يتوجه الناخبون البريطانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع، في انتخابات مبكرة دعت إليها رئيسة الحكومة المحافظة تيريزا ماي، لضمان أغلبية في تنفيذها عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إلا أن الهم الأمني عاد ليهيمن، اثر هجومين إرهابيين في مانشستر ولندن.

وأمس عقدت ماي آخر تجمعاتها، تمهيداً لاقتراع يصعب التكهن بنتائجه. وبدأت الحملة بتقدم كبير للحزب المحافظ الذي تنتمي اليه ماي، لكن تقدمه على العماليين بقيادة اليساري المتشدد جيريمي كوربن يتقلص تدريجياً.

Ad

لكن المراهنين مازالوا يتوقعون فوزا مريحا للمحافظين يسمح لهم بتوسيع أغلبيتهم التي تبلغ حاليا 17 مقعدا، إلى ما بين أربعين وسبعين مقعدا.

وعلقت الحملة الانتخابية مرتين، الأولى بعد هجوم مانشستر الذي اسفر عن سقوط 22 قتيلا في 22 مايو، والثانية غداة الاعتداء الذي اسفر عن سقوط 8 قتلى السبت في لندن.

ويرى المحللون أنه من الصعب جداً التكهن بانعكاسات هذه الاعتداءات على نتائج الاقتراع.

ويعتبر المحافظون في بعض الأحيان أكثر مصداقية بشأن القضايا الأمنية، خصوصا في مواجهة زعيم عمالي يؤكد علنا مواقفه المؤيدة للسلام مثل كوربن، لكن وقوع هجمات متكررة نفذها أشخاص جميعهم تقريباً معروفون من السلطات، والانتقادات لخفض عديد قوات الشرطة منذ 2010 لا تخدم مصلحة المحافظين.

وبدا كوربن البالغ من العمر 68 عاما ومن قدامى حزب العمال، انه خصم اقوى واكثر حيوية مما كان يعتقده البعض، بما في ذلك في داخل معسكره. وقد خاض حملة تركزت خصوصا على الصحة والمساعدة الاجتماعية والتفاوت الطبقي الاجتماعي.

وفي المناظرات التلفزيونية ظهر أقرب إلى الناس من ماي، التي تهربت من كل المواجهات المباشرة واكتفت بتكرار تصريحات بشكل آلي.

وارتكبت ماي عدداً من الأخطاء، فقد اضطرت للتراجع عن احد إجراءات برنامجها الذي يقضي بزيادة مساهمة كبار السن في برنامج العناية الصحية، وهو موضوع بالغ الحساسية. كما رفضت ماي أي مناظرة مباشرة مع خصمها العمالي الذي تحداها للقيام بذلك.

وعبر مرشحون محافظون عن استيائهم من اخطائها التي ارتكبتها ماي طوال الحملة، خصوصا بعد تبدل موقفها في برامج الميزانيات الاجتماعية.

وحاولت ماي اعادة ملف «بريكست» إلى صلب الحملة مع تقدم العماليين، لكن من دون جدوى، إذ إن الاعتداءات أعادت مجدداً قضية الاقتطاعات في ميزانية الشرطة، وبشكل اوسع في الوظائف الحكومية، إلى الواجهة.

ويأمل المحافظون في انتزاع اكبر عدد ممكن من الأصوات من حزب الاستقلال (يوكيب) المعادي لأوروبا، ثالث قوة سياسية في البلاد في 2015 لكنه يواجه صعوبات منذ رحيل زعيمه نايغل فاراج الذي يتمتع بحضور قوي.

عمالياً، أفادت تقارير بأن العديد من المرشحين من حزب يحذفون الإشارة إلى كوربن في مواد الدعاية الانتخابية، ويحاولون عدم ذكره خلال عملية السعي لجذب الأصوات من منزل لمنزل.

في الشمال، يأمل القوميون الاسكتلنديون في الحزب الوطني الاسكتلندي بالإبقاء على هيمنتهم في البرلمان، لمواصلة الدعوة الى استفتاء حول الاستقلال. أما الحزب الليبرالي الديمقراطي المعادي بشدة للوحدة الأوروبية فيأمل في تحسين تمثيله المتمثل بتسعة نواب، لكن بدون أن ينجح في فرض نفسه كملاذ لمعارضي «بريكست» خلال الحملة.