرقات المنطقة مسرحاً لها، وصولاً إلى العمالة السائبة التي تحولت إلى نواة مافيات اتخذت الجليب مرتعاً لها بعيداً عن أعين الأمن.

الجليب التي حفر آبارها الشيخان محمد وجراح بن صباح الصباح قبل أكثر من مئة وثلاثين عاماً لتكون واحة الكويت, تحولت إلى منطقة خارج العصر والسيطرة, وتشير إحصاءات هيئة المعلومات المدنية عام 2010 إلى أن سكان الجليب يتجاوز عددهم 265 ألف نسمة، لتكون المنطقة بذلك إحدى أكبر مدن الكويت من حيث عدد السكان.

Ad

"الجريدة" جالت في تلك المنطقة لرصد المخالفات والتجاوزات التي لم تقف عند حدود ما سلف, فمستوى النظافة أدهى وأمر من أي شيء، لدرجة أنه يجعلك تشعر أنك خارج الكويت, فحاويات النفايات تطفح بما فيها حتى ان بعضها يكاد لا يرى من وراء تلال النفايات المكدسة التي توحي بانتفاء وجود شركات للنظافة مهمتها رفع النفايات.

"الجريدة" سألت بلدية الكويت عن أزمة النظافة في الجليب، فقال مدير إدارة النظافة سعد الخرينج، إن "المنطقة بحاجة إلى أعداد كبيرة من العاملين ومن الآليات، حتى يتسنى لنا التنظيف، كما انه وفق الوضع الراهن أصبح التنظيف من سابع المستحيلات ما لم تكن هناك وقفة جادة من قبل باقي الهيئات والوزارات المسؤولة عن الوضع في المنطقة، خصوصا أن هناك مئات المصانع والمناجر والمخازن غير القانونية الموجودة في المنطقة، والتي ترمي بمخلفاتها في الشوارع"، مضيفا انه بمجرد ان تقوم البلدية بتنظيف الشوارع لا يمر 5 دقائق الا وتمتلئ الحاويات من جديد.

تستنفرنا كلمة "شوارع" في رد البلدية، فنفتش عن أي أثر لها في طرقات الجليب, فلا نعثر إلا على طرق صحراوية تغطيها القمامة والأتربة ومياه المجاري الآسنة، التي تنبعث رائحتها في أرجاء المنطقة. أما الأسباب فتردها البلدية الى عدم وجود صيانة دورية للطرقات والمجاري، فضلا عن أن عدد السكان المتزايد بات يفوق الطاقة الاستعابية، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية للمنطقة، وتسبب في تزايد الأمراض والأوبئة، وساعد في انهيار المستوى البيئي.