ما المطلوب منا ككتّاب وإعلاميين ومثقفين في دول مجلس التعاون الخليجي تجاه تصاعد حدة الخلافات فيما بين أعضائها؟ نصمت ونتفرج؟ أم نردد المواقف الرسمية لحكوماتنا؟ نلبس رداء المحامي وربما المحزم وباقي عدة القتال؟ ولكي أكون واضحا أنا أتحدث هنا عن الكاتب والإعلامي والمثقف المستقل تماما عن الموقف الرسمي لا الأجير الموجه حسب الحاجة وتبعا للظروف.إن المواقف المستقلة المعلنة لمن يفترض فيهم التأثير الإيجابي في آراء الناس وأصحاب القرار، لها أدوار مهمة في إيقاف حالة التدهور وتقليص دائرة الخلاف وتبيان مخاطر الاستمرار فيها، لأنها تأتي من أطراف لا تريد سوى المصلحة العامة، وهؤلاء من أصحاب الرأي يمكن أخذ مرئياتهم المكتوبة دون تكلفة أو محاولة استمالة كما هو حاصل مع الأدوات المكشوفة التي تتقلب مواقفها تبعا لتقلب مصالحها.
إن منظومة دول مجلس التعاون الخليجية وجدت لكي تبقى، لأن ما يجمعها أكثر مما يفرقها، ولقد تقلبت بها الأيام والسنون ومرت عليها أيام عصيبة، ولكن تجاوزت كل ذلك بحكمة قادتها، وبُعد نظر دوائر اتخاذ القرار فيها، ولعل المخاطر المحدقة بنا ومن حولنا اليوم تبدو أصعب من أي وقت مضى، وهذا الأمر يتطلب إجراءات استثنائية تأخذنا إلى مسار آخر من التعاون لا المسار المحزن الذي نعيش تفاصيله هذه الأيام.في الختام لقد أخذت عهدا على نفسي كمواطن ذاق مرارة الاحتلال وتلمس معاني وحدة الصف الخليجي والعربي، ألا أكون إلا في خندق الوفاق والتوفيق بين دول مجلس التعاون، نقبل بالخلاف فيما بينها لأنه أمر طبيعي وصحي ونرفض أن يصل إلى مرحلة الصدام والتفكك، ربما لا أملك سوى قلمي وبعض الكلمات، ولكن ذلك أفضل من المشاركة في حفلة صب الزيت على النار التي لن تحرق غير أوطاننا وبيوتنا.
مقالات
الأغلبية الصامتة: خندق الوفاق والتوفيق
08-06-2017