«داعش» يضرب في طهران للمرة الأولى
• 4 مسلحين يرتدون أزياء نسائية اقتحموا البرلمان بعملية انتحارية وتحصنوا في مكاتب النواب مع رهائن
• انتحاري يفجّر نفسه أمام مرقد الخميني وآخر ينتحر بالسم واعتقال امرأة زرعت عبوة على قفص القبر
في أول هجوم من نوعه لتنظيم «داعش» في إيران، شنّ 8 مسلحين بينهم امرأة، أمس، هجوماً منسقاً في العاصمة طهران مستهدفين مجمع مجلس الشورى (البرلمان) ومدفن زعيم الثورة الإيرانية الخميني، مما أسفر مقتل 12 شخصاً وجرح 39 آخرين، كما أعلنت السلطات إحباط هجوم ثالث يبدو أنه كان يستهدف مقر الرئاسة. وفي مجمع البرلمان، اقتحم المهاجمون الأربعة، الذين كانوا يرتدون أزياء نسائية يخفون تحتها أسلحة رشاشة من طراز كلاشنيكوف ومسدسات مجمع البرلمان. وفجر أحدهم نفسه في محاولة لفتح طريق أمام المهاجمين الآخرين إلى داخل القاعة، التي كانت تشهد جلسة للنواب برئاسة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. وبعد فشلهم في الدخول إلى القاعة، التجأوا إلى مكاتب النواب في الطبقات العليا من المبنى واحتجزوا أربعة رهائن. وخلال الهجوم، خرج أحد المسلحين من المبنى الى الشارع، وبدأ يطلق النار عشوائياً لكنه عاد إلى داخل المبنى. وبعد ساعات تمكنت قوات الأمن من قتل المهاجمين. وقتل شخصان أحدهما رجل أمن في هذا الهجوم. وواصل النواب اجتماعهم رغم الهجوم.
والهجوم الثاني نفذه رجلان وامرأة استهدفوا مدفن الخميني في جنوب طهران. وكان الرجلان يحملان رشاشات كلاشنيكوف وقنابل يدوية، والمرأة تحمل عبوة ناسفة خبأتها تحت عباءتها. وقام أحد المهاجمين بتفجير نفسه، في حين تم إلقاء القبض على المهاجم الثاني، لكنه انتحر بتناول السم الذي كان في خاتمه، أما السيدة فقد تم اعتقالها من قبل الزائرين. وقال أحد الشهود إنها حاولت تفجير القنبلة التي كانت قد زرعتها على قبر الخميني، لكنها ارتبكت ولم تستطع تفجير القنبلة التي تم تفكيكها من قبل قوى الأمن فيما بعد.الى ذلك، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني أن إيران ستنتقم لهجمات طهران من «الإرهابيين وداعميهم». فيما اثارت صور السيلفي التي التقطها النواب وبعض الحضور داخل البرلمان خلال الهجوم سخرية على مواقع التواصل.
هجوم ثالث
وقالت وكالة الاستخبارات الإيرانية، إنه تمت السيطرة على مجموعة أخرى «لإرهابيين» في طهران، قبل أن تنتقل إلى العمل. وقالت مصادر «الجريدة» إن الخلية الثالثة كانت ستستهدف على ما يبدو القصر الرئاسي. وأعلن التلفزيون الحكومي أن قوات الأمن استعادت السيطرة على الموقعين اللذين يرتديان طابعاً رمزياً كبيراً بعد الهجمات غير المسبوقة في العاصمة الإيرانية، التي نفذها سبعة أو ثمانية أشخاص.ونشرت قوات أمنية كبيرة في محيط المكانين وما بينهما وأغلقت محطات المترو. وقال وزير الداخلية الإيراني عبد الرحمن فضلي لوكالة الأنباء الطلابية «إيسنا»، إنه دعا إلى اجتماع خاص لمجلس الأمن الإيراني لمناقشة الموقف.«داعش»
وقال تنظيم «داعش» بحسب ما ذكرت وكالة «أعماق» التابعة له، إن مقاتلين «من الدولة الإسلامية هاجموا ضريح الخميني ومبنى البرلمان الإيراني وسط طهران». وتحدثت الوكالة عن «استشهاديين بسترتين ناسفتين داخل ضريح الخميني». ونشر التنظيم شريط فيديو قال، إنه للمهاجمين داخل مبنى البرلمان. وهي المرة الأولى، التي يستهدف فيها تنظيم الدولة الإسلامية طهران بهجمات. والهجمات من هذا النوع نادرة في إيران ويعود آخرها إلى مطلع عام 2000 ونفذت معظمها حركة «مجاهدي خلق».وتدعم إيران ذات الأغلبية الشيعية العراق ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويواجه تنظيم «داعش» خسائر في البلدين في مواجهة هجومين واسعين يستهدفان معقليه، الرقة في سورية والموصل في العراق.وتتهم دول عدة طهران برعاية تنظيم «داعش» وتحريكه حسب مصالحها. وكانت إيران استضافت غالبية قادة «القاعدة» الذين فروا من أفغانستان بعد الحرب الأميركية على «طالبان» عام 2001. وكشفت وثائق أميركية عن علاقات قوية بين القاعدة وطهران وتنسيق مع التنظيم، الذي تحول إلى «داعش» خلال الحرب في العراق. وكان التنظيم الجهادي نشر في مارس تسجيل فيديو نادراً باللغة الفارسية حذر فيه من أنه سيقوم «بفتح» ايران ويعيدها «مسلمة سنية كما كانت من قبل».وحمل الشريط الطويل الذي يستغرق أكثر من 36 دقيقة، عنوان «بلاد فارس بين الأمس واليوم»، وتضمن هجوماً عنيفاً على «الدولة الرافضية» و«الدين الرافضي»، والشيعة الذين يقاتلون في سورية والعراق.وتنشط جماعات أخرى في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران على الحدود مع باكستان التي تضم عدداً كبيراً من السنة.وكان تنظيم «جيش العدل» الذي تتهمه طهران بالارتباط بتنظيم القاعدة، تبنى عدداً من الهجمات المسلحة في الأراضي الإيرانية في السنوات الماضية. ولاقى الهجوم إدانات دولية وعربية وإسلامية.